الوقت- إعلان الناطق العسكري باسم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "أبو عبيدة"، يوم الجمعة، عن وجود أربعة أسرى من جنود الاحتلال لدى الحركة أعاد الأمل لأهالي الأسرى في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بتحرير أبنائهم.
واجه هذا النبأ بترحیب من قبل الاهالی في داخل الاراضی الفلسطینیة و الشخصیات السیاسیة و الاعلامیة فی خارج الاراضی الفلسطینیة.
فی هذا السياق قال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، "أمجد أبو عصب"، أن "وجود أسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هو بريق أمل لدى المئات من الأسرى الفلسطينيين، خصوصاً أسرى مدينة القدس". وأضاف: "هناك أكثر من 40 أسيراً مقدسياً محكومون بالسجن مدى الحياة، ولا أمل لهم سوى المقاومة الفلسطينية، كون سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عنهم ضمن مباحثات السلام، وتعاملهم، كونهم يحملون هويات إسرائيلية، كشأن داخلي".
من جهتها، قالت "هالة الخطيب"، ابنة الأسير "فتحي الخطيب"، المحكوم في سجون الاحتلال 29 مؤبداً وعشرون عاماً والمعتقل منذ عام 2002 أن "الأمل بعث من جديد، منذ أربعة عشر عاما أنتظر ضم والدي"، مشيرة إلى أن "الخبر العاجل الذي ظهر على فضائية الأقصى جاء ليشفي صدورهم في العائلة.
أما "محمد صالح خندقجي"، وهو والد الأسير"باسم خندقجي" من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، والمحكوم ثلاثة مؤبدات، أمضى منها في سجون الاحتلال 11 عاماً، فقد قال: "استبشر بتلميحات المقاومة الفلسطينية خيراً، وهي ورقة قوة في يدها تمنحني الأمل كثيراً لرؤية ابني عائدا حرا من سجنه".
وأضاف: "كل الأسرى أولادي، وعندما أذهب إلى زيارة باسم في السجن، أسلم عليهم واحدا واحدا، وحرية باسم وحدها لا تكفيني، بل أود أن أرى كافة الأسرى الفلسطينيين قد تحرروا وعادوا إلى أهلهم، وهذا ما تستطيع المقاومة وحدها أن تحققه من خلال صفقات تبادل الأسرى".
واستذكر "خندقجي" كيف استقبلوا في المنزل خبر أسر الجندي الإسرائيلي "هدار جولدن"، خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014، بحيث بكى أفراد العائلة من شدة الفرح، وقاموا بتوزيع الحلوی على الجيران تعبيرا عن أملهم الكبير في حرية باسم والأسرى الفلسطينيين.
وأشار إلى أن "إعلان أبو عبيدة هذا اليوم عن تلميحات بسيطة، هو إشارة على أن الحرية باتت قريبة"، آملا أن "يكون باسم من ضمن الأسرى الذين ستشملهم الصفقة".
كذلك، لفت الأسير الفلسطيني المحرر "حيدر جمهور" إلى أن "وجود هذا العدد من الجنود هو عامل ضغط كبير على الحكومة الإسرائيلية في مفاوضات قادمة في هذا الخصوص، من شأنها أن تفرج عن أسرى محكومين أحكاماً عالية ولا أمل لديهم سوى تلك الصفقات".
وتابع "الرسالة التي قدمتها القسام هي ورقه رابحة في أيدي المقاومة كوسيلة ضغط لتحرير أسرانا بالأساس ولفرض كافة الشروط المطروحة لديها في أية مفاوضات قادمة لأية صفقة تبادل بين الطرفين، عدا عن ذلك أنا كأسير محرر تغمرني فرحة أسرانا داخل السجون بأن الحرية باتت قاب قوسين أو أدنى".
اما بالنسبة للردود الاخری، قال الإعلامي المعروف، "أحمد منصور"، المذيع بقناة الجزيرة، إن كتائب "القسام" وضعت "نتنياهو"، في "المأزق الكبير".
وأضاف "منصور" في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بينما كان حاخام إسرائيلى يبارك "محمود عباس" وضباط من جهاز الموساد التابع للسلطة يعزون فى زميل لهم اسرائيلى خرجت كتائب القسام لتقلب الطاولة على الجميع".
واختتم الإعلامي منشوره بـ"وتؤكد للمرة الأولى وجود أربعة إسرائيليين أسرى لديها وتضع نتنياهو وسلطته فى رام الله فى مأزق كبير".
ويرى "عبد الستار قاسم"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في "رام الله في الضفة الغربية، فيما نشرته كتائب القسام، "رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي".
ويقول قاسم، إن "القسام تنشر لأول مرة صورا لأربعة جنود إسرائيليين بعد أن كانت تكتفي ببعض الإشارات، وعلامات الاستفهام على صور، في رسالة واضحة لتحريك الشارع الإسرائيلي، خاصة أهالي المفقودين لمعرفة مصير أبنائهم".
ويتوقع قاسم، أن تحرك هذه الصور الإعلام الإسرائيلي للسؤال عن مصيرهم وإذا ما كانوا أحياء، مستدركا بالقول "و ربما إجبار إسرائيل على دفع ثمن للقسام مقابل الكشف عن مصيرهم، أو معلومات بشأنهم".
ويضيف "هذه الصورة تقول لأهالي المفقودين، أن أولادكم قد يكونوا على قيد الحياة، ومهمتكم تتمثل في الضغط على الحكومة الإسرائيلية".
من جهته، يقول "طلال عوكل"، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، إن كتائب القسام نشرت هذه المرة "رسالة معلومات".
واضاف "عوكل" :"ما بثته كتائب القسام لم يكن عابرا، أو حدثا عاديا، كان عبارة عن رسالة معلومات، كي تتلقفها الحكومة الإسرائيلية".
ويرى "عوكل"، أن كتائب القسام قدمت خطوة تتمثل في الكشف عن صور الأربعة، من أجل أن يرد صناع القرار في إسرائيل بخطوة أخرى.
ومضى يقول، "قد تشهد الأيام المقبلة - ومن خلال وسطاء - تحريكا وبداية لصفقة تبادل أسرى جديدة، لكن هذا يرتبط بمدى ما ستقدمه إسرائيل من ثمن لحركة حماس".