الوقت- طالبت موسكو على لسان مندوبها الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، بضرورة تخلي"مجموعة الرياض" السورية المعارضة عن مطالبها المتعلقة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وتليين موقفها في المفاوضات.
وقال مندوب روسيا السبت 19 مارس/آذار أنه يتوجب عليها إضافة جملة من التعديلات على موقفها. وقال: "مما يثير قلقنا، تمسك "مجموعة الرياض" بشرطها المسبق المنادي بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه. هذا الموقف، لا يحمل على الثقة باستعدادها للتفاوض. ونحن على يقين تام بضرورة أن تضيف هذه المجموعة تعديلات جدية على مواقفها، وأن تتحلى بقدر أعلى من الليونة"، مشيدا في هذه المناسبة بإيجابية موقف وفد دمشق إلى المفاوضات الذي "يمكن عليه التأسيس لاستمرار المفاوضات في أجواء بناءة".
وأضاف بورودافكين رغم التمثيل الموسع للمعارضة السورية هنا في جنيف، "إلا أننا لسنا راضين بالكامل عن مدى تعدديتها، وذلك نظرا لبقاء مسألة دعوة أكراد سوريا إليها مفتوحة، فيما نحن لا نزال متمسكين بوجودهم هنا، ومشاركتهم في المفاوضات".
واعتبر أنه "لا يمكن حل أي من القضايا المطروحة على أجندة البحث في المرحلة الراهنة بمعزل عن الأكراد، بغض النظر عما إذا كانت تتعلق بمستقبل سوريا السياسي أو تشكيل حكومة انتقالية أو مكافحة الإرهاب، وحتى بمسائل المساعدات الإنسانية".
واستطرد قائلا: "لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه الفصائل الكردية المسلحة على صعيد مكافحة الإرهاب في سوريا، الأمر الذي يحتم علينا انطلاقا من وجهة النظر هذه ضمان تمثيل مشرف للأكراد إلى المفاوضات السورية".
وفي هذا السياق، أعرب بورودافكون عن دعم روسيا للأفكار التي طرحتها "مجموعة موسكو" السورية المعارضة خلال اللقاء بالمبعوث الدولي للتسوية في سوريا ستيفان دي مستورا في الـ16 من الشهر الجاري.
وأشار كذلك، إلى أن ممثلين عما سماها بـ"كتلة حميميم" السورية المعارضة التقوا اليوم المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا، وسلموه مقترحاتهم إزاء مستقبل الدولة السورية السياسي المتمسكة بنظام سلطة ديمقراطية وعلمانية يضمن حقوق جميع الأقليات والطوائف.
وبصدد الاتفاقات المحتملة، اعتبر أن "المتفاوضين في الوقت الراهن يسعون إلى الاتفاق حول جملة من المبادئ الأساسية المتعلقة بمستقبل سوريا السياسي، استكمالا لخارطة الطريق التي رسمها قرارا مجلس الأمن الدولي 2254، و2268".
وفي التعليق على مستوى التنسيق بين موسكو وواشنطن حول سوريا، أكد أن "مستوى التنسيق بين البلدين حمل طابعا نوعيا جديدا خلال الأسبوع الأخير وعلى المسارين الدبلوماسي والعسكري".
وأشاد في هذه المناسبة بالتعاون الحاصل بين روسيا والولايات المتحدة على مسار حفظ السلام في سوريا، وأكد أن هذا التعاون وصل إلى مرحلة الشراكة و"أسس لوقف إطلاق النار والأعمال العسكرية ومهد لانطلاق حوار ناجح بين السوريين".