الوقت- من سخرية الزمن ان تقوم الدول التي دعمت سياسيا وماليا وعسكريا الارهاب التكفيري منذ نشأته في افغانستان قبل 30 عاما، بنعت المقاومة اللبنانية بالارهاب، ان الارهاب في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا خرج من رحم هذا الدول، ومن المضحك ان تقوم الدول العربية باتهام حزب الله مرارا وتكرارا فهذا مطلب اسرائيلي لأن تعاظم قوة المقاومة يقلق الاسرائيليين.
ويمكن لأي باحث ومحلل محايد ان يكتشف الربط بين التهجم على حزب الله واساس هذا التهجم اي الرغبة الصهيونية، فاللوبيات الصهيونية في امريكا واوروبا تتحرك ضد حزب الله و وسائله الاعلامية وبعد كل مواجهة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي تزداد العقوبات المفروضة على حزب الله بأمر مباشر من تل ابيب فالغرب يعتبر حزب الله وفصائل المقاومة ارهابيين ولذلك يعاقب ايران وسوريا ايضا لأنهما تدعمان المقاومة.
ان الدول العربية الرجعية لم تألوا جهدا للتضيق على حزب الله في داخل لبنان وخارجها طوال الـ 30 عاما الماضية وقد صرفت هذه الدول الاموال الطائلة من اجل ذلك وان اعلام هذه الدول تهاجم المقاومة في كل يوم كما تقوم هذه الدول بتعويض الدول الغربية التي خسرت ماديا جراء وقف بث قناة المنار على اقمارها الاصطناعية والجميع يعلم الدور الهام للمنار اثناء حرب تموز.
ان الدول العربية الرجعية لم تقدم العون للمقاومة حتى يوما واحدا بل تآمرت عليها منذ البداية، وفي اتفاق طائف الذي اعترف بشرعية المقاومة اضطرت السعودية الى تكييف نفسها مع الواقع بعد ان خسرت أذرعها في لبنان، ان السعودية قد زادت الان من حدة هجماتها السياسية والعملية لأن حزب الله قد اثبت بانه قادر على كسر قوة الردع الاسرائيلية.
وتروج الدول العربية الرجعية مشروع السلام مع الكيان الاسرائيلي منذ عام 1967 والذي سيزيد من هيمنة الكيان الاسرائيلي على المنطقة لكن في المقابل يتعاون حزب الله وسوريا فيما بينهما لايجاد قوة ردع مقابل قوة الردع الاسرائيلية وهذا يبدد كل احلام الرجعيين العرب الذين يحلمون بتحقيق المشروع الامريكي والاسرائيلي في المنطقة.
ان نموذج المقاومة الشعبية المنتصرة التي يقودها حزب الله قد أذاب جبل الاوهام والاكاذيب للمستسلمين العرب والان بات القضاء على حزب الله ضرورة بالنسبة لهذه الدول التي طلبت منها امريكا اظهار علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي بشكل علني لخلط الاوراق بعد الهزائم الاسرائيلية امام حزب الله وامام الفلسطينيين في غزة.
ويأتي هذا التهجم على حزب الله والمقاومة في وقت يتحدث الاسرائيليون عن بدء الانتفاضة الفلسطينية الثالثة وفي وقت يقدم حزب الله نفسه كنموذج للعمل الفدائي المقاوم في دعم الانتفاضة الفلسطينية ويظهر بطلان نموذج الاستسلام العربي ولذلك نجد ان الاسرائيليين قد اجمعوا كافة قواهم لمحاصرة حزب الله الذي يهدد وجودهم، ان انتشار المقاومة وتحدي الاسرائيليين الغاصبين دفع امريكا نحو الطلب من الدول العربية بممارسة الضغط على حزب الله.
وقد اوجدت الدول العربية الرجعية الشبكات الوهابية بأمر من امريكا من اجل تدمير سوريا، ان سوريا اليوم قريبة جدا من الانتصار وان وجود حزب الله في المعركة مع الارهاب جلب أقصى و أمر الهزائم للسعوديين كما منع حزب الله تحول لبنان الى قاعدة لمهاجمة سوريا.
ان السعودية دعمت داعش في العراق ليصبح أداة لتدمير العراق واشعال حرب طائفية كما استخدمت السعودية ادواتها ايضا لتدمير اليمن وعندما فشلت في خطتها شنت حربا مباشرة على اليمن ومن الواضح ان كل هذه التحركات السعودية هو من اجل عيون القادة الاسرائيليين ومنع انضمام العراق واليمن الى محور المقاومة ودعم هذه المقاومة.
ان حزب الله لعب دورا محوريا في افشال الخطط الامريكية التي كانت السعودية تسعى لتنفيذها دعما للكيان الصهيوني وهذا هو سبب السخط السعودي على هذا الحزب المقاوم.