الوقت - وضع الإعلام الدولي والإقليمي وخاصة العربي المشاركة الواسعة للشعب الإيراني في الإنتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة تحت المجهر وتطرق كل منه بشكل ما إلى الإقبال الكثيف على الإنتخابات في أنحاء البلاد والتي تقدر المصادر الرسمية نسبة الحضور فيها حوالي 60 في المئة.
حيث أفادت قناة الميادين أن مشاركة أهالي العاصمة طهران ومدينتي قم المقدسة وإصفهان لدى صناديق الإقتراع كانت واسعة وبثت هذه القناة تقارير مصورة عن تواجد الشعب الإيراني في طوابير طويلة وبقاءهم عدة ساعات في مراكز الإقتراع مشيرة إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الذي كان في صفوف أول المشاركين في الانتخابات ودعا ابناء الشعب إلى الإسراع في الإدلاء باصواتهم وقال ان مشاركة الإيرانيين في الانتخابات تبث الياس في قلوب الأعداء.
كما أكدت صحيفة "السفير" اللبنانية أن الإقبال الكثير على الانتخابات دفع مسؤولي إجراء عملية الانتخابات لتمديد مدة الاقتراع خمس مرات بسبب المشاركة الواسعة للمواطنين وخاصة جيل الشباب تلبية لدعوات المرشد الاعلى للثورة الإسلامية والمسؤولين الإيرانيين.
وأعلنت صحيفة الاخبار اللبنانية في تقرير لمراسلها بعنوان "المشاركة الملحمية؛ رمز لاستقلال إيران" أن عملية الإقتراع استمرت حتى ساعات المساء وتم إغلاق الصناديق في ساعات نصف الليل؛ حيث كان يشهد كثير من المحافظات مواصلة الإقتراع في إحدى الانتخابات الهامة والمصيرية بتاريخ إيران الحديث. وأكدت الصحيفة أن عملية الاقتراع كانت تستمر حتى ساعة 12 مساءا ليستطيع الحاضرون داخل مراكز الإقتراع من الإدلاء باصواتهم وكان يؤكد كل المراقبين على الإقبال الكثير للناخبين بهذه الإنتخابات.
وأضافت الأخبار أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يؤكدون على أهمية المشاركة في الإنتخابات؛ حيث قال قائد الثورة الإسلامية إن الانتخابات الحالية تتمتع بأهمية كبيرة. ودعا سماحته بعد إدلاء صوته في حسينية الامام الخميني بطهران كل من يحب إيران والجمهورية الإسلامية ويهتم بعظمة وكرامتها أن يشارك في الإنتخابات ليبث اليأس في قلوب الأعداء.
كما نقل عن أمين مجلس صيانة الدستور في إيران آية الله احمد جنتي الذي وصف الانتخابات بأنها تشبه سهماً ذا ثلاث شعب يحمل لاءات ثلاثة إلى بريطانيا وأمريكا والكيان الإسرائيلي وأكد أن الشعب الإيراني الأبي يتوقع من الممثلين في مجلس الشورى الإسلامي أن يعيشوا مثلهم ويدعموا مواقف قائد الثورة الإسلامية وأن يجعلوا توصياته نصب أعينهم.
واعلنت جريدة الراي الكويتية أنه كما جرت العادة، حضر القائد الأعلى السيد علي خامنئي، منذ صباح امس الباكر، للادلاء بصوته في الانتخابات التشريعية العاشرة، والدورة الخامسة لانتخابات مجلس خبراء القيادة، في الصندوق رقم 110 في حسينية الامام الخميني المجاورة لمنزله، كونه يعتقد «انه تم في المعارف والتعاليم الاسلامیة التوصیة باستباق الخیرات». وأضاف أنه خلافا للنمط التقليدي الذي دأب اهالي طهران على اتباعه في الانتخابات السابقة، اي التوجه إلى صناديق الاقتراع ابتداء من الظهيرة، فإن مراكز الاقتراع شهدت حضورا كثيفا منذ ساعات الصباح الاولى.
وأشار الموقع الإلكتروني لقناة "سي ان ان" العربية إلى تمديد مدة الانتخابات عدة مرات وبدء فرز الاصوات بعد إغلاق أبواب مراكز الاقتراع ونقل عن الناطق باسم اللجنة المركزية المشرفة على الانتخابات أن عدد المشاركين في عملية الاقتراع وصل إلى 28 مليونا حتى ساعة 9 مساءا من مجموع 54 مليون مواطن إيراني يتمتعون بحق التصويت في الانتخابات.
واعتبرت صحيفة الاهرام المصرية مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات التشريعية واسعة مشيرةً إلى أن عدد المشاركين في عملية الاقتراع كان منقطع النظير قياسا بالانتخابات السابقة وتوقعت أن يصل عدد المشاركة فيها إلى حوالي 70 في المئة.
وتطرقت صحيفة الصباح العراقية إلى المشاركة الكثيفة للشعب الايراني في انتخابات يوم الامس الجمعة قائلةً إنه "شارك الملايين من الإيرانيين أمس الجمعة في الانتخابات المزدوجة لاختيار أعضاء مجلسي الشورى وخبراء القيادة" مشيرا إلى تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي الذي قال بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات إن «الشعب لا يريد لا برلمانا مواليا للحكومة ولا برلمانا مناهضا للحكومة، إنه يريد برلمانا شجاعا ومخلصا يتحمل جميع مسؤولياته من دون أن يخشى أمريكا»، كما دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي الى مشاركة جماهيرية واسعة في الانتخابات بالشكل الذي «يزرع اليأس في قلوب الاعداء».
وقام موقع المسلة العراقي بتغطية أخبار الانتخابات لمجلسي الشورى الإسلامي وخبراء القيادة في إيران وتصريحات القائد الاعلى للثورة الإسلامية قائلا إن المرشد الاعلى للثورة الإسلامية أكد على ضرورة التحلي بالبصيرة لبث الياس والقنوط في قلوب اعداء الثورة الاسلامية.
ووصف موقع المنار اللبناني مشاركة الشعب الايراني في الانتخابات التشريعية ومجلس خبراء القيادة التي جرت أمس الجمعة بأنها لانظير لها موضحا أن الانتخابات جرت لتحديد مصير إيران إذ تعتبر الاولى من نوعها بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة القوى الدولية. واعتبر الطوابير الطويلة للمشاركين في الانتخابات دليلا على الاقبال الكثير للمواطنين الذين وقفوا عدة ساعات في طوابير طويلة داخل مراكز الاقتراع في طهران والمدن الكبرى الأخرى ليحين دورهم للادلاء بصوتهم للنواب الذين سيمثلونهم في مجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة.
وأشارت جريدة البناء اللبنانية إلى تمديد فترة التصويت في انتخابات مجلسي الشورى الاسلامي وخبراء القيادة في أرجاء البلاد، قائلةً إنه في الوقت الذي تشن أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي عبر إعلامها حربا نفسية ضد الشعب الايراني، وفي الوقت الذي تشن الحكومات العربية الرجعية، التي لا دور لشعوبها في الحياة السياسية والاقتصادية، هجمات إعلامية شرسة على الانتخابات الإيرانية، ممنيةً النفس بتثبيط عزم الشعب الايراني في الانتخاب، أكدت معلومات وزارة الداخلية الايرانية أن عدد المرشحين للانتخابات كان قد ارتفع بنسبة 120 في المئة، مقارنة بالانتخابات السابقة.
لكن الامر العجيب في تغطية أنباء الانتخابات الايرانية من جانب الاعلام السعودي والقطري الذي اعتاد على قلب الاحداث والتطورات الايرانية أنه التزم الصمت المطبق ازاء هذه المشاركة الملحمية للشعب الايراني في الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء ـ والتي تقدرها المصادر الرسمية 60 في المئة ـ رغم أنها لم تجرب نظيرا لهذه الانتخابات في بلدانهم التي اشتهرت بالرجعية والجو المغلق وبعدهم عن الديمقراطية والحرية ولا يوجد في الغالب أثرٌ عن الانتخابات الحرة والنزيفة فيها.
وزعمت صحيفة "عكاظ" السعودية في نفس المضمار أن المشاركة الواسعة للناخبين في الانتخابات وتمديد مدة الانتخابات لعدة مرات تشير إلى التنافس والمواجهة الشديدة بين المحافظين والاصلاحيين!
وحاولت قناة الجزيرة القطرية التركيز على القضايا الهامشية للانتخابات والتغاضي عن المشاركة الواسعة للمواطنين الايرانيين لدى صناديق الاقتراع كما عملت على تصويرها منافسةً بين أنصار الرئيس الايراني حسن روحاني والاصوليين الذين "يتهمونهم بأن لهم صلات بقوى غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا" على حد تعبيرها.