الوقت- في الوقت ذاته التي قامت به قوات الاحتلال الاسرائیلي بغارتها علی قاعدتین للدفاعات الجویة التابعة للجیش السوري في ضواحي دمشق، توجهت مجموعات مسلحة من ارهابیي داعش نحو منطقة القنیطرة.
موقع الوقت التحلیلي الاخباري: في الاسبوعین الماضیین قام العشرات من مسلحي "داعش" القادمین من محافظات الرقة و دیر الزور بالتوجه الی المناطق الواقعة تحت سیطرة جبهة النصرة في محافظة القنیطرة وکان لهم حضور بارز في العملیات الاخیرة في " الشیخ مسکین". و قالت مصادر رسمیة سوریة لمراسل الوقت:" ان التعاون الواضح بین الجیش الاسرائیلي و کل من جبهة النصرة وداعش یبرز ان المعارک مع المسلحین قد انتقلت من شمال سوریا الی جنوبها" ، و اضاف:" ان التزامن بین الغارة الصهیونیة علی مخازن الجیش السوري و هجوم مسلحي داعش علی منطقة القنیطرة یظهر بوضوح ان اسرائیل و داعش قد توصلتا منذ الاسابیع الماضیة الی اتفاق لزیادة الضغط الامني علی المناطق الجنوبیة السوریة و دمشق".
و بالعودة الی التاریخ یظهر واضحا ان المناطق الجنوبیة في سوریا کانت معقلا للجیش السوري الحر و جبهة النصرة ولم یکن هناک اي تواجد یذکر لمسلحي داعش فیها. و الواضح ان القوات المسلحة المقیمة في محافظات القنیطرة ودرعا، والتي تشمل کلا من جبهة النصرة و الجیش الحر، کانت تتلقی دعما واضحا من المثلث السعودي، الاردني، الاسرائیلي ،و لکن بعد الصراع في السنوات الماضیة بین داعش و جبهة النصرة في مناطق شمالي محافظة حمص، و تمکن داعش من قمع اعداد کبیرة من مسلحي جبهة النصرة في هذه المناطق اعرب الفریقین عن رفضهم القاطع لوصول مسلحي داعش الی المناطق الجنوبیة. و لکن تزامن هجمات الجیش الاسرائیلي علی مراکز الدفاع الجوي السوري في الاسبوعین الماضیین مع تواجد اعداد کبیرة من مقاتلي داعش في هذه المناطق یشیر الی ان المفاوضات الاخیرة بین داعش و جبهة النصرة و الجیش الاسرائیلي قد توصلت لاتفاق لشن هجمات منسقة بین الاطراف الثلاثة، ضد الجیش السوري.
من جهة اخری، یبدو ان فشل الهجمات العسکریة لداعش وترکیا و امیرکا علی منطقة کوباني في محافظة حلب، و التي ادت الی وقوع خلافات بین الاطراف الثلاثة، و انتصارات الجیش السوري النظامي الاخیرة في غرب هذه المحافظة، و التي بدورها تعتبر من اهم المحافظات بعد دمشق، ادت الی زيادة ضغط العملیات العسکریة في مناطق الجنوب السوري. و من هنا ستشهد الایام و الاسابیع القادمة تفاعلات مهمة، في محافظات السویدا و درعا و خصوصا القنیطرة في الجنوب السوري، مع محور العملیات العسکریة لداعش بمساعدة من مخابرات الجیش الصهیوني.
و علی عکس الخلافات الموجودة في شمال سوریا بین ترکیا و امیرکا علی طریقة ادارة داعش، لا تظهر هذه الخلافات بین امیرکا و المثلث الصهیوني، السعودي، الاردني، بل انهم یساعدون الی حد کبیر علی حل الخلافات الموجودة بین ترکیا و أميرکا، و ذلک لان ترکیا تقدم سقوط حکم الاسد علی ادارة داعش من قبل أميرکا و حلفائها في المنطقة و قد اکدت علی ذلک کثیرا. لذلک من الممکن ان یؤدي نقل العملیات، من الجنوب السوري الی دمشق، الی توافق بین الاطراف المختلفة.