في اول ایام تواجده فی الیمن وقبل ان یسلم اوراق اعتماده الى الرئيس اليمني ويتسلم مسؤولية السفارة الايرانية في اليمن استقبل السفير الايراني باستقبال من جنس آخر، ولم يكن نوع هذا الاستقبال عاديا ومتوقعا بل رسالة دامية ونارية حيث اسفر انفجار سيارة مفخخة يوم الثلاثاء الماضي امام منزل السفير الايراني في صنعاء عن مقتل شخص وجرح 17 آخرين. وقد قالت بعض المصادر ان السفير الايراني كان قد غادر منزله قبل الانفجار بـ 10 دقائق وقد تبنى تنظيم القاعدة مسؤولية الانفجار بعد مرور زمن قليل من حدوثه .
وكانت هذه الرسالة قد شملت قبل هذا ديبلوماسيين ايرانيين اثنين آخرين حيث استشهد دبلوماسي ايراني قبل عام في هجوم ارهابی مسلح کما تم خطف دبلوماسي آخر لکي یعلم السفیر الایراني الجديد انه رغم سيطرة الحوثيين وجماعة انصار الله على العاصمة اليمنية مازال تنظيم القاعدة يبحث عن مواجهة الاوضاع الجديدة في اليمن والمنطقة .
ویبدو ان الهجوم الأخير على منزل السفير الايراني في اليمن كان يحمل الرسائل التالية:
1- توجیه إنذار الى الرئيس اليمني
هناک انباء كانت قد انتشرت في السابق بأن الرئيس اليمني الذي كان يعارض استقبال السفير الايراني قد قبل الآن استقباله ولذلك ارسلت طهران سفيرا جديدا الى اليمن، وتعتقد وسائل الاعلام اليمنية ان هناك اسباب عديدة لتغيير رأي الرئيس اليمني اولها الانتصارات العسكرية والسياسية لجماعة انصار الله في السيطرة العسكرية على العاصمة والسيطرة على مدن هامة أخرى وهو ما تسبب بأن تكون لايران اليد العليا في اليمن باعتبارها الداعم الرئيسي لجماعة انصار الله وهكذا لم يعد باستطاعة صنعاء ابداء تصرفات غير ودية تجاه طهران.
والسبب الثاني هو صمت السعودية امام تقدم الحوثيين نحو صنعاء والسيطرة عليها والسيطرة على باقي المدن الهامة ما تسبب بعدم رضا الرئيس اليمني وقد قالت وسائل اعلام يمنية ان الرئيس اليمني اراد ابداء سخطه من الردود السعودية ازاء التطورات في اليمن عبر استقبال السفير الايراني.
ويبدو ان المهاجمين على منزل السفير الايراني في صنعاء ارادو ارسال رسالة الى الرئيس اليمني بانه رغم موافقته مجددا على حضور السفير الايراني فان هناك قوى معارضة تستطيع عرقلة هذا المسار.
2- رسالة الى الحوثيين
یعتبر الحوثيون انفسهم بانهم المنتصرون في التطورات التي شهدها اليمن مؤخرا وقد استطاعوا تنظيم تظاهرات واسعة في صنعاء خلال الشهور الماضية للمطالبة بخفض اسعار الوقود واستقالة اعضاء الحكومة ومن ثم قاموا بحشد مسلحيهم واستطاعوا السيطرة على العاصمة واجبار الرئيس اليمني على تنفيذ مطالبهم، وان رسالة تفجير منزل السفير الايراني للحوثيين هي ان تنظيم القاعدة سيستمر في مواجهة الحوثيين بل سيواجه الداعم الرئيس لهم أي ايران.
ويدل هذا الامر ان تنظيم القاعدة غاضب من ايران ليس فقط بسبب دعمها لحزب الله في لبنان او الحكومتين السورية والعراقية بل بسبب دعمها لجماعة انصار الله ايضا.
3- رسالة الى ايران
يحمل تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى حقدا آخر علی ایران بالاضافة الی موضوع الحوثيين واعتبارهم الساحة اليمنية ساحة مناسبة للمواجهة مع ايران فهم حاقدون على ايران بسبب التطورات في سوريا ومن ثم في لبنان والعراق.
ویعتقد تنظيم القاعدة وباقي الجماعات المتطرفة ان اهم سبب لاستمرار حكم الرئيس السوري بشار الاسد هو الدعم الايراني الشامل ولذلك هم يريدون رفع سعر فاتورة دعم الاسد ويريدون الضغط على ايران في اليمن اضافة الى افعالهم في الساحة السورية.
ولايمكن اعتبار الهجوم على منزل السفير الايراني في اليمن بعيدا عن سياق الهجمات على المراكز الدبلوماسية والمسؤولين الايرانيين في لبنان وسوريا والعراق وقد تعرضت السفارات الايرانية والممثليات الدبلوماسية والدبلوماسيين الايرانيين الى هجمات في هذه البلدان من قبل تنظيم القاعدة.
4- مواجهة الشرق الاوسط الجديد
ان الشرق الاوسط قد شهد تغييرات اساسية في السنوات والاشهر الاخيرة وتواجه اوضاعا جديدة بالكامل وقد توسعت فیه دائرة النفوذ الايراني کما وکیفا، وكانت دائرة النفوذ الايراني في سوريا ولبنان قبل هذا لكن الان بات العراق واليمن بشكل خاص في دائرة النفوذ الايراني ايضا كما ان النفوذ الايراني قد ازداد في سوريا ولبنان.
ويواجه اتساع دائرة النفوذ الايراني باعتبارها الدولة الشيعية الوحيدة سخط تنظيم القاعدة وهكذا يعمد هذا التنظيم الى مواجهة هذا الاتساع .