الوقت - إنتابت صدمة قوية الإرهابيين من قوات جيش النصرة وأحرار الشام والداعش وغيرها في ظل توالي الإنتصارات للجيش السوري وتحالف محور المقاومة، خاصة في المدينتين الإستراتيجيتين؛ النبل والزهراء في شمال الحلب واللتين أصبحتا منطلقا للإنتصارات الجديدة وتحرير المدن والبلدات المحتلة حيث تقدم الجيش السوري بعد تحريرهما نحو بلدات؛ الماير، تل رفعت، البيانون والريتان استكمالا لدحر الجماعات الإرهابية التكفيرية من الأراضي السورية العربية.
وتشير آخر الأحداث والمستجدات على الساحة السورية أن قوات الجيش السوري ومقاتلي المقاومة تمكنوا من تحرير بلدتين "الماير" و"الرتيان" على جهتي الشمال والجنوب للقناة المحررة نحو شرق النبل بعد إعادة إحتلالهما على يد القوات الإرهابية وقتل خلال المواجهات حوالي 100 عنصرا من الإرهابيين. لكن يختلف الواقع الميداني في بلدة "بيانون" على بعد كيلومترين من غربي الرتيان؛ حيث إضطر مقاتلو المقاومة للإنسحاب تحت وطأة الهجمات الشديدة للجماعات الإرهابية وتستمر حاليا المواجهات بشمال البيانون ويبذل الجيش السوري ومقاتلو المقاومة قصارى جهدهم لتحرير هذه البلدة.
وعلى الجهة الأخرى بدأ الجيش السوري وقوات المقاومة بالتقدم نحو مدينة "تل رفعت" شمال محافظة حلب والشمال الشرقي من مدينة نبل والتي تعد من المدن الإستراتيجية لهذه المحافظة يستكمل تحريرها إحكام الطوق على مدينة حلب بالكامل ويتم قطع طريق الإمدادات عن الإرهابيين بهذه المدينة وبالتزامن مع التقدم الكبير الذي يحققه الجيش السوري في ريف حلب الشمالي، رأى تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن خسارة الجماعات المسلحة لمدينة حلب قد تمثل ضربة قاطعة على معارضي الحكومة السورية الذين يقاتلون مند خمس سنوات وأكدت الصحيفة أن سقوط حلب سيمثل تحديا كبيرا لتركيا والسعودية إذ لايبدو واضحا إن كانتا قادرتين على فعل أي شيء لتفاديه.
وكانت محافظة اللاذقية المحطة الأخرى لإنتصارات الجيش السوري أمام الإرهابيين من جيش الفتح؛ حيث تمكنت قوات الجيش السوري ومقاتلو المقاومة من تحرير الجبل وقرية "العالية" وتطهيرها من وجود الإرهابيين الذين تفاجأوا بهجوم الجيش السوري وقوات المقاومة في ظل الأوضاع الجوية السيئة وأرغموا على الإنسحاب بعد تكبدهم الخسائر الفادحة كما بدأت القوات السورية تزامنا مع هذه الإنتصارات، عمليات إستعادة السيطرة على قرى البيصاء وباشورة والعسلية والوردية فضلا عن تطهير المرتفع 454 شمال قرية الربيعة.
وأفادت المواقع الإخبارية أن الجيش السوري سيبدأ عملية عسكرية جديدة في محافظة الرقة بعد تحرير بلدة "أثريا" بين مدينتي حماه والرقة ويقتضي البدء بهذه العملية التقدم في الريف الشرقي لحلب وتهدف العملية إلى تضييق الخناق على تنظيم داعش الإرهابي الذي خسر الكثير من المدن المحتلة طيلة الأشهر الماضية.
وعلى صعيد آخر، كشفت قناة "سي إن إن" عن وجود خطط سعودية للتدريبات العسكرية كجزء من مشروعها للتدخل في سوريا تحت مسمى مكافحة تنظيم داعش، مشيرة إلى أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي معظمهم ينحدرون من الأصول المصرية والسودانية والأردنية علما أن واشنطن رحبت بإستعداد السعودية للمشاركة بقوات برية في الحرب على داعش في سوريا؛ حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر" الخميس الماضي 4 فبراير أن بلاده ستناقش المشروع السعودي الأسبوع القادم في بروكسل.
هذا في حين إعتبرت موسكو أن القرار بإجراء مثل هذه العملية البرية في سوريا "مشكوك فيه" و"خطر" من كل النواحي كما أكد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء "محمد علي جعفري" أن السعودية لاتجرؤ على إرسال قوات برية للقتال في سوريا معتبرا أن الهزائم المتتالية في سوريا أخلت بحسابات الطرف المقابل. وصرح جعفري أن قيام السعودية بإرسال قوات إلى سوريا ستكون بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على النظام السعودي.
ورد وزير الخارجية السوري على هذا الموقف السعودي قائلا إن كل من يعتدي على سوريا، سعوديا كان أم تركيا، سيعاد في صناديق خشبية إلى بلاده متسائلا "هل أفلحت السعودية في اليمن حتى تتحدث عن إرسال قواتها إلى سوريا؟".
وقال المعلم إن أي تدخل من السعودية في سوريا يعني "إعادة جنودها إلى بلادهم في توابيت" مؤكدا أن "العقل والمنطق يستبعدان أي تدخل" مستدركا أن "جنون القيادة السعودية لايترك شيئا مستبعدا" ويبدو أن المتآمرين قد يئسوا من أدواتهم في الميدان بعد إنتصارات الجيش السوري فقرروا الدخول بأنفسهم.