الوقت – يمكن القول ان اكبر امر مثير للسخرية في عام 2015 كان انتخاب السعودية لرئاسة لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة، فالنظام السعودي معروف في العالم بانتهاكاته لحقوق الانسان وتعذيبه للمسجونين وانه نظام تتفرع منه تنظيمات مثل القاعدة وداعش وقد اذعنت حتى الدول الاوروبية والغربية بخرق ابسط مبادئ حقوق الانسان في السعودية حيث يعتبر التعذيب في السجون والمعتقلات شائعا.
واذا اردنا الاشارة الى بعض ما يجري في السجون السعودية يمكننا ان نشير الى تقرير تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية اثر اعدام 47 معارضا في السعودية قبل ايام وهو تقرير للداعية والدكتور السعودي محسن العواجي والذي قدمه إلى وزير الداخلية عام 2000 أي في عهد نايف بن عبد العزيز وزيرا للداخلية.
وكانت واقعة إعدام 47 شخصا في السعودية قد أثارت شكوك محامين وحقوقيين في شرعية التحقيقات التي تمت معهم واتهموا السلطات بانتزاع الاعترافات بطرق غير شرعية وغير قانونية، مما استتبعه تداول النشطاء لتقرير العواجي للتدليل على ممارسة السلطات السعودية أساليب التعذيب في التحقيق والمعتقلات.
وأوضح العواجي في تقريره أنه ناقش مع نايف بن عبد العزيز وجود أدوات التعذيب داخل سجون المباحث العامة، وأنه قد شاهد شخصياً عصي الخيزران وأنابيب التعليق الموجودة في الغرفة (104) في سجن الحاير السياسي التابع للمباحث العامة.
وذكر التقرير اساليب تعذيب مثل التعرية والتهديد بالانتهاك الجنسي، وقد تأسف تقرير العواجي ان نايف لم يتخذ أية إجراء لإنصاف الضحايا.
ومن اساليب التعذيب، التعرية الكاملة والمتكررة والتي قال السجناء إنها شيء روتيني في سجون الغربية وكذلك التهديد بإحضار الزوجة مع التعذيب الشديد كما حصل للمواطن ص ش، أو بالتقيد بالرجلين واليدين وسحب السجين ماشياً بالسيارة في فناء السجن حتى يهرول فتؤلمه رجليه من القيد كما حدث ذلك مع المواطن س ج الذي أصيب بالصرع جراء ذلك، أو إدخال السجين في غرفة مظلمة والهجوم عليه من قبل مجموعة من الضباط ضرباً وصراخاً حتى لا يعرفهم فيما بعد كما حدث ذلك للمواطن ع م.
وقال العواجي في تقريره ايضا: إن هناك ممارسات أخرى قام بها جهاز التحقيق في سجن الحائر بالرياض ولكوني من نزلاء هذا السجن سابقاً فإنني أجزم بصحتها حيث كنت شخصياً أحد من مورست معه ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعليق السجين منكوس الرأس وأحياناً شبه عارٍ لفترات طويلة ومتكررة مع الضرب المبرح بالخيزران والأسواط على الجسم خصوصا الرجلين والإليتين بعد وضع السجين في هيئة ما يعرف بالشواية مع الصفع ووشد اللحية.
واضاف العواجي "من أنواع التعذيب التي مررت بها في السجن":
- الضرب بالسوط والخيزران حتى يتفجر جلد الظهر والقدم بالدم الغزير جداً وفي بعض الأحيان حيث أنقل إلى مستشفى الملك فهد وأنا في حالة فقدان للوعي.
- التسهير والحرمان من النوم والجلوس والذي استمر معي أكثر من خمس فترات متفرقة في فترة التحقيق والتي استمرت لمدة حوالي سنة وسبعة أشهر وبعدها كتبت الإقرار الذي صدق من المحكمة في نفس التاريخ والتي كانت تسبب في كل الأحيان حالة هلوسة وفقدان مؤقت للذاكرة وشرود الذهن وتعب نفسي لا يعلم به إلا الله عز وجل وكانت كل فترة حرمان من النوم تستمر من خمسة أيام إلى ستة عشر يوماً لا أذوق فيها طعم النوم أبداً ولا حتى الجلوس.
- الضرب بسلك نحاسي رفيع والذي كان يأخذ معه الجلد وقطع اللحم في كل ضربة ولا تزال آثاره في جسدي حتى الآن.
- إطفاء السجائر المشتعلة على جسدي في مواضع حساسة من الجسم وهي لاتزال على نفس حالتها حتى الآن وأثرها واضح في جسمي حتى هذه الساعة.
- التعليق من القدم على شكل عكسي وكذلك التعليق من مفصل اليد حتى أفقد الإحساس باليد تماماً من شدة الألم.
- الصفع على الوجه حتى يتورم والركل بالأرجل في جميع أنحاء الجسم والضرب بالقايش (حزام البنطال العسكري).
- التهديد بانتهاك العرض وبالضرب لدرجة الموت وكذلك التعرية والكي بالنار وفي معظم الأحيان تنفذ هذه التهديدات.
وقال العواجي ايضا: كل هذا التعذيب الجسدي والنفسي يهون أمام ما يقولونه من سب لله تعالى وسب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسب الدين والاستهزاء بالسنة .
وهناك المئات بل آلاف التقارير الاخرى التي تتحدث عن الانتهاكات التي تحدث في السعودية ضد حقوق الانسان اضافة الى ما يقوم به الجيش السعودي الان في اليمن من قتل وتدمير للحياة بكافة اشكالها لكن يبدو ان الدعم الغربي للسعودية هو وحده الذي افسح المجال امام اعطاء رئاسة لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة الى النظام السعودي لأن هذا النظام ينفذ الاجندة الامريكية في المنطقة ويعادي محور المقاومة والممانعة ويهادن بل يتواطئ مع الكيان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين والدول العربية الاخرى.