الوقت- على وقع الإنتصارات الميدانية التي يحقّقها الجيش السوري وحلفائه في الميدان، وبالتزامن مع الخلافات الداخلية لوفد المعارضة السوري إلى "جنيف3"، أعلنت الأمم المتحدة انه من المتوقع تأجيل المباحثات الخاصة بإحلال السلام في سوريا لعدة أيام بعد أن كان من المقرر أن تبدأ يوم غد الاثنين.
الأسباب هذه المرّة كانت جليّةً وتتعلّق بوفد أو وفود المعارضة حصراً، وقد بحث وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" مع نظيره الأمريكي "جون كيري" تشكيل وفد واسع التمثيل فعلا للمعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف.
وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية السبت 23 يناير/كانون الثاني، إلى أن "لافروف" و"كيري" أكدا خلال مكالمة هاتفية ضرورة توظيف مجموعة دعم سوريا برئاسة روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في العملية السياسية في سوريا.
وأضاف بيان الخارجية الروسية أن الوزيرين أكدا كذلك دعمهما لجهود المفوض الأممي الخاص إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا" بشأن تنظيم مفاوضات بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف الأسبوع المقبل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.
دي ميستورا: السعودية تعرقل جهودنا لتسوية الازمة السورية
لم يغب الدور السعودي الهدّام عن المفاوضات السورية، كما هو حال المفاوضات اليمنية، خاصّة بعد إختيارها "محمد علوش"، وريث "زهران علوش"، زعيم "جيش الاسلام"، كبيرا للمفاوضين، مما دفع بـ"مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا"، "ستيفان دي ميستورا" لإتهام "السعودية بتقويض جهوده لتسوية الأزمة السورية من خلال محاولتها فرض اللائحة التي تناسبها للمعارضة التي ستشارك في مفاوضات السلام".
وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن "دي ميستورا" قدّم هذا التقييم للوضع في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي"، و اشار الى ان "السعودية رفضت طلبا شخصيا منه بإتاحة فرصة المشاركة في المفاوضات لمجموعات معارضة أخرى".
و دعا "دي ميستورا"، الولايات المتحدة و روسيا و القوى الرئيسية الأخرى إلى دعم جهود الوساطة المتعثرة التي يبذلها"، ولفت الى انه "لن يدعو جماعات معارضة محددة للمشاركة في محادثات جنيف إلا في حال وقع كل اللاعبين الدوليين في الصراع السوري على اللائحة".
كيري يبحث مع الجبير"وفود المعارضة"
رفض السعودية، و من يدور في فلكها من المعارضين، أي نقاش متعلّق بوفدين معارضين، دفع بوزير الخارجية الأميركي "جون كيري" لزيارة الرياض اليوم سعياً لانقاذ المؤتمر وعقده الأسبوع المقبل.
زيارة الرياض جاءت بعد الإتصال هاتفي بين "كيري" و"لافروف"، وقد تحدّثت مصادر إعلامية أن الدبلوماسي الاميركي سيكون مفوّضاً أيضاَ من الجانب الروسي بطرح مخرج يقضي بضمّ "قائمة موسكو" (5 أسماء بالحدّ الأدنى) إلى الوفد المعلن من السعودية إلى جنيف.
لم يخلُ كلام "كيري" خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي "عادل الجبير" من الغزل السعودي سواءً في الملف الإيراني أو السوري حيث كرّر مطالب الرياض بهجة أخف معتبراً "إن استمرار الأسد في السلطة يزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية في سوريا".
وأضاف كيري؛ "لا يوجد موعد معلن حتى الآن للمفاوضات بشأن سوريا، ونعمل على تشكيل حكومة انتقالية هناك.. سنعقد اجتماعا لمجموعة دعم سوريا عقب اجتماع جنيف.. نحن على ثقة بأن الأشهر المقبلة ستشهد انتكاسة لـ "داعش" في سوريا والعراق".
بالأمس ليلاً وبعد إختتام جولة "كيري" إلى الرياض، أعلنت الأمم المتحدة أنها جاهزة لاستقبال المتحاورين السوريين في مقرها في جنيف واقتراحات روسية لتسهيل انطلاق "جنيف 3"، و أوضح المبعوث الأممي الخاص "ستافان دي مستورا" أن الإثنين موعد انطلاق الحوار.
وفود المعارضة
وأما فيما يتعلّق بوفود المعارضة، فوفد الرياض المفاوض يعترض، وبدعم من تركيا وقطر، على مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يرأسه "صالح مسلم"، بحجة انه مقرب من النظام. وقد أعلنت أنقرة استعدادها للخروج من مجموعة "دعم سوريا" في حال تم تمثيل الأكراد السوريين في وفد المعارضة بمفاوضات "جنيف - 3 ".
كذلك، يضع وفد الرياض "فيتو" على اي وجود للمعارض الداخلي "قدري جميل" للسبب نفسه ولقربه من موسكو، ولا يريد "هيثم مناع"، رئيس تيار "قمح"، رغم انه دعي لمؤتمر الرياض واختار المقاطعة لاعتراضه على مشاركة منظمات ارهابية تسفك دماء الشعب السوري. بعبارة مختصرة، يعتبر وفد الرياض السوري نفسه هو الذي يقرر من هو معارض شرعي، ومن هو غير شرعي، ومن يجب ان يشارك في مفاوضات جنيف او يستبعد منها.
هذه الوفود المعارضة للحكومة السورية تستثني جبهة معارضة اقوى من الجميع لوجودها بقوة على الارض تتمثل في "جبهة النصرة" التي وصفت جميع المشاركين في مؤتمر المعارضة في الرياض بـ"الخونة"، وهددت بتصفيتهم، ناهيك عن تنظيم داعش الذي يسيطرعلى ثلث سوريا.
لا ندري متى تحل عقدة وفود المعارضة، خاصّة أن هذه المعارضة ومنذ تشكيلها في العام 2011 لم تنجح في الإجتماع على طاولة واحدة للحوار، فكيف لها أن تحكم دولة أو شعب؟