الوقت- بعد سنوات من الفتور بسبب التباعد في سياسات الطرفين واختلاف رؤاهما إلى عدة قضايا، إقليمية بالأساس، عادت السعودية للتقرب من السودان . وتجسّد هذا التحوّل رمزيا في لقاء ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مرّتين بالرئيس السوداني عمر حسن البشير على هامش الحجّ .
ومؤخراً كشف موقع بانوراما " الشرق الاوسط" الخبري النقاب عن قيام الحكومة السعودية بتقديم مليار دولار الى الحكومة السودانية من اجل اقناعها بخفض مستوى علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية في ايران .
وذكر الموقع نقلا عن موقع ويكيليكس الإلكتروني ان الرياض قدمت هذا المبلغ تحت مسمى الدعم المادي للخرطوم شريطة ان تقوم الاخيرة بتقليص تعاونها مع طهران. واشارت الوثيقة التي نشرها ويكيليكس الى ان الدعم السعودي يأتي في اطار مساعدة السودان لحل مشاكله الداخلية لاسيما في دارفور.
واعتبر محللون ان الحافز الاقتصادي هو العامل الاساس الذي يقف وراء سياسة الخرطوم الجديدة تجاه الرياض، فالسودان يعاني من تزايد مشاكله الاقتصادية التي أججت بدورها الاضطرابات الاجتماعية خصوصاً بعد انفصال جنوب السودان.
وكانت السلطات السودانية اصدرت قراراً في ايلول الماضي يقضي بتجميد عمل المراكز الثقافية الايرانية في الخرطوم وبعض المحافظات بشكل مؤقت. الا ان هذه المراكز لازالت تزاول نشاطها بشكل طبيعي رغم محاولة بعض العواصم ومنها الرياض التأثير على العلاقات التاريخية والطيبة بين طهران والخرطوم لأن القيادة السودانية لن تسمح بتشويه هذه العلاقات. وقد اكدت ايران ان الفعاليات الدينية لهذه المراكز لاتتجاوز الـ 5 بالمائة من نشاطاتها التي يتركز اغلبها على تطوير الجوانب الثقافية مع السودان في مجالات السينما والمسرح وباقي المجالات الفنية والثقافية .
وقد رفض حزب المؤتمر الشعبي السوداني قرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية ،مؤكداً أن السودانيين"ليس لديهم تعصب مذهبي"، وإن حرية الرأي والتعبير تقتضي أن تظل هذه المراكز مفتوحة. ويؤكد هذا الرفض ثبات ستراتيجية المشروع الإسلامي الذي ظهر في السودان ، منذ سبعينيّات القرن الماضي وبدأ عابراً للأقطار ووثيق الصلة بإيران .
وفيما يتعلق بالوثيقة التي جرى تداولها مؤخراً، ونشرها الباحث الأميركي المتخصص بالشأن السوداني إيريك ريفز حول اجتماع للقيادات العسكرية والسياسية والأمنية بالخرطوم، بأنه يهدف لتعزيز استراتيجيتها مع إيران والتمويه على الدول العربية بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية، أكد الرئيس السوداني خلال حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» أنها سلسلة من التلفيقات التي دأبت عليها بعض الجهات ذات الأجندة لتعكير صفو العلاقة مع الايرانيين والعرب وضرب السودان في مقتل سياسيا واقتصاديا.
وقال البشير: " أن كل المعلومات التي ترد للقيادة السعودية حول حقيقة علاقتنا مع طهران مغلوطة ومصطنعة ومهوّلة و" نحن بحاجة ماسة لجمع الصف لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، ولابد لتحقيق ذلك بأن نتناسى خلافاتنا مهما بلغت من الحدة " .
وقبل فترة اكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوداني محمد الحسن الامين ان بلاده تتعاون مع ايران في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولن تقبل بوقف ذلك بارادة خارجية.
والحقيقة التي لابد من التأكيد عليها هي ان الحكومة السعودية وبدلا من صرف الاموال لتحقيق التقارب والوحدة بين العالم الاسلامي تسعى الى بث الفرقة بين دوله من خلال استغلال ثرواتها النفطية الطائلة، ولكن الحقيقة الاخرى ان هذه المساعي لن تثمر عن نتيجة لسببين اساسيين ؛ الاول : ان الخرطوم كانت ولا زالت من الدول الداعمة للمقاومة ولا يمكن ان تبعدها الاموال السعودية عن هذا المحور . وهذا ما اكده البشير مراراً بدعمه لمشروعية المقاومة في غزة وتنديده بالمجازر التي يرتكبها جيش الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وبالصمت الدولي ازاء هذه الجرائم . وقد عوقب السودان على موقفه هذا عندما شنت الطائرات الصهيونية عدوانا سافراً على احد مصانعه للاسلحة التقليدية ، وهي المرة الرابعة التي تخترق فيها الطائرات الاسرائيلية الاجواء السودانية.
وثانيا ان الخرطوم لا يمكن ان تخدع بالاموال السعودية. رغم اعتقاد الكثير من المراقبين بأنّ بناء علاقات جديدة بين الرياض والخرطوم، لا يمكن أن ينهض إلاّ على حساب علاقات الاخيرة مع طهران .
واعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن الحكومة السودانية أبدت تجاوبا مع العرض المادي السعودي ليس استجابة لايحاءات الرياض الراغبة في تعطيل أي تقارب بين الخرطوم وطهران لكنه في ذات الوقت يلقي الضوء على مدى تأثر علاقات الرياض بالخرطوم بالعلاقات القوية التي تربط السودان بالجمهورية الاسلامية الإيرانية وهي علاقات تنظر إليها الرياض بقلق .
وتجدر الاشارة الى ان التأزم بين الخرطوم والرياض بلغ ذروته عندما منعت السلطات السعودية طائرة الرئيس السوداني من عبور أجوائها أثناء توجهه لحضور حفل أداء الرئيس الإيراني حسن روحاني اليمين الدستوري في طهران العام الماضي بحجة ان الطائرة التي كانت تقله ليست طائرته المعتادة وإنما طائرة مستأجرة من شركة سعودية، ما اضطر البشير إلى العودة الى الخرطوم .
ومؤخراً كشف موقع بانوراما " الشرق الاوسط" الخبري النقاب عن قيام الحكومة السعودية بتقديم مليار دولار الى الحكومة السودانية من اجل اقناعها بخفض مستوى علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية في ايران .
وذكر الموقع نقلا عن موقع ويكيليكس الإلكتروني ان الرياض قدمت هذا المبلغ تحت مسمى الدعم المادي للخرطوم شريطة ان تقوم الاخيرة بتقليص تعاونها مع طهران. واشارت الوثيقة التي نشرها ويكيليكس الى ان الدعم السعودي يأتي في اطار مساعدة السودان لحل مشاكله الداخلية لاسيما في دارفور.
واعتبر محللون ان الحافز الاقتصادي هو العامل الاساس الذي يقف وراء سياسة الخرطوم الجديدة تجاه الرياض، فالسودان يعاني من تزايد مشاكله الاقتصادية التي أججت بدورها الاضطرابات الاجتماعية خصوصاً بعد انفصال جنوب السودان.
وكانت السلطات السودانية اصدرت قراراً في ايلول الماضي يقضي بتجميد عمل المراكز الثقافية الايرانية في الخرطوم وبعض المحافظات بشكل مؤقت. الا ان هذه المراكز لازالت تزاول نشاطها بشكل طبيعي رغم محاولة بعض العواصم ومنها الرياض التأثير على العلاقات التاريخية والطيبة بين طهران والخرطوم لأن القيادة السودانية لن تسمح بتشويه هذه العلاقات. وقد اكدت ايران ان الفعاليات الدينية لهذه المراكز لاتتجاوز الـ 5 بالمائة من نشاطاتها التي يتركز اغلبها على تطوير الجوانب الثقافية مع السودان في مجالات السينما والمسرح وباقي المجالات الفنية والثقافية .
وقد رفض حزب المؤتمر الشعبي السوداني قرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية ،مؤكداً أن السودانيين"ليس لديهم تعصب مذهبي"، وإن حرية الرأي والتعبير تقتضي أن تظل هذه المراكز مفتوحة. ويؤكد هذا الرفض ثبات ستراتيجية المشروع الإسلامي الذي ظهر في السودان ، منذ سبعينيّات القرن الماضي وبدأ عابراً للأقطار ووثيق الصلة بإيران .
وفيما يتعلق بالوثيقة التي جرى تداولها مؤخراً، ونشرها الباحث الأميركي المتخصص بالشأن السوداني إيريك ريفز حول اجتماع للقيادات العسكرية والسياسية والأمنية بالخرطوم، بأنه يهدف لتعزيز استراتيجيتها مع إيران والتمويه على الدول العربية بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية، أكد الرئيس السوداني خلال حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» أنها سلسلة من التلفيقات التي دأبت عليها بعض الجهات ذات الأجندة لتعكير صفو العلاقة مع الايرانيين والعرب وضرب السودان في مقتل سياسيا واقتصاديا.
وقال البشير: " أن كل المعلومات التي ترد للقيادة السعودية حول حقيقة علاقتنا مع طهران مغلوطة ومصطنعة ومهوّلة و" نحن بحاجة ماسة لجمع الصف لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، ولابد لتحقيق ذلك بأن نتناسى خلافاتنا مهما بلغت من الحدة " .
وقبل فترة اكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السوداني محمد الحسن الامين ان بلاده تتعاون مع ايران في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولن تقبل بوقف ذلك بارادة خارجية.
والحقيقة التي لابد من التأكيد عليها هي ان الحكومة السعودية وبدلا من صرف الاموال لتحقيق التقارب والوحدة بين العالم الاسلامي تسعى الى بث الفرقة بين دوله من خلال استغلال ثرواتها النفطية الطائلة، ولكن الحقيقة الاخرى ان هذه المساعي لن تثمر عن نتيجة لسببين اساسيين ؛ الاول : ان الخرطوم كانت ولا زالت من الدول الداعمة للمقاومة ولا يمكن ان تبعدها الاموال السعودية عن هذا المحور . وهذا ما اكده البشير مراراً بدعمه لمشروعية المقاومة في غزة وتنديده بالمجازر التي يرتكبها جيش الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وبالصمت الدولي ازاء هذه الجرائم . وقد عوقب السودان على موقفه هذا عندما شنت الطائرات الصهيونية عدوانا سافراً على احد مصانعه للاسلحة التقليدية ، وهي المرة الرابعة التي تخترق فيها الطائرات الاسرائيلية الاجواء السودانية.
وثانيا ان الخرطوم لا يمكن ان تخدع بالاموال السعودية. رغم اعتقاد الكثير من المراقبين بأنّ بناء علاقات جديدة بين الرياض والخرطوم، لا يمكن أن ينهض إلاّ على حساب علاقات الاخيرة مع طهران .
واعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن الحكومة السودانية أبدت تجاوبا مع العرض المادي السعودي ليس استجابة لايحاءات الرياض الراغبة في تعطيل أي تقارب بين الخرطوم وطهران لكنه في ذات الوقت يلقي الضوء على مدى تأثر علاقات الرياض بالخرطوم بالعلاقات القوية التي تربط السودان بالجمهورية الاسلامية الإيرانية وهي علاقات تنظر إليها الرياض بقلق .
وتجدر الاشارة الى ان التأزم بين الخرطوم والرياض بلغ ذروته عندما منعت السلطات السعودية طائرة الرئيس السوداني من عبور أجوائها أثناء توجهه لحضور حفل أداء الرئيس الإيراني حسن روحاني اليمين الدستوري في طهران العام الماضي بحجة ان الطائرة التي كانت تقله ليست طائرته المعتادة وإنما طائرة مستأجرة من شركة سعودية، ما اضطر البشير إلى العودة الى الخرطوم .