الوقت- تتوالى التعليقات على قضية إعتقال المارينز الامريكيين «الراكعين» امام جنود البحرية في «الحرس الثوري» حيث طغت صور «الإذلال» على حديث السياسيين ووسائل الاعلام العالمية، لاسيّما الأمريكية والاسرائيلية التي أكدت «علو كعب الايرانيين في المنطقة».
فقد أثار مقطع مصور لبحارة أمريكيين احتجزتهم إيران موجة من الغضب بين مرشحين جمهوريين يسعون لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية الخميس الماضي، بينما نددت الحكومة الأمريكية بـ «استخدام طهران لتلك الصور لأغراض دعائية».
وخلال مناظرة لمرشحي الحزب الجمهوري الخميس، قال السيناتور تيد كروز "إن الكثير من المواطنين قد أفزعهم رؤية مشهد 10 بحارة أمريكيين جاثمين على ركبهم، وأيديهم مرفوعة على رؤوسهم". وندد كروز بالرئيس باراك أوباما لعدم ذكره البحارة في خطابه السنوي بشأن حالة الاتحاد، يوم الثلاثاء، بينما كانوا قيد الاحتجاز في إيران.
وتابع كروز: "أقول لكم كلمتي، إذا تم انتخابي رئيسًا لن يجبر أي مجند أو مجندة على الركوع على ركبهم، وأي دولة تحتجز مقاتلينا سوف تشعر بكامل قوة وغضب الولايات المتحدة الأمريكية". وربط حاكم نيوجيرسي كريس كريستي بين ذلك الحادث وتقليص أوباما للإنفاق العسكري.
وفي السياق ذاته، قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب: "لقد رأيتم الرجال المساكين على متن القارب وهم جاثون على ركبهم. قلت لكم سابقاً... لو حدث هذا بعد أسبوعين من الآن ما كان الإيرانيون لينالوا أموالهم، إنهم أذكياء سيحصلون على 150 مليار دولار".
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر "إن الولايات المتحدة تحقق في ذلك الاحتجاز وأنها "سعيدة للغاية لعودة البحارة"، مؤكداً استياء أمريكا من استخدام إيران لذلك المقطع المصور. وقال كارتر خلال مؤتمر صحفي الخميس الماضي: "من الواضح أنني لا أفضل رؤية مواطنينا وهم محتجزون على يد جيش أجنبي".
الجنرال المتقاعد باري ماكافري، والمحلل العسكري لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، قال: إن احتجاز القوارب الأمريكية "أنباء سيئة للغاية"، وتسلط الضوء على فشل القوات البحرية في مراقبة قواربهم.
وأضاف: "نحن ببساطة لا نسمح للوحدات البرية أو الجوية أو البحرية، باحتجازها من قبل قوة أجنبية معادية، آمل أن تعود بسرعة، لأن هذا إهانة لوجودنا العسكري في الخليج".
علی صعيد متصل أيضاً إعتبر العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في واشنطن، أن «حادثة إعتقال البحارة الـ10 تشكّل هزيمة مهينة لواشنطن».
علو كعب الإيرانيين في المنطقة
الى ذلك، عبّر الكيان الإسرائيلي عن قلقه وخشيته في أعقاب نشر صورة البحارة الأمريكيين رافعي الأيدي وراكعين، أمام جنود البحرية الإيرانية في الخليج الفارسي. فقد احتلت "صور الإذلال"، كما سماها الإعلام العبري الخميس الماضي، الصفحات الأولى للصحف، وكانت هي المادة الرئيسية في النشرات الإخبارية لقنوات التلفزة، التي أسهبت في التغطية الخبرية وفي التعليق عليها.
وكانت عناوين الصفحات الأولى للصحف العبرية توزعت بين "الإذلال"، و"صور إذلال الأمريكيين"، و"الإهانة في إيران"، و"الودّ على الطريقة الإيرانية"، مع تحذير من الدلالات السيئة للحادثة، و"علو كعب الإيرانيين في المنطقة".
صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي طغت كلمة "الإذلال" على عنوانها الرئيسي، كغيرها من الصحف العبرية، أشارت إلى أنه لا شيء قادر على محو صورة الإذلال التي لحقت بالبحرية الأمريكية وبصورة واشنطن في المنطقة، "صحيح أن الحادثة بلا دلالات عسكرية، لكنها حبلى بالدلالات السياسية، التي يجب على "إسرائيل" أن تقف أمامها ملياً".
وتابعت الصحيفة: "مشكلة الولايات المتحدة أنها تقود من الخلف، وتزيد الأعداء وتُضعف الأصدقاء. صورة الملاحين التي أحرجت كل أصدقاء أمريكا هي نتاج السياسة الضعيفة للرئيس، باراك أوباما".
في غضون ذلك، توقف أحد المعلقين الإسرائيليين أمام تصريح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لافتاً إلى الشكر الذي صدر عنه على "الإذلال" الإيراني.
هذا وظهر عشرة بحارة عسكريين أمريكيين في صور اعتقالهم على متن أحد الزورقين اللذين اوقفتهما القوات الإيرانية في الخليج الفارسي لانتهاكهما المياه الإيرانية، وأطلقت إيران سراحهم بعد ساعات بعد تقديم واشنطن الاعتذار لانتهاك الزورقين الأمريكيين مياه إيران.