الوقت: وضع نائب الأمین العام لحزب الله الشیخ نعیم قاسم ما یمکن اعتباره «خریطة طریق» للتوافق بین القوی السیاسیة المختلفة والتوصل إلی حلول للمشکلات العالقة، داعیًا الطرف الآخر إلی عدم انتظار الحلول أو الأوامر من الخارج .
وقال الشیخ قاسم فی کلمة ألقاها خلال احتفال أقامته «جمعیة التعلیم الدینی الإسلامی» تکریمًا لطلاب مدارسها المتخرجین فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت: 'نحن الیوم فی لبنان نحتاج إلی إرادة مشترکة بین مکونات الشعب اللبنانی وهی التی تبنی الدولة، یجب أن نبحث مع شرکائنا فی الوطن عن الأسس المشترکة لننهض معًا، ونؤجل موارد الخلاف للحوار والمعالجة، أما أن ینتظروا الحلول من الخارج أو الأوامر الإقلیمیة فهذا یعنی تجمید بناء الدولة فی لبنان، کفی ترویجًا لشعار لا ترجمة له وهو أنهم بناة الدولة '.وسأل فریق «14 آذار»: 'فکیف تبنی الدولة وتعطلون المؤسسات؟ کیف تبنی الدولة وتحرضون لیل نهار؟ کیف تبنی الدولة ولا تحمی مؤسساته الأمنیة والعسکریة؟ کیف تبنی الدولة ولا نواجه المحتل والمعتدی علی بلدنا؟'، مضیفًا: 'من ینتظر ترتیبات المنطقة لنرتب وضعنا فی لبنان فسینتظر سنوات وسنوات ولیس أشهرًا معدودة لأن المسألة طویلة ولا حلول فی المنطقة إلی أمد '.
وقال الشیخ قاسم: 'نحن نقول بالفم الملآن: قرارنا بأیدینا وما نتفق علیه نلتزم به، فهل یمکنکم مواکبتنا لیکون القرار بأیدیکم؟ وعندها سنجد الحلول معًا بکل تأکید؟ لا تتذرعوا بنا، ولا تحوروا مواقفنا، تریدون الحقیقة بالأرقام الساطعة: أولًا: نحن مع الجیش اللبنانی الوطنی ودوره وتسلیحه، مع الجیش من دون شروط، ومع حمایة دوره سیاسیًا وعملیًا، ومع تسلیحه من کل العالم ومن إیران ولا نستثنی إلاَّ إسرائیل. ندعوکم إلی هذا القاسم المشترک مع الجیش، وتعالوا نظهِّر هذا الموقف معًا، وننبذ الإرهاب التکفیری الذی لا یرید إلاَّ الخراب للبنان فلا تسهلوا له، ولا تبرروا مواقفه، ولیسمع منکم موقفًا واضحًا بأن لا غطاء له، وأنه سببٌ أضرار رتبها علی لبنان ولیس نتیجة لأی شیء '.
أضاف: 'ثانیًا: حزب الله قاتل فی سوریا معلنًا ذلک لیحمی لبنان ومقاومته، ومن أراد منکم القتال فی سوریا فقد ذهب وقاتل وبعضهم قتل والآخرون لا زالوا ینتظرون مقتلهم، فلماذا تتنصلون من مواقف قمتم بها؟ لماذا لا تعترفون بالحقائق؟ من یقاتل فی سوریا فلیتحمل مسؤولیته سواء أکنا نحن أو أنتم، ونحن نعتقد أن قتالنا فی سوریا خفَّف من الآثار السلبیة علی لبنان کثیرًا وکثیرًا، بینما «داعش» و«النصرة» یحتلون أراضٍ لبنانیة فی جرود عرسال ومحیطها، وقتلوا بالسیارات المفخخة عامة الناس، وقتلوا عناصر وضباط من الجیش اللبنانی، وضربوا بیروت والضاحیة والشمال وطرابلس والبقاع ومناطق أخری، هؤلاء مجرمون لا یقارنون بأحد '.
وأردف: 'هؤلاء یجب أن یعاقبوا ویوضع لهم حد، کفاکم تبریرًا لهم بأنهم نتیجة، بالله علیکم من بدأ أولًا؟ ألا تتذکرون أولئک التکفیریین الذین کانوا فی جرود الضنیة منذ سنوات وسنوات! ألا تتذکرون ما حصل فی مخیم نهر البارد قبل أزمة سوریا وقبل کل هذه التطورات الموجودة فی المنطقة! أننا بعد سنة 2006 کنا نضع الشاحنات والباصات الکبیرة حول احتفالاتنا ومجالس العزاء التی نقیمها لأنه کانت لدینا معلومات أن الجماعات التکفیریة ترید أن ترسل سیارات مفخخة إلی هذه المجالس قبل أن تبدأ مسألة سوریا، یعنی أننا أمام مشکلة فلا تعموا العیون عنها '.
وتابع الشیخ قاسم: 'ثالثًا: اتفقنا علی حکومة جامعة عندما توفرت الإرادة المشترکة، فما الذی یمنع من الاتفاق علی باقی المؤسسات وعلی تفعیل المؤسسات، ونتلمس معًا الطریق الممکنة لننتخب رئیسًا للجمهوریة '.
ولفت إلی أن 'الاتهامات والشتائم والتحریض تُنتج فتنة ولا تنتج حلًا'، مؤکدًا أن حزب الله لن یرد علی الشتائم، داعیًا الفریق الآخر إلی الحواروالتصرف بطریقة أخلاقیة، ومراعاة الحقائق، وعدم الکذب علی الشعب، والتعاون من أجل الاهتمام بشؤون الناس وحل الأزمات الداخلیة .
وقال: 'أمَّا خیار المقاومة الذی دافعنا عنه وندافع عنه فهو خیار حرَّر الأرض، وشرَّف لبنان، بینما الاعتماد علی أمریکا ومجلس الأمن لم یحرر شبرًا واحدًا خلال 22 سنة، وها نحن فی موقع العزة والاستقلال، حیث تحسب إسرائیل للمقاومة ألف حساب لأی عدوان، وهی مردوعة ببرکة ثلاثی الجیش والشعب والمقاومة '.
أضاف الشیخ قاسم: 'نحن نتمسک بالجیش اللبنانی فهو الذی یضمن الأمن فی لبنان، وتعالوا معًا لنکون معه، الجیش اللبنانی هو الذی أنقذ صیدا وعاصمة الشمال طرابلس وهو الذی یقوم بالحمایة اللازمة کی لا تتفشی الظاهرة التکفیریة، وأی تساهل أو خیار آخر سیکون ضرره کبیرًا علی الناس، وستستفید منه إسرائیل '.
وختم نائب الأمین العام لحزب الله بالقول: 'لبنان معنی فی هذه المرحلة بالیقظة التامة لمواجهة الخطرین الإسرائیلی والتکفیری، وکل واحد منهما متمم للآخر، مع التأکید أن الأولویة دائمًا فی مواجهة خطر الإسرائیلی والباقون هم أتباع لهذا الخطر اضطرت الظروف أن یکونوا فی الواجهة '.