الوقت-حذرت شركة الاستشارات "ماكينزي" من ارتفاع البطالة في السعودية الى 20% بحلول عام 2030، وارتفاع معدل الفقر في المملكة التي تعد المصدر الأكبر للنفط الخام في العالم.
وقالت الشركة التي استعانت بها السعودية لتقديم النصائح بشأن الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة للتعامل مع أزمة تراجع أسعار النفط، في تقريرها أن البطالة واحدة من التحديات الخطيرة التي يمكن أن تؤثر على الموارد المالية والنفطية للسعودية .
وحذرت شركة الاستشارات من أنه حتى في حال جمدت المملكة الإنفاق، وقلصت عدد العاملين الأجانب سيظل هناك عجز بنحو 1.5 مليون وظيفة بحلول عام 2030، في وقت سيتراجع دخل الأسرة الحقيقي بـ 20% أخرى.
وقالت الشركة: "من غير الممكن للبلاد، التي تعتمد في نموها على عائدات النفط والإنفاق، مواجهة التغيرات في سوق الطاقة والتحول الديمغرافي الذي من شأنه أن يزيد بشكل كبير عدد السعوديين في سن العمل بحلول عام 2030 ".
واعتبرت الشركة أن هذه التوقعات قد تشكل تحديا للميثاق الاجتماعي السعودي مع أسرة آل سعود، وذلك في ظل هبوط حاد لأسعار النفط الذي يعود بنحو 90% من الدخل .
وكان صندوق النقد الدولي توقع في تشرين الاول الماضي قيام السعودية بإنفاق جميع احتياطياتها المالية خلال السنوات الـ 5 القادمة، وذلك في ظل هبوط أسعار النفط بأكثر من النصف منذ منتصف العام الماضي، وتوقع صندوق النقد الدولي في تقريره المتعلق بالشرق الأوسط أن يبلغ في العام الحالي 21.6% من حجم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، و19.4% في العام القادم .
وأشار تقرير الدولي الى أن السعودية سحبت نحو 70 مليار دولار خلال الأشهر الـ 6 الأخيرة من استثماراتها في جميع أنحاء العالم، وذلك لسد العجر في الميزانية. بالإضافة إلى تراجع احتياطياتها المالية بنحو 73 مليار دولار مع بدء انخفاض أسعار الخام النفط، التي انخفضت منذ شهر يونيو/حزيران 2014 بنحو 60% بعدما بدأ الإنتاج العالمي المرتفع يصطدم بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، لتصل إلى 654.5 مليار دولار، بعدما سجل الصندوق السيادي للمملكة أعلى مستوياته في شهر أغسطس/اَب 2014، إذ بلغ 737 مليار دولار .