الوقت- بعد ان اعلنت الجماعة المنشقة عن طالبان بقيادة الملا محمد عبدالرسول قبل شهر من الان نبأ مقتل رئيس جماعة طالبان الافغانية الملا اختر محمد منصور في اطلاق نار في اجتماع لعدد من قادة طالبان، اكد المتحدث باسم النائب الاول للرئيس الافغاني سلطان فيضي ايضا هذا النبأ قائلا ان التقارير الواردة تؤكد موت منصور في مستشفى في مدينة كويتا الباكستانية، وهذا خبر يؤكد المراقبون انه يحظى بأهمية كبيرة لاسباب داخلية وخارجية في افغانستان خاصة بسبب الاوضاع المتردية في هذا البلد وعدم وجود بوادر سياسية وامنية ايجابية تلوح في الافق هناك.
ان احتلال افغانستان من قبل امريكا وحلف الناتو خلال الـ 14 سنة الماضية لم يؤد الى احلال السلام والاستقرار في هذا البلد بل مهد لنفوذ تنظيم داعش الإرهابي ايضا الى هناك ما ينذر بدخول افغانستان الى حرب استنزاف جديدة مع الارهاب.
ان تزايد الخلافات داخل صفوف طالبان واعلان موت الملا محمد عمر ومن ثم قتل الملا اختر منصور من جهة وتفاقم الخلافات داخل حكومة الوحدة الوطنية من جهة اخرى وانعدام الثقة بين المواطنين والحكومة خاصة بعد عملية قطع رأس 8 من المواطنين الشيعة مؤخرا قد ادخل افغانستان في مرحلة جديدة من التدهور السياسي والامني.
ويقول المراقبون ان عملية قتل الملا اختر منصور ستكون لها تداعيات على مستقبل طالبان وعلى افغانستان بشكل عام، ويلخص المراقبون هذه التداعيات في الشكل التالي:
1- بث الخلافات والانشقاق بين صفوف طالبان من جديد
ان بروز الخلافات بين صفوف جماعة طالبان اصبح امرا يمكن التنبوء به منذ الآن خاصة اذا علمنا ان انصار الملا رسول (قائد كبير في طالبان كان على خلاف مع الملا منصور) كانوا يعتبرون الملا اختر منصور عميلا للمخابرات الباكستانية وكانوا يرفضون زعامته.
ويعتقد المراقبون ان حصول خلافات داخل صفوف طالبان سيساعد جماعات ارهابية اخرى مثل داعش الذي دخل افغانستان حديثا على النشاط بشكل اكبر.
2- صعوبة وتعقيد مفاوضات السلام مع طالبان
لقد اجتمع ممثلو الحكومة الافغانية وممثلو طالبان في منتصف الصيف الماضي في باكستان وكان هدف اجتماعهم انهاء المعارك المستمرة منذ 14 عاما بين الحكومة الافغانية وطالبان وقد دعم المجتمع الدولي هذا الاجتماع وتعهد المسؤولون الافغان بالاستمرار في هذه اللقاءات وعقد جولة ثانية من المفاوضات مع طالبان، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر الاعلان عن موعد الجولة الثانية من المفاوضات بين الجانبين انتشر خبر مقتل الملا اختر منصور وهذا سيؤدي الى عدم عقد مثل هذه الجولة من المفاوضات.
ان الاعلان عن زعامة الملا اختر منصور كان قد ترافق مع الكثير من الغموض والتساؤلات عن سبب اخفاء موت الملا محمد عمر والخلافات الدائرة حول تسمية خليفته ولذلك يمكن القول ان مقتل الملا اختر منصور سيؤدي حتما الى تعقيد مفاوضات السلام مع طالبان.
3- تقوية داعش في افغانستان
ان حصول انقسام في طالبان وكذلك مقتل الملا منصور سيقوي تنظيم داعش الإرهابي في افغانستان ويعزز احتمال انضمام انصار الملا اختر منصور الى داعش ويبدو ان باكستان تحاول الان اضعاف طالبان من جهة وتعزيز قدرات داعش من جهة اخرى فإسلام آباد التي اتهمت كثيرا بدعم طالبان تريد الان الافلات من هذا الاتهام ودعم جماعة اخرى هي داعش لتنفيذ سياساتها ومآربها في افغاستان.
ان مقتل زعيم طالبان وحدوث خلافات داخل هذه الجماعة سيزيد قضية التفاوض مع هذه الجماعة تعقيدا وستصبح مفاوضات السلام امرا هامشيا وهذا ما يريده بعض الدول والقوى الاقليمية التي لاترغب في انتهاء النزاع في افغانستان وهذا سيدخل مسألة التفاوض مع طالبان في ضبابية وغموض اكثر من السابق ويهيئ الظروف لانضمام الجماعات المسلحة واعضائها الى تنظيم داعش الارهابي.