الوقت - أعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد، الثلاثاء، عن قرب توقيع اتفاقية بين الرباط وتل أبيب، يتم بموجبها جلب اليد العاملة المغربية للعمل لدى الكيان الصهيوني.
جاء ذلك على هامش المحادثات التي جمعت، مساء الثلاثاء، الوزيرة الإسرائيلية، التي حلت أمس بالعاصمة المغربية الرباط في أول زيارة رسمية لها، بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وقالت وزيرة الداخلية الإسرائيلية إن بلادها تهدف إلى توقيع اتفاقية نهائية مع الرباط في يوليو/تموز المقبل، لجلب عمال من المغرب إلى إسرائيل، في إشارة إلى تقدم المحادثات التي كان قد أطلقها في 2020 وزير الداخلية الإسرائيلي السابق، ذي الأصول المغربية، أريي ديري، مع المسؤولين المغاربة، وتم خلالها الاتفاق على تشكيل فريق عمل مشترك سيعمل على دراسة إمكانية جلب العمال المغاربة للعمل في قطاع التمريض، وإمكانية الإعفاء من التأشيرة.
وكان موقع "يسرائيل هيوم" قد نقل عن مقربين من شاكيد قولهم إن اتفاقية كهذه في حال توقيعها والتي تنظم عملية جلب عمالة مغربية ستساعد في تطوير سوق الإسكان في إسرائيل وتسريع عمليات البناء لمشاريع إسكانية، وتحل مسألة النقص في الأيدي العاملة الأجنبية في مجال رعاية المسنين والمرضى الذين يحتاجون رعاية على مدار الساعة.
ويعاني الكيان الصهيوني، في السنوات الأخيرة، من تفاقم ظاهرة النقص في الأيدي العاملة الأجنبية، وعدم تمكنه من إلزام العمال، الذين جلبوا غالبا من جنوب شرق آسيا للعمل في مجال الرعاية الصحية، بالعمل لدى العائلات التي استقدمتهم، ليتركوها متجهين للعمل في السوق السوداء.
ولا يعرف حتى الآن عدد العمال المغاربة الذين تنوي إسرائيل استقطابهم، لكن مصادر مغربية رشحت أن يبلغ العدد قرابة ألفي عامل في مجالي التمريض والبناء، علما أن البلاد تعاني من نقص مهول في الممرضين يمثل ما يزيد على 65 بالمئة، حسب أرقام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب.
وتأتي زيارة وزيرة الداخلية الإسرائيلية التي تستمر حتى الخميس، بعد أقل من شهر من الزيارة التي قامت بها وزيرة العلوم والتكنولوجيا والعلوم الإسرائيلية أورويت فركش هكوهين للتوقيع على اتفاقية إضافية للتعاون بين إسرائيل والمغرب.
وقبلها زارت وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أورنا باربيفاي المغرب، في نهاية فبراير/شباط الماضي، حيث تم التوقيع خلال الزيارة، على اتفاقيات تعاون لتشجيع الاستثمار المشترك لرجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين والعمل على تعزيز التعاون في المجال التجاري والرقمي، وإنعاش التعاون الاقتصادي بين الجانبين والارتقاء به إلى مرحلة جديدة.
ومنذ إعلان استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل في 22 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تسير العلاقات بين الطرفين في منحى تصاعدي، توّج في الأشهر الماضية بعقد لقاءات ومشاورات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، شملت مجالات عمل مختلفة، وأفضت إلى توقيع اتفاقية التعاون السيبراني، واتفاقات اقتصادية ورياضية وفي مجال التعليم.
وفي 23 مارس/آذار الماضي، وقع المغرب وإسرائيل اتفاقية شراكة استراتيجية بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين العاملين بالقطاع الخاص لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
كما شرعت شركة "إل عال" للطيران الإسرائيلية، ابتداء من 10 أغسطس/آب الماضي، في تنظيم 3 رحلات أسبوعية إلى مطار "محمد الخامس" بمدينة الدار البيضاء المغربية.
ومثلت خطوة التوقيع على مذكرة التفاهم الأمني في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خلال أول زيارة من نوعها لوزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس إلى الرباط، تحوّلاً لافتاً منذ توقيع اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني.