الوقت-قال آموس هوكشتاين، الوسيط الأميركي في عملية التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، إنّ المحادثات التي يأمل إحياءها، "يجب أن تُستكمل خلال فترة قصيرة إذا أُريد لها النجاح".
وأضاف هوكشتاين، خلال مقابلة تلفزيونية أثناء زيارة لبيروت أمس الخميس، أنّ "إجراء المحادثات غير المباشرة العام الماضي بين الطرفين، بوجود الولايات المتحدة والأمم المتحدة، "كان منعطفاً مهماً، لكن لم يتضح بعد إذا ما كان الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات"، آملاً أنلا تستغرق المحادثات وقتاً طويلاً.
وتابع، "ربما يجب أن يكون هناك شكل من أشكال الدبلوماسية المكوكية أولاً، من أجل تقييم مواقف الأطراف لتحديد إن كان هناك مجال للتفاوض، ثم العودة إلى رأس الناقورة وإكمال المفاوضات".
وعن مشكلة الحدود، رأى هوكشتاين أنّ "حلّ هذه المشكلة من شأنه أن يساعد في تخفيف أزمة الكهرباء التي يمر بها لبنان عن طريق السماح له بتطوير موارد الغاز البحرية لديه".
وحول اتفاق لتصدير الغاز المصري عبر خط أنابيب يمر عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، أوضح هوكشتاين أنّ "الولايات المتحدة تعمل على تحقيق ذلك، وأنه لن يتعيّن صدور إعفاء من عقوبات أميركية على سوريا لإتمام الاتفاق، لأنها لا تنطبق على هذه الحالة على الأرجح".
وكشف قائلاً: "لقد قررنا أن هذا النوع من المعاملات غير مشمول على الأرجح بالعقوبات، لذلك أخطرنا الحكومة هنا وأخطرنا الحكومة في مصر، بأنّ الاتفاق يمكن أن يمضي قدماً".
ووصل هوكشتاين إلى بيروت، الثلاثاء الماضي، في زيارة تهدف إلى "تفعيل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان ودولة الاحتلال بشأن الترسيم، وللبحث في سبل تسهيل حصول لبنان على مصادر طاقة لإنتاج الكهرباء من دول حليفة للولايات المتحدة"، وفق وسائل إعلام لبنانية.
وبدأ لبنان والاحتلال الإسرائيلي محادثات تتوسط فيها الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر 2020، في قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة الحدودية مع فلسطين المحتلة.
وكان النزاع الحدودي البحري قد عرقل عمليات التنقيب في المنطقة التي يُحتمل أن تكون غنية بالغاز، لكنّ المحادثات لا تزال متعثرة منذ ذلك الحين.
ويُعتبر هوكشتاين من المقرّبين إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وكان مساعداً له، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه ولد في "إسرائيل" وترعرع فيها، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إنّ تعيينه لإدارة ملف ترسيم الحدود "مؤشر على الأهمية التي تراها الإدارة الأميركية في حل هذه المسألة".
واستأنف لبنان والجانب الإسرائيلي، مطلع شهر أيار/مايو الماضي، مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برعاية الولايات المتحدة الأميركية، بعد توقف دام أشهر عديدة من جرّاء سجالات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام.
وشدّد الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال ترؤسه اجتماعاً لأعضاء الوفد إلى المفاوضات غير المباشرة، على "أهمية تصحيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين والأنظمة الدولية"، مؤكداً "حق لبنان في استثمار ثرواته الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة".
ويتمسك لبنان بحقوقه البحرية ويرفض التنازل عنها، حيث قدم على طاولة المفاوضات مستندات ووثائق وخرائط تثبت حقه في حدود مياهه البحرية. كما أنّ لبنان لم يكتشف بعد احتياطيات تجارية من الغاز في مياهه، وهو بحاجة ماسة إلى السيولة من المانحين الأجانب في ظل معاناته من انهيار اقتصادي متفاقم.