الوقت - في هذه الأيام، هناك خلاف لفظي غير مسبوق بين المسؤولين السياسيين في إيران وأذربيجان.
حسب رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، فإن الشاحنات الإيرانية دخلت منطقة ناغورنو كاراباخ بشكل غير قانوني خلال شهر، مما أدى إلى تدخل قوات الأمن في هذا البلد. لكن ذروة الأزمة كانت تصريحات النائب في البرلمان الأذربيجاني حسين غولييف، الذي تحدث ضد وحدة أراضي إيران.
من أجل متابعة أسباب وأبعاد التحديات بين الجانبين، تحدث موقع "الوقت" مع حسن بهشتي بور، الخبير في شؤون روسيا والقوقاز.
تصريحات علييف غير صحيحة
في تقييمه لتصريحات السياسيين الأذربيجانيين في الآونة الأخيرة، يعتقد الأستاذ حسن بهشتي بور أنه يجب التمييز في البداية بين تصريحات عضو البرلمان الأذربيجاني ومقابلة إلهام علييف مع وكالة أنباء الأناضول.
يمكن اعتبار مواقف عضو مجلس النواب في هذا البلد قصةً مكررةً، ومواقف قد تكررت مرات عديدة من قبل هؤلاء الأشخاص. هذه التصريحات هي في الغالب دعائية، وتعود جذورها إلی الحصول على الأموال من الكيان الصهيوني.
على مدى السنوات الماضية، حاول الکيان الصهيوني دائمًا إعادة نشر جميع أنواع الاتهامات والتصريحات ضد أمن إيران في وسائل الإعلام الأذربيجانية.
بشكل عام، يمكن القول إن مثل هذه التصريحات ليست مهمةً للغاية، ومعظمها صادر عن بعض مرتزقة الكيان الصهيوني، لكن تصريحات إلهام علييف كشخصية رسمية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وأضاف الأستاذ بهشتي بور: "من حيث الأساس، فإن تصريحات رئيس أذربيجان هي الموقف الرسمي لحكومة هذا البلد. وملاحظاته بشأن مناورة إيران مثيرة للتفكير للغاية. يقر علييف بأنه من حق إيران غير القابل للتصرف المناورة على حدودها، لكن سبب إجراء المناورة في الوقت الحالي والظروف الراهنة هو موضع التساؤل بالنسبة له. والسؤال التي يطرح نفسه الآن هو، "أنتم الذين أجريتم تدريبات مشتركة مع تركيا وباكستان، هل سُئلتم عن سبب إجرائكم التدريبات العسكرية في الوضع والوقت الحاليين؟" وعلى المستوى الثاني، السؤال المطروح هو هل سبق أن تحملتم المسؤولية عن جميع أنشطة التجسس والمناهضة للأمن التي يقوم بها الکيان الصهيوني في المناطق الحدودية المتاخمة لإيران؟ والنقطة الأخرى هي أنه فيما يتعلق بتوقيت إجراء المناورة الإيرانية، يجب التأكيد على أن إيران، بناءً على مصالحها الخاصة، تجري تدريبات في أجزاء مختلفة من أراضيها في أي وقت تشاء، ولا تطلب إذنًا من أحد. ولذلك، فإن هذا السؤال خاطئ من الأساس، لأن تحديد وقت ومكان أي حدث متروك لسلطات البلد".
الكيان الصهيوني هو المسؤول عن إدارة خلق الأزمات
وفي جزء آخر من تصريحاته، أكد الخبير في شؤون آسيا الوسطى: "حتى الآن، أصدرت العديد من وسائل الإعلام والشخصيات تصريحات معادية لإيران، ولكن لماذا يتخذ علييف مواقفه الآن في مقابلة مع وكالة الأنباء الحكومية التركية الرسمية، الأناضول؟ هذا يشير إلى أن علييف يعتزم تصوير نفسه على أنه مدعوم من أنقرة وأردوغان. لکن، من المستبعد جدًا أن تريد تركيا استخدام أذربيجان كأداة ضد إيران، لأن العلاقات بين حكومتي طهران وأنقرة، رغم كل التقلبات، اتبعت مسارًا إيجابيًا ولم تنته أبدًا بنزاع عسكري أو تهديدات".
وأضاف: "في الوضع الحالي، لا ينبغي الانخداع بالحرب الإعلامية والدعائية لجمهورية أذربيجان. هذه حرب دعائية خططت لها تل أبيب. والتوتر في العلاقات بين طهران وباكو وطهران وأنقرة، كان وسيظل أحد الأهداف طويلة المدى والدائمة للکيان الصهيوني. هذا في حين أن العلاقات بين إيران وهاتين الدولتين کانت جيدةً على الدوام، وتصعيد هذه التوترات لن يفيد إلا الکيان الصهيوني. في الأساس، كان استمرار حياة تل أبيب مرهونًا باختلاق الأزمات واستمرارها".
لا يجوز الوقوع في مصيدة خريطة الطريق الصهيونية
وختم بهشتي بور تصريحاته قائلاً: "قبل تصريحات إلهام علييف، كان بإمكاننا تقييم التوتر في شكل حرب إعلامية فقط، لكن الآن امتد الموضوع إلى مستوى المواقف الحكومية الرسمية. وفي مثل هذا الوضع، أعتقد أننا إذا قبلنا أن تل أبيب هي التي خططت للأزمة في العلاقات بين طهران وأنقرة، فيجب علينا منع استمرار وزيادة التوتر. لكن هذا لا يعني الرضوخ لابتزاز باكو. يجب أن يكون الهدف هو التهدئة، ولكن ليس بأي ثمن".