الوقت- تتوالى ردود الأفعال على المجزرة البشعة التي إرتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق 7 من المواطنين الهزارة الشيعة منطقة ارغنب في محافظة زابل غرب افغانستان، حيث شهدت العاصمة كابول واحدة من أكبر التظاهرات منذ سنوات.
وقد إندلعت احتجاجات تطالب بأمن أفضل في أفغانستان في العديد من المدن، صباح الأربعاء، بعد يوم من تظاهر حشد عشرات الآلاف من الأشخاص أمام القصر الرئاسي في كابول لمطالبة الرئيس اشرف غني بمزيد من الامن، ردا على عمليات قتل وحشي لـ7 أشخاص منهم ٤ رجال و امرأتين و طفلة كانوا في طريق العودة من إيران إلى بيوتهم.
وقد نزل الناس الى شوارع كابول لإدانة أعمال العنف ضد الهزارة وهم يحملون النعوش السبعة في واحدة من أكبر المظاهرات التي شهدتها المدينة، حيث شاركت فيها كافة الجماعات العرقية الأفغانية.
وقال صحافي من وكالة فرانس برس في المكان ان المتظاهرين و بينهم عدد كبير من الهزارة بدؤوا مسيرتهم تحت المطر في غرب كابول وهم يهتفون "انتقام" و"احترمونا"، كما رفعوا لافتات كتب عليها "اليوم يقتلوننا وغدا دوركم"، وهم في طريقهم الى القصر الرئاسي ويحملون نعوش الشهداء السبعة.
وقال محمد هادي (42 عاما) احد المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية "نريد إحقاق العدل ونحن متوجهون الى القصر الرئاسي لمحاسبة قادتنا غير الكفوئين".
تشييع الشهداء
بعد مظاهرات كابل، نقلت النعوش السبعة ومنها نعش شكرية (تسع سنوات) اصغر الضحايا، على متن اربع مروحيات عسكرية من العاصمة الافغانية الى منطقة جاغهوري التي يتحدر منها الشهداء في اقليم غزني، وقد شارك في التشييع أمس الجمعة الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني الذين هتفوا "الموت لطالبان، الموت لداعش".
وقد غطي كل نعش بكفن اسود، واتشحت النساء بالسواد، فيما اجهش الجميع بالبكاء عندما وصلت المروحيات وستطلق اسماؤهم على تلة في الاقليم تكريما لذكراهم .
في السياق ذاته نظم مئات المتظاهرين مسيرة في شوارع المدن الرئيسية في ولايات بلخ في الشمال، وهرات في الغرب، ونانجرهار في الشرق، ورفعوا لافتات عليها صور الهزارة الذين قطعت رؤوسهم السبت في منطقة ريفية في جنوب أفغانستان، وطالب المحتجون بأمن أفضل لكافة الأفغان.
من جانبه دعا الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني، للهدوء، ووعد في خطاب تلفزيوني رتب له على عجل باتخاذ إجراء. لكنه دعا إلى ضبط النفس وألا تكون الغلبة للعواطف. وقال عبد الغني: "نحن ملتزمون بالثأر لدم أبناء وطننا"، وشدد على اتهامه المتشددين بإثارة التوترات الإقليمية والعرقية.
وعززت أعمال القتل التي أدانتها الأمم المتحدة باعتبارها جرائم حرب، من الشعور المتنامي بعدم الأمان منذ استولت حركة طالبان لفترة قصيرة على مدينة قندوز الرئيسية في شمالي أفغانستان في أواخر سبتمبر/ أيلول.
و تعتبر هذه
الجريمة هي الأولى التي تذبح فيها امرأة ستينية و طفلة في التاسعة من عمرها
.
و أفادت مصادر بأن أسر الشهداء قررت
نقل جثامين الشهداء إلى العاصمة كابول ووضعها أمام مقر الحكومة الافغانية لإجبار
الحكومة على تأمين حماية المسافرين الشيعة ووضع حد سريع لوجود داعش و طالبان و
ممارساتهما الإرهابية.
يذكر أن الهزارة، ذات الأغلبية الشيعية، كانت ضحية لعدد من الاختطافات واسعة النطاق هذا العام، وتزايدت المخاوف من محاولة المسلحين لإذكاء الانقسامات العرقية والطائفية.