الوقت- حسام أبو هربيد، قائد لواء شمال غزة في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، هو قائد من قادة المقاومة الفلسطينية استشهد في غارة لجيش الاحتلال الصهيوني على سيارة غرب غزة في تاريخ 17 مايو خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً في غزة.
لم يرد ذكر هذا القائد في حركة الجهاد الإسلامي على نطاق واسع قبل استشهاده في فلسطين، وعلى الرغم من أنه لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره إلا أنه ، كغيره من القادة الفلسطينيين، قوام عملهم خدمة الشعب الفلسطيني وخدمة المقاومة ولكن بسرية تامة، ولكن بعد انتشار نبأ استشهاده قدم مئات الآلاف من الأشخاص ومنهم من لم يروا حسام عن قرب تعازيهم لأسرته؛ بينما كان يعتقد أن القائد الفلسطيني الشهيد يبلغ من العمر 60 عاما على الأقل.
ويتحدث عنه أحد رفاق السلاح قائلا: عندما اغتال المحتلون الصهاينة بهاء أبو العطا احد قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في تشرين الثاني 2019، لم يكن أحد يصدق أن شاباً يبلغ من العمر 34 عاماً يستطيع يأخذ مكانه، ولكن هذا ما حدث.
"أم عبيدة" زوجة حسام أبو هربيد تصف مناقبه قائلة: إن حسام كان قائداً حاسماً وزوجاً وأباً هادئاً وعطوفاً، وعلى الرغم من أننا عشنا حياة بسيطة ولم يكن لدينا موارد مالية عالية؛ لكن حسام كان كريماً جداً ولطالما كان يضع أقاربه وجيرانه في الأولوية، وكان أهم أهداف حسام في الحياة هو تحرير فلسطين وخدمة وطنه وشعبه.
بدوره قال الدكتور محمد أبو هربيد، "ابن شقيق حسام"عندما كان عمي في الصف الرابع الابتدائي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شقيق حسام الأكبر الشهيد نصر الدين، ومنذ ذلك الحين أصبح الشقيق الأصغر حسام مسؤولاً عن حياة عائلة الشهيد "نصر الدين".
يتابع الدكتور محمد، كان عمي حسام يخرج للعمل الساعة 12 ليلاً يسير على قدميه وحيداً قاطعاً الطرقات المظلمة حتى يصل إلى عمال قطاع غزة وهناك كان يبيع المشروبات الساخنة، ثم يعود إلى المنزل في الساعة الخامسة فجراً ليذهب الى المدرسة في الصباح وبقي على هذا الحال حتى وصل إلى الصف العاشر.
انضم حسام إلى سرايا القدس عام 2002، وكان يعتبر أصغر مقاتل فلسطيني في المقاومة، وما إن بلغ الثامنة عشرة حتى بدت جلية لديه أخلاق وسجايا القادة وامتلك مقوماتهم. و كان حسام ورفاقه رائدين في الخطوط الأمامية للمقاومة وشنوا أول نزاع مسلح لهم في عام 2003 عندما كانوا يستعدون لمحاربة القوات الإسرائيلية الخاصة.
ومضى ابن شقيق القائد الفلسطيني في وصف سجايا عمه وسرد قصة العملية المسلحة التي قام بها حسام أبو هربيد ورفاقه ضد القوات الخاصة التابعة للكيان الصهيوني، وقال: عندما عاد عمي إلى المنزل بعد العملية، ذهب إلى الجامعة بهدوء شديد، وكأنه لم يفعل شيئاً وكان يعتقد أن شكل المقاومة يجب أن يتغير من معادلة الحرب المحدودة إلى الصراع المستمر والحر.
وتابعت زوجة حسام الصابرة المحتسبة في وصف سمات شخصيته، قائلة إن حسام كان مهتماً للغاية بتعلم العلوم، بل إنه ضغط علي لاستكمال دراساته العليا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكان يتحدث معي بإسهاب عن تفاصيل التكنولوجيا المتعلقة بالاتصال. وكان على مستوى عالٍ من الثقافة والعلم على الرغم من أن حسام كان دائماً منخرطاً في الكفاح المسلح وأنشطة المقاومة، إلا أنه قد كرس وقتاً قصيراً خلال اليوم لقراءة الكتب أو تقوية معلوماته.
تواصل زوجة حسام أبو هربيد القول، ذات يوم اقترحت على حسام أن أجمع الطلاب وأطفال الحي لدورة لغة إنجليزية مجانية. عندما ناقشت معه هذا الأمر، أغرورقت عيناه من الفرح وأخبرني أنني سأكون تلميذك الأول، لذلك قمت بإجراء اختبار أساسي لحسام واكتشفت أنه يتقن اللغة الإنجليزية، أخبرته أن هذا المستوى من المعرفة باللغة الإنجليزية كافٍ، لكن حسام أصر على أن أمنحه متسعاً من الوقت لتحسين مستواه الأكاديمي.
بدوره يقول أبو العابد الحلبي، صديق حسام أبو هربيد، إن حسام كان دائماً يحتقر الكيان القمعي في "إسرائيل: وينشر بين المقاتلين الفلسطينيين ثقافة الإيمان المطلق بقدرة المقاومة على هزيمة العدو.
وخاطب حسام في جميع اجتماعاته الكيان الصهيوني المحتل وقال إذا اعتقد الصهاينة أن أسلحتهم سوف تحميهم فهم يعيشون في وهم إذن اسمحوا لأحلامهم أن تنفجر.
وتابع أبو العابد حديثه عن شخصية هذا القائد الفلسطيني أن المقاومة في نظر حسام تتطلب عملاً متواصلاً وليس عمليات من حين لآخر، فهو سار على خطى الشهيد أبو العطا وبعد استشهاده استمر في طريقه حتى استشهد مثله، وكان حسام يعتقد أنه يجب تحويل المقاومة إلى صراع مستمر والرد بحزم على أي عدوان للكيان الصهيوني على الفلسطينيين في مظاهرات العودة.
وخلص الحلبي إلى أن حسام كان يعتقد أن إطلاق صاروخ واحد في يوم مظاهرات العودة، التي تجري كل يوم جمعة، يكفي لقمع عدوان الاحتلال الصهيوني على الفلسطينيين في هذه المظاهرات، كان يقول إن إطلاق صاروخ كل أسبوع يدق ناقوس الخطر للمحتلين ويذكر المستوطنين الصهاينة بأن الحياة الهادئة المطمئنة في أرض مغتصبة أمر مستحيل.
سجل حسام أبو هربيد، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، والبالغ من العمر 36 عاماً، باسمه أول هجوم في معركة "سيف القدس" ضد المحتلين الصهاينة، حيث استهدف بصاروخ كورنيت لواء عسكرياً تابعاً لفرع مخابرات كيان الاحتلال.