الوقت- أعلنت بي بي سي في تقرير عن الانتخابات المقبلة في الأراضي المحتلة: في حين ستجرى الانتخابات العامة الإسرائيلية الرابعة في العامين الماضيين في غضون أشهر قليلة، يواجه بنيامين نتنياهو تحدياً جديداً ومهماً، هذه المرة سيواجه خصوماً من جناحه الأيمن، خصوم قد يتحدّون للإطاحة به.
وتابع التقرير: تم حل البرلمان الإسرائيلي تلقائياً في 23 ديسمبر بعد انتهاء الموعد النهائي للموافقة على الميزانية، وكان من المقرر إجراء انتخابات عامة أخرى في مارس، لطالما كانت الانتخابات الإسرائيلية ساحة معركة بين أحزاب اليمين ويسار الوسط، لكن بعد ظهور المعارضة في القاعدة السياسية لنتنياهو، عليه الآن محاربة خصوم اليمين للفوز في التصويت، فالانتخابات المقبلة، شأنها في ذلك شأن الانتخابات الثلاثة الأخيرة، ستكون اقتراعاً لأداء نتنياهو، هذه المرة على خلفية مزاعم فساد جلبته إلى العدالة وأزمة فيروس كورونا المستمرة.
وأضاف التقرير: من المتوقع أن يردّ نتنياهو على استياء الجمهور من تعامله مع وباء كورونا باستعراض نجاحه في شراء لقاح Covid-19 وإطلاق حملة تطعيم، فضلاً عن توقيع اتفاقية تطبيع مع أربع دول عربية وربما أكثر في المستقبل.
وأردف بالقول: لكن نتنياهو يواجه أيضاً معارضة قوية من خصومه اليمينيين، الذين على الرغم من وجهات النظر الحربية المماثلة، لا يرونه خياراً مناسباً لإدارة النظام الصهيوني لأنه اتهم بالرشوة والاحتيال والخيانة في المحكمة، ولم تعمل وجهة نظره بشكل جيد في مواجهة مرض كوفيد - الذي ظهر مرة أخرى في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، ولقد تمكن خصوم نتنياهو من إثارة موجة من السخط في الأراضي المحتلة، ما أدى إلى ستة أشهر من الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد رئيس الوزراء، ودعت الاحتجاجات، التي خرج فيها آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع، نتنياهو إلى الاستقالة، مستشهدين بمزاعم بالفساد وتعامله مع الأزمة الصحية الحالية، فضلاً عن العواقب الاقتصادية.
وقال التقرير: من المرجّح أن يكون جدعون ساعر من أقوى خصوم نتنياهو، الذي كان وزيراً سابقاً في الحكومة وعضواً في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو، والذي انقسم لاحقاً لتشكيل حزبه وتعهّد باستبدال رئيس الوزراء الحالي، وفي وقت سابق من هذا الشهر، عندما أعلن ترشحه للانتخابات المقبلة، أدان ساعر ما أسماه نتنياهو "عبادة الشخصية" في حزب الليكود، قائلاً إنها قضية استخدمها رئيس الوزراء لتحقيق مكاسب شخصية، ولا سيما مساعيه للتخلص من مزاعم الفساد، كما شدد ساعر على أن الشعب الإسرائيلي فقد الثقة في النظام السياسي للنظام الصهيوني وأن نتنياهو بقي في السلطة لفترة طويلة جداً.
وأضاف: ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة، سيحظى ساعر بأداء قوي في الانتخابات المقبلة، وسيكون حزبه في المرتبة الثانية بعد الليكود من حيث عدد المقاعد في البرلمان، وإذا كانت نتائج الانتخابات تتطابق مع الأرقام الواردة في الاستطلاع، فيبدو أن منافسي نتنياهو يمكن أن ينهوا فترته الطويلة كرئيس للوزراء من خلال تشكيل ائتلاف أقصى.
وتابع: نفتالي بينيت هو منافس رئيس آخر لنتنياهو، وزير الحرب السابق وزعيم حزب اليمين الجديد اليميني المتطرف، عززت انتقادات بينيت الشديدة للطريقة التي تعامل بها نتنياهو مع وباء كورونا من شعبيته في استطلاعات الرأي، لكن آخر استطلاعات الرأي تظهر أنه فقد بعض مؤيديه بعد ترشح جدعون ساعر، وهناك أيضاً أفيغدور ليبرمان هو معارض يميني متطرف آخر ومتطرف يمكن أن ينضم إلى خصوم نتنياهو اليمينيين الآخرين لمساعدتهم على كسب الأغلبية البرلمانية التي يحتاجونها للإطاحة به.
وأردف التقرير: في مقال نشرته صحيفة هيوم المؤيدة لنتنياهو الموالية لإسرائيل، توقع المراسل السياسي جودا شليزنجر إجراء انتخابات مختلفة عن الفترات السابقة، بسبب تغيير في جدول الأعمال بسبب أزمة كورونا وتغيّر المشهد السياسي في الأراضي المحتلة، حيث يقول مقال شليزنجر: "لقد اعتدنا حتى الآن على معادلة بسيطة: اليمين ضد اليسار، الآن سيواجه اليمينيون بعضهم البعض وسيتنافس نتنياهو مع ساعر وبينيت"، من المحتمل أن نشهد مناقشات معقدة وتعريفات جديدة لليمين واليسار خلال هذه الفترة، إلى أي جانب تنتمي اتفاقيات السلام (تطبيع العلاقات)، يمين أم يسار؟ … وماذا بقي من اليسار؟.
وتابع: يبدو أن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قد فقد العديد من المؤيدين بعد أن حنث بوعد حملته الانتخابية بعدم الخدمة في حكومة بقيادة نتنياهو، وشكّل غانتس حكومة إلى جانب نتنياهو بعد خوض ثلاثة انتخابات فاشلة، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن حزب أزرق وأبيض يمين الوسط بقيادة غانتس، والذي كان يعتبر يوماً ما تهديداً خطيراً وكان ينظر إليه من قبل الناخبين كبديل قابل للتطبيق لحكومة نتنياهو، سيفوز بخمسة مقاعد فقط من أصل 120 مقعداً في الكنيست.
واختتم التقرير بقوله: كتب ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، في مقال: "مسيرة بيني غانتس السياسية تقترب من نهايتها وبؤسه لحظة فرح، في السياسة هناك مكافأة وعقاب، لقد سرقت تصويت المعارضين لنتنياهو للانضمام إلى حكومته، وحصلت على ما تستحقه.