الوقت-نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصدر سوداني "كبير"، أن "السودان مفتوح من الآن أمام الإسرائيليين"، معتبراً أن "اتفاق التطبيع خطوة جريئة أرادها السودان أكثر من إسرائيل".
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الاستخبارات إيلي كوهين توقع إقامة تعاون أمني بين "إسرائيل" والسودان وتبادل السلع والاستثمارات.
وفي مقابلة نشرتها له، اليوم الأحد، صحيفة "السوداني" على صفحتها الرئيسية، قال إن "وفداً سودانياً سيزور تل أبيب قريباَ، وسيتوجه لاحقاً إلى الخرطوم على رأس وفد إسرائيلي".
وعلى صعيد آخر، نقلت إذاعة "مكان" عن مصادر رسمية إسرائيلية أن اتفاق التطبيع المتبلور مع السودان؛ "سيسهل عملية طرد طالبي حق اللجوء السياسي السودانيين، علماً بأن انعدام علاقات دبلوماسية بين البلدين حال حتى الآن دون إعادة رعايا سودانيين إلى بلادهم".
وأضافت أن عدد السودانيين المقيمين في "إسرائيل" يبلغ حالياً حوالي 6 آلاف و200 شخص.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن أمس، أن بعثة إسرائيلية ستتوجه في الأيام المقبلة إلى السودان من أجل استكمال اتفاقات التطبيع بين البلدين.
وأشار نتنياهو إلى أنه "سيكون هناك دول أخرى ننفذ معها اتفاقات، وهذه الاتفاقات هي جيدة للاقتصاد، ونحن نغير وجه الشرق الأوسط"، بحسب تعبيره.
واستعرض نتنياهو على خارطة عرضها بمكتبه، كيف تمكنت "إسرائيل" من خلال التطبيع مع دول عربية من "كسر عزلتها"، قائلاً "أقمنا سلام مقابل سلام وغيرنا الشرق الأوسط".
كذلك، ظهر نتنياهو في مقطع مصور قائلاً "نطير شرقاً من فوق السعودية إلى الإمارات، وإلى البحرين والهند والشرق، وهذا يوفر ساعات من الطيران والكثير من المال بالطبع".
وأضاف، "الآن نطير غرباً عبر الأجواء السودانية، ثم إلى تشاد التي أقمنا علاقات معها، وإلى البرازيل وأميركا الجنوبية".
يأتي ذلك في وقت، أكد مصدران في الحكومة السودانيّة لـ"رويترز"، أنّ رئيس الحكومة الانتقاليّة عبد الله حمدوك، مستعد لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" إذا وافق البرلمان.
وكشفت مصادر في السودان ومصر أن السعودية ستدفع 335 مليون دولار للولايات المتحدة من أجل تسريع تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل ابيب، بحسب ما ذكرت "ميدل إيست مونيتور".
وفي ظل التسارع لإتمام الاتفاق السوداني الإسرائيلي، أعلن الشعب السوداني رفضه للتطبيع مع الاحتلال، من خلال التظاهرات التي خرجت في الخرطوم، وأقدم 3 شبان على إحراق أعلام إسرائيلية كبيرة الحجم خلال التظاهرات.
فيما، قال شهود إنّ عملية حرق الأعلام الإسرائيلية جرت في المنطقة المتاخمة لحي الصحافة جنوب الخرطوم، كما علت هتافاتٌ مناوئة للتطبيع وضدّ من يسعون إلى تبريره في الأوساط الشعبية والسياسية.
من جهته، أكد نقيب نقابة أطباء السودان أحمد عبد الله الشيخ أنّ اتفاق التطبيع لا يمثّل الشعب السوداني، قائلاً إنّ "قوى الحرية والتغيير طالبت رئيس الوزراء بعدم التصرف في ملف التطبيع مع إسرائيل".
كما أشار إلى أنّ الشعب السوداني متمسك باللاءات الثلاث وما يجري هو لعبة سياسية تتعلق بالانتخابات الأميركية.
واعتبر رئيس حزب "منبر السلام العادل" السوداني الطيب مصطفى أن اتفاق التطبيع هو خيانة للسودان وللأمة وللأقصى.
وقال مصطفى، أمس السبت، إن "لا شرعية للحكومة السودانية الحالية بالتوصل إلى هذه الاتفاقيات، وهي غير مخوّلة بذلك".
وإذ أشار إلى أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان التقى نتنياهو، علماً أنه يدرك أن ذلك ليس من حقّه، شدد على أنه: "يجب مواجهة النظام بكل ما أوتينا من قوة".