الوقت- في نتيجة مباشرة للاستسلام والخضوع الذي قام به ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، بتوقيع اتفاقيّة العار مع الكيان الصهيونيّ ودخول بلاده إلى حظيرة التطبيع التي أعدّتها واشنطن، سخر الكاتب الصهيونيّ، ب. ميخائيل، بشكل مُهين من ولي العهد الإماراتيّ، بسبب الموقف الحرج الذي وضعه فيه رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، بشأن الخطة الإسرائيليّة لقضم أجزاء من الضفة الغربيّة المحتلة، والتي لم تتوقف رغم أنّ أبوظبي أصرّت على تبرير تحالفها مع العدو الغاصب بذريعة وقف تلك المشاريع العدوانيّة.
إهانة كبيرة
في صفعة قويّة وإهانة كبيرة وجهتها "إسرائيل" عبر كاتبها الصهيونيّ، لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بعد رضوخه للإملاءات الأمريكيّة وتوقيع "اتفاق الاستسلام" دون حق قراءة أيّ بند من بنوده، قال "ميخائيل" في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبريّة، "كلي أمل ألا أكون قد أيقظت الأمير محمد بن زايد من النوم، ولكني اعتقد أنّه يجدر بي إبلاغه عن عدة أحداث تتعلق بشكل مباشر بالاتفاق الذي وقعه منذ فترة قريبة مع رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو.
وفي هذا الصدد، أشار الكاتب الصهيونيّ إلى أنّ الأمر يتعلق بصفقة التطبيع القائمة على أساس الدعاية الانتخابيّة لترامب ونتنياهو، مقابل سرب من طائرات f-35 أقل تطوراً من تلك التي يمتلكها العدو الغاشم، متحدثاً عن جوهر القضيّة التي غُلِّفت بالباطل، فنتنياهو ادعى أنّها "اتفاق سلام"، فيما زعم بن زايد أنّها اهتمام بالشعب الفلسطينيّ، حيث حاولت الإمارات خداع شعبها بالقول إنّها أصبحت في وضع أفضل لمساعدة الفلسطينيين في هذا المسعى.
وسخر "ميخائيل" بشدّة من تسميّة السلام التي أُطلقت على اتفاق الخيانة الإماراتيّة، مُعتبراً أنّ السلام لا يقتضي تنفيذه، موجهاً إهانة للشعب الفلسطينيّ، بقوله: "هم خمسة ملايين شخص يقبعون تحت الحذاء"، لكن هذه الإهانة لم تصل للفلسطينيين المقاومين الذي يرزحون تحت وطأة العدوان والتهجير والمشاريع الإجراميّة للصهاينة، ورغم ذلك يناضلون بكل ما أوتوا من قوة للتخلص من سرطان الاحتلال وإرهابه، لكنها وصلت إلى ملوك الرمال الخانعين الذين لم يتركوا خنجراً إلا وغرزوه في ظهر الأمّة وقضاياها العادلة.
عار جديد
بعد المحاولات الإماراتيّة الفاشلة بأن تتحدث بأسلوب مختلف حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، للتغطية على جريمة التطبيع التي ارتكبتها بحق فلسطين والعرب جميعاً، ذكر الكاتب الصهيونيّ، أنّه في أوائل الشهر الحاليّ، أمر رئيس وزراء العدو، الذي وقع على "اتفاقية السلام" مجلس التخطيط الأعلى الصهيونيّ، والمسؤول عن بناء المستوطنات على أراضي الفلسطينيين، بالدفع قدماً في بناء 5400 وحدة سكنيّة جديدة في المناطق المحتلة.
"لقد خدعوك، فالضم مستمر"، رسالة واضحة لولي عهد أبوظبي، بأنّ أسباب تأجيل الاستيطان الصهيونيّ، كانت تتعلق بالاختراق التاريخيّ لدول الخليج من ناحية تطبيع العلاقات مع عدو الأمّة العربيّة، أما الآن لم يعد هناك أيّ أسباب لتأجيل الزحف العدوانيّ بالاستيطان على حساب أراضي الفلسطينيين المُغتصبة، إضافة إلى المساعي الصهيونيّة لضم أجزاء واسعة من العقارات الفلسطينيّة، وهذه الطريقة أشدّ عدوانيّة وأسهل تنفيذاً بحيث تتم دون نهب رسميّ لأصحاب الأرض والبلاد.
يشار إلى أنّ الكاتب الصهيونيّ، اعتبر فرض سُلطة الكيان الغاصب على مناطق الفلسطينيين المحتلة، بمثابة حاجة ضروريّة لنتنياهو في ظل غياب القانون، لافتاً إلى أنّ رئيس وزراء العدو يقوم من على سريره كل ليلة، ويبتسم برضى ويشكر محمد بن زايد، لأنّه حرره من الضم وسهل عليه عمليّة الاستيطان، في إشارة إلى خدعة وقف عمليات نهب الأراضي الفلسطينيّة، التي انطلت على أبوظبي وحكامها.
ومن الجدير بالذكر، أنّ وزير الداخليّة في حكومة العدو، الحاخام أرييه درعي، ندّد في حديث مع إحدى المواقع العبريّة، في وقت سابق، ببعض ما تضمنه اتفاق التطبيع بين الكيان الصهيونيّ وكل من أبو ظبي والمنامة، مشدّداً أنّ الحكام العرب لا يجدر أن يُستقبلوا كشركاء، بل يجب أن يزورا الأراضي المحتلة الخاضعة لسلطة العدو لخدمة اليهود.
في المُحصلة، لا بدّ من الإشارة إلى التصريحات الإسرائيليّة بأنّ الحكام العرب المُطبعين كدوابّ موسى ويجب على الكيان الصهيونيّ فقط ركوبهم للوصول إلى الوجهة النهائيّة، ما يدُل بشكل جليّ على الهزيمة الإماراتيّة الكُبرى في قضيّة التطبيع التي اعتبرت خيانة بكل المقاييس الأخلاقيّة والإنسانيّة والعربيّة والإسلاميّة.