الوقت- مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، أصبحت القضايا التي تؤثر في هذا الحدث السياسي أكثر بروزًا وتجلياً ، قضايا مثل سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه إيران والشرق الأوسط ، ومواجهة انتشار فيروس كورونا ، وما إلى ذلك هي من بين القضايا التي ابتلي بها كلا المرشحين الأمريكيين.
وفي هذا الصدد ، فإن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سيخوضها كل من دونالد ترامب وجو بايدن ، وهما مرشحان ينتميان لكل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي واللذان يواجهان تحديات كثيرة في مجال قضايا السياسة الخارجية ، بما في ذلك سياسة هذا البلد تجاه غرب آسيا ، وسبل مكافحة فيروس كورونا وقضايا الهجرة.
حيث ان انتشار فيروس كورونا لما له من عواقب اجتماعية واقتصادية ؛ أصبح عاملاً مؤثراً في تحديد نتيجة الانتخابات الأمريكية ، لكنه أصبح أكثر أهمية مع وصوله إلى ترامب ، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما هي النتائج الإيجابية أو السلبية لاصابة ترامب بفيروس كورونا على حملته الانتخابية ، وما إذا كان أولئك الذين لم يتخذوا بعد قرارًا نهائيًا بشأن المرشح الذي سيصوتون له سيغيرون رأيهم ؛ هل كان لهذا الامر تأثير أم لا؟
ومن ناحية أخرى ، فإن سياسات هذين المرشحين تجاه غرب آسيا ستكون تحدياً آخر للولايات المتحدة الامريكية ، حيث يتم تحديد نهج ترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط من خلال دعمه للكيان الصهيوني و السعودية ومصر ، ونهجه العدواني تجاه إيران ، كما ان بايدن خلال فترة توليه منصب مساعد رئيس الجمهورية السابق ، شارك بعمق في تغيير الدبلوماسية الأمريكية والسياسة العسكرية في الشرق الأوسط ، وباعتباره كمرشح في الانتخابات الرئاسية سيتصرف بناءً على خبراته في التعامل مع قضايا العراق والكيان الصهيوني وسوريا وإيران ودول الشرق الأوسط الأخرى.
وفي هذا الصدد ، تم اجراء مقابلة مع البروفيسور "جوزيف صموئيل ناي" ، أستاذ العلوم السياسية الأمريكية ومساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الأمن الدولي ، ووصفه على النحو التالي:
-هل ستؤثر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 على نهج الولايات المتحدة الامريكية وسياستها في الشرق الأوسط ، وخاصة تجاه الاتفاق النووي وإيران؟
صموئيل ناي: من غير المرجح أن تتغير هذه السياسة إذا أعيد انتخاب ترامب ، لكن الكثيرين حول بايدن يعتقدون أن خروج ترامب من الاتفاق النووي كان خطأ فادحًا ، لكن ما إذا كان يمكن تغيير هذه السياسة تجاه الاتفاق النووي عن طريق اختيار واحد منهما هو أمر لم يتم البت فيه بعد ، لكني شخصياً أتوقع أنهم سيحاولون ذلك على الأقل.
- يعتقد البعض أن التصويت الانتخابي يشكل تحديا للديمقراطية في الولايات المتحدة الامريكية ، ما رأيك في ذلك؟
صموئيل ناي: تم تصميم الكلية الانتخابية لحماية دور الولايات الأصغر في النظام الفيدرالي ، لكننا نرى الآن أن هذه الأصوات الانتخابية هي لمصلحة القرى أكثر من المدن ، ولهذا السبب يعتقد الكثير من الناس أن هذا النظام بحاجة إلى التغيير ، ولأن الإصلاح الدستوري صعب ، يقترح بعض الناس أساليباً غير رسمية لتخفيف آثاره.
-هل ستؤثر اصابة ترامب بفيروس كورونا وكيفية تعامله مع انتشار الوباء بشكل عام على مصيره في الانتخابات المقبلة؟
صموئيل ناي: تظهر استطلاعات الرأي أن ترامب قد تخلف بالفعل عن بايدن في المنافسة الانتخابية ، لكن اصابته بفيروس كورونا لفت انتباه الناخبين إلى فشله في مكافحة هذا الوباء.
- لماذا تعتقد أن الولايات المتحدة الامريكية واجهت الكثير من التحديات والتوترات مع الحلفاء والمؤسسات الدولية خلال فترة ولاية ترامب الأولى ، وهل سيكون لنتائج الانتخابات تأثير في هذا الامر؟
صموئيل ناي: في كتابي الجديد ، وهو بعنوان "هل الأخلاق مهمة؟ رؤساء الجمهورية والسياسة الخارجية من فرانكلين روزفلت إلى ترامب" ، لقد أظهرت أن ترامب هو أول رئيس منذ سبعة عقود يقلل من دور المؤسسات والتحالفات المتعددة الأطراف ، وكما ذكرتم ، يمكن رؤية النتائج في سياسته الخارجية ، لكن إذا فاز بايدن بالانتخابات الرئاسية ، فقد وعد بالعودة إلى التيار الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية.