الوقت- لم يتوقف بعض العرب المطبعين مع اسرائيل عند سقف التطبيع بل بدأوا يتجهون نحو استفزاز مشاعر العرب والمسلمين، وتعميق جراحهم أكثر فأكثر، من خلال التفاخر بالتعاون مع العدو الاسرائيلي، واظهاره بأنه حمامة سلام وأن المشكلة بالعرب والفلسطينيين أنفسهم وليس بالاسرائيليين،وهذا ما أكد عليه الكثير من المطبعين، ولا أحد يعلم لماذا يتم كل هذا التسويق الأعمى للاسرائيليين ومدحهم وكأن الصهاينة يمارسون سحراً أسوداً عليهم.
يوم الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول خرج إلينا مجموعة من الصحفيين الاماراتيين والبحرينيين في لقاء صحفي جمعهم مع وزير الحرب الاسرائيلي، بيني غانتس، ويكفي أن يتم الاجتماع مع من حاصر ويحاصر الفلسطينيين في غزة ويهدم منازلهم في الضفة ويشن حروباً مدمرة عليهم لتصلنا الرسالة من هؤلاء المطبعين الذي يبررون بطريقة غير مباشرة الاعتداءات الاسرائيلية على غزة وإلا ماذا يعني لقائهم بوزر الحرب على وجه التحديد.
وبينما تغنت الصحافة الاسرائيلية بهذا الاجتماع كما تغنت سابقا بالتطبيع مع الامارات والبحرين، أدانت حركة "حماس"، هذا اللقاء، وفي تصريح للأناضول، قال الناطق باسم "حماس"، حازم قاسم، إن "تواصل صحفيي أي دولة عربية مع وزير الحرب (الإسرائيلي) أمر معيب و مدان ومستنكر". وأضاف: "غانتس ارتكب عدوانا على غزة وتسبب بمجازر ضد أهالي القطاع، وأباد أحياء كاملة".
وتابع: "هذا مجرم حرب لا يجب بأي حال من الأحوال لأي صحفي أن يشارك في لقاء تشارك فيها الشخصية الإجرامية". ولفت إلى أنه "من المعيب على صحفيين عرب أن يفتحوا منابرهم لوزير الحرب الصهيوني، وينقل وجهة نظره". وقال قاسم: "هذا الأمر يضر بالرواية العربية الفلسطينية ويخدم رواية الاحتلال المجرم".
المنبر الاعلامي الخليجي لم يتوقف عند هذا الحد، بل شاطر وزير الحرب الاسرائيلي هجومه على ايران وتركيا، حيث اعتبر غانتس، خلال المقابلة، أن "اتفاقيات التطبيع (بين إسرائيل ودول عربية) تعزز القتال ضد إيران". وأضاف: سنخلق جبهة موحدة ضده.. السلام يقوينا"، على حد تعبيره.
هل يعتقد هؤلاء أن اسرائيل سوف تحميهم في المستقبل، كل ما تقوم به اسرائيل هو استغلالهم لتأمين مصالحها الشخصية، ولن تقدم لهم أي خدمة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، والجميع يعلم أن الامارات طبعت علاقاتها مع اسرائيل بالمجان، والرد على هجوم غانتس على ايران جاء على لسان رئيس المكتب الإعلامي لحركة فتح منير الجاغوب، الذي اعتبر لقاء وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بصحفيين خليجيين، أنه انحدار جديد باتجاه التطبيع اللاأخلاقي والممنهج مع الاحتلال.
وقال الجاغوب في حديثٍ لإذاعة القدس: "نرفض استخدام القضية الفلسطينية شماعة لتبرير التطبيع الخياني مع الاحتلال". وأضاف "يجب على اتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين الفلسطينيين فضح الصحفيين المطبعين وكشف أسمائهم أمام الجمهور العربي".
وتابع الجاغوب "من المؤسف تساوق بعض الدول الخليجية مع الاحتلال والإدارة الامريكية في محاولة لتصدير إيران عدواً للمصالح العربية". وأكد أن الاحتلال الصهيوني هو العدو الحقيقي، معرباً عن رفضهم لتحويل الصراع تجاه دول إسلامية.
وزير الحرب الاسرائيلي هاجم أيضاً تركيا واتهمها بزعزعة استقرار المنطقة والعمل ضد جهود صنع السلام، ودعا لممارسة ضغط دولي من أجل تغيير سلوك الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي. ووصف غانتس تركيا وإيران بأنهما "تقفان في طريق تعزيز السلام وتدعمان العدوان الإقليمي".
كما حاول "غانتس" أن يغري بقية الدول العربية بعدد من العوامل المحفزة لاتخاذ خطوة التطبيع مع دولته المحتلة، حيث تحدث عن امتلاك إسرائيل "قدرات متميزة ومتقدمة في العلوم والطب وفي كل المجالات، لقد قمنا بمواجهة التحديات حتى أصبحت إسرائيل صاحبة قدرة قوية على التطوير والمضي نحو المستقبل".
كان هذا اللقاء هو الأول من نوعه بين وزير الدفاع الإسرائيلي وصحفيين عرب، إلا أنه لم يكن الأول بين صحفيين عرب ومسؤولين إسرائيليين آخرين، حيث سبق ونظم معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قبل لقاء "غانتس" بيومين، وقد لاقى الصحفيين المشاركين في اللقاء الصحفي انتقادات لاذعة وشديدة اللهجة من قبل الشعوب العربية، الذين استنكروا هذه الخطوة، معتبرين أنها فصل جديد من مسلسل خيانة القضية الفلسطينية. الذي بدأه نظامي الإمارات والبحرين.
لا يمكن تبرير الخيانة وتجميلها بأي طريقة، ولن يرحم التاريخ هؤلاء المطبعين، وسيعلمون قريبا ماذا سوف تقدم لهم اسرائيل وكيف ستتعاطى معهم، بعد أن تكمل برنامجها التطبيعي وتساهم في انحدار هذه الدول الخليجية أكثر وأكثر.
المضحك المبكي أن وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، أشاد بجهود السلام لولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وولي عهد السعودية، محمد بن سلمان.
هل العدوان على اليمن يساهم في عملية السلام، وماذا عن استهداف المدارس والجامعات والمستشفيات والمدنيين وتشريدهم، وماذا مئات التقارير الدولية التي تدين الحرب التي تشنها الامارات والسعودية على اليمن، أين السلام واليمنيين يموتون الجوع من حصار السعودية لهم ونهب خياراتهم وثرواتهم.
هل حصار قطر يساهم في عملية السلام، وهل قمع الحريات في البحرين واستقدام قوات عسكرية سعودية لقمع المتظاهرين يساهم في عملية السلام، ولم نتحدث بعد عن التدخلات في الشأن الداخلي اللبناني واجبار رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على تقديم استقالته على الهواء مباشرة، ولم نتحدث عن التدخل في ليبيا وزعزعة الاستقرار فيها.