الوقت- قال كاتب صحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) جوناثان فريدمان إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يزدري الديمقراطية ويعمل حاليا على تدميرها ابتداء من التشكيك في نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة وعدم الاعتراف بنتائجها إذا لم يفز بها.
وأوضح في مقال له بالصحيفة أن هجمات ترامب المستمرة على خدمات البريد والتصويت عبر البريد تمهد الأرضية للطعن في نتيجة الانتخابات.
وقال إن ترامب بعد أن رأى البيانات التي تُظهر أن الناخبين عبر البريد سيكونون لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، يريد أن يكون قادرا على المجادلة يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بأنه يجب التخلص من عشرات الملايين من الأصوات البريدية مع ترك الأصوات المدلى بها يوم الانتخابات فقط، والتي يعتقد ترامب أنه من خلالها يمكنه تحقيق نصر ضئيل.
ولهذا السبب، يقول الكاتب البريطاني، عيّن ترامب مانحا جمهوريا رئيسا لخدمة البريد الأميركية، وهو الرجل الذي شرع في تقويض قدرة الخدمة على معالجة بطاقات الاقتراع عبر البريد في الوقت المناسب، كما حرم (أي ترامب) مكتب البريد من النقد بقطع مصدرين لإيرادات الخدمات البريدية، مشيرا إلى ما قاله ترامب بنفسه إن مؤسسة البريد إذا لم تحصل على هذين العنصرين "هذا يعني أن البريد غير جاهز لإنجاز عملية التصويت بالبريد".
واستمر فريدمان يقول إنه مع نتائج استطلاعات الرأي الحالية، فإن السيناريو الأفضل له هو إثارة الإرباك والشكوك حول نتائج الانتخابات، وسياق طرود البريد التي لا تُحصى المليئة ببطاقات الاقتراع في المستودعات البريدية هو الذي سيعتمد عليه ترامب في حججه بعدم ترك المنصب.
وأضاف الكاتب أنه لا يوجد قانونيا من يوقف ترامب. فالمدعي العام ويليام بار الذي يُفترض أنه أكبر مسؤول تنفيذي للقانون في البلاد، رفض القول بأن التصويت مرتين مخالف للقانون، بعد أن وجه ترامب مؤيديه هذا الأسبوع بالتصويت مرتين، مرة بالبريد ومرة مباشرة في كشك الاقتراع.
وأشار فريدمان إلى أن الخطر واضح حتى من قبل حاضنة ترامب "الجمهوريين"، ومنذ عقود لقمع التصويت، وخاصة تصويت السود، وهو أمر كشفه ترامب بـ"وقاحة" عندما قال لشبكة "فوكس نيوز" إنه إذا كان التصويت أسهل وازداد الإقبال، فلن يتم انتخاب جمهوري في هذه البلاد مرة أخرى.
وأشار أيضا إلى أنه قبل أكثر من شهر بقليل، اقترح ترامب، بسبب وباء كورونا، تأخير الانتخابات، على الرغم من أن الدستور يمنعه من القيام بهذه الخطوة، وفي الشهر الماضي حث حشدا من مؤيديه الذين ظلوا يهتفون "لأربع سنوات أخرى"، على الهتاف بدلا من ذلك بـ"12 عاما أخرى"، رغم أن ذلك أيضا ينتهك الدستور، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه رفض مرارا وتكرارا القول ما إذا كان سيقبل بالهزيمة ويترك منصبه إذا كان هذا هو ما يقرره الناخبون.
وختم فريدمان بما قاله الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الشهر الماضي من أن ترامب مستعد "لتمزيق ديمقراطيتنا إذا كان هذا هو ما يتطلبه الفوز".