الوقت- في أواخر عام 2018، أكمل التحالف السعودي عرض قوته وانتصاراته الميدانية في اليمن، حيث تمّكن في ذلك الوقت من احتلال ما يقرب من 90 بالمائة من محافظة الجوف، واستطاع من التقّدم خطوة أخرى نحو العاصمة صنعاء وهذا الأمر دق ناقوس الخطر لدى أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ولقد استمرت الاشتباكات العسكرية في محافظة الجوف الواقعة شمال اليمن بشكل متقطع حتى أوائل عام 2020، لكن خلال عملية ناجحة قام بها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية قبل عدة أشهر لتحرير المناطق المحتلة شمال شرق محافظة صنعاء وغرب محافظة مأرب، عادت السيطرة على تلك المناطق للمقاتلين اليمنيين وتغيرت المعادلات في ساحة المعركة.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية شنوا عملية عسكرية قبل عدة أشهر في محافظة الجوف بعد أن وجهت ضربات شديدة للتحالف السعودي في الجزء الشرقي من العاصمة صنعاء والمحور الغربي لمحافظة مأرب وتمكنوا من تحرير العديد من المناطق وطرد قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته منها ومن أبرز تلك المناطق مديرية "الحزم" العاصمة الإدارية لمحافظة الجوف. ولفتت تلك المصادر إلى أن هذه العمليات العسكرية المفاجئة ادخلت الرياض في صدمة عميقة.
ومع تلك الانتصارات الميدانية المذهلة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظة الجوف في شهر مارس الماضي من هذا العام، تحول ميزان القوى في شمال اليمن لمصلحة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وأصبح تحالف العدوان السعودي الخاسر الأكبر ولهذا فلقد فضّل التّحول إلى الوضعية الدفاعية لتجنب المزيد من الإذلال والهزائم. ومحافظة الجوف هي البوابة الشرقية لمحافظة صعدة (أهم قاعدة لجبهة أنصار الله المقاومة في اليمن) وللعاصمة صنعاء، وهذا الأمر هو ما ضاعف أهميتها بالنسبة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ولتحالف العدوان السعودي. وتبلغ مساحة هذه المحافظة التي تشترك في حدود مع المملكة العربية السعودية حوالي 247 كيلومترًا وتقع على بعد 170 كيلومترًا من العاصمة صنعاء، وتحدها محافظات مأرب وحضرموت وصعدة وصنعاء وعمران وتتضمن 12 مديرية.
ومديرية "خب والشعف"، تعتبر المديرية الأكبر والتي تصل مساحتها إلى حوالي 80٪ من مساحة محافظة الجوف، والتي بالطبع تحتوي على مساحات كبيرة من الصحاري. ومديريات "الحزم، والغيل، والخلق، وبرط العنان، وخراب المراشي، والحميدات، ورجوزة، والزاهر، والمتون، والمصلوب والمطمة هي المديريات الـ 11 الأخرى في هذه المحافظة. وتحتل قوات تحالف العدوان السعودي حاليًا نحو 85٪ من مساحة صحراء "خب والشعف"، إلى جانب 15٪ من مساحة مديرية الحزم (المناطق الجنوبية) المحاذية لمحافظة مأرب. وباقي المديريات الأخرى في محافظة الجوف المكتظة بالسكان، تحت سيطرة ابطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وتضم تلك الأجزاء، المناطق الشمالية الغربية والغربية والجنوبية الغربية من مديرية "خب والشعف"، بما في ذلك جبل "الحيض" وقاعدة "الخنجر" العسكرية.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن الأهداف الرئيسية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في محافظة الجوف هي تحرير وتوفير الأمن الكامل للطريق المهم والاستراتيجي "الحزم - البقع" وتأمين منطقة "اليتمة" الواقعة جنوب قاعدة "الغريميل" بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية. ومن أجل تطهير طريق "الحزم – البقع" في محافظة الجوف بشكل كامل، يجب على أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية السيطرة على مناطق ومرتفعات مهمة في المحور الشمالي الغربي لمديرية "خب والشعف"، ومنها مناطق "اليتمة، والحشيفاء، والسويق، عرفا، ودب، إلخ" وطرد قوات تحالف العدوان السعودي منها. وقد تم حتى الآن تحرير حوالي 112 كيلومترًا من طريق "الحزم – البقع" الاستراتيجي، وعلى أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تحرير 20 كيلومترًا أخرى من هذا الطريق المهم الواقع شمال منطقة "اليتمة"، لتأمين هذا الطريق بشكل كامل في محافظة الجوف.
ومن الأهداف الآخرى لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظة الجوف هو تطهير قاعدة "الكنايس" العسكرية المهمة الواقعة في جنوب غرب مديرية "خب والشعف". وهنا تجدر الإشارة إلى أن المسافة بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية المتمركزين في قاعدة "اللبنات" وقاعدة "الكنايس" حوالي 20 كم. وإذا تم تحرير هذه القاعدة الاستراتيجية، فسيتم فتح طريق جديد من المحور الشمالي للدخول إلى محافظة مأرب والتقدم إلى المناطق الشرقية من محافظة مأرب، مما يعني تثبيت نهاية المسمار على نعش تحالف العدوان السعودي في وسط اليمن؛ يذكر أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الفترة الماضية من تحرير قاعدة "الخنجر" وقاعدة "اللبنات" الواقعة في شمال غرب وجنوب محافظة الجوف من أيدي قوات تحالف العدوان السعودي.
ولقد تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الفترة القليلة الماضية من استعادة حوالي 3000 كيلومتر مربع من المناطق التي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي في محافظة مأرب، لكن 14000 كيلومتر مربع أخرى لا تزال تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته. ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فإن مديريات "بدبدة وحريب القراميش" إلى جانب 95٪ من مديرية "مجزر" و 20٪ من مديرية "مدغل" و 65٪ من مديرية "صرواح" و 5٪ من مديرية "ماهلية" و 5٪ من مديرية "العبدية"، تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
وبحسب آخر الأخبار، يواصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية القوات عملياتهم العسكرية في عدد من المحاور من جنوب محافظة مأرب ومن شمالها، لكنهم يواجهون مقاومة شديدة من قبل قوات تحالف العدوان السعودي، المجهزة بالعديد من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة والمنشآت العسكرية المحصنة والدعم الجوي، ويعلم تحالف العدوان السعودي جيداً، أنه إذا ما خسروا هذه المناطق، فإنهم سوف يخسرون المعركة وسيخسرون محافظة مأرب بالكامل التي تعتبر قلب اليمن الاقتصادي في أقرب وقت ممكن. وبالتزامن مع العمليات العسكرية على هذه المحاور، أعاد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية فتح محور جديد من جنوب محافظة مأرب قبل أسبوعين للوصول إلى مركز مدينة مأرب لزيادة الضغط على قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته.
وفي وقتنا الحالي تجري العديد من الاشتباكات المتفرقة بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ومرتزقة تحالف العدوان السعودي في المحور الشمالي الغربي والجنوبي الغربي لمديرية "خب والشعف" وبالتحديد في محور اليتمة وجبل الحيض وجنوب قاعدة "اللبنات"، ومن المتوقع حدوث تطورات كبيرة في الأيام والأسابيع المقبلة. إن تطهير المناطق الوسطى والشرقية والشمالية الشرقية من محافظة الجوف، والتي تقع في مديريات "خب والشعف" و"الحزم"، لن تكون في الغالب في أولوية أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وذلك لأن معظم هذه المناطق صحراوية.