الوقت_ بعد 6 سنوات على الحرب الإجراميّة التي شنها الكيان الصهيونيّ القاتل ضد حركات المقاومة الفلسطينيّة داخل قطاع غزة في 8 يوليو / تموز عام 2014، أوضح ضابط صهيونيّ في جيش الاحتلال أنّ مرور 6 سنوات على "حرب غزة"، تذكرهم بـ "الثمن الباهظ" الذي دفعه جيش العدو، حيث سقط حينها عشرات القتلى ومئات الجرحى، فضلاً عن الأضرار الفادحة التي ضربت الجبهة الداخليّة في الكيان، موضحاً أنّه كان من السهل تشخيص الإصابات في أجساد الجرحى من الجنود والمستوطنين، ومن ثم العمل على علاجها ومداواتها، لكن من قاتلوا في حرب غزة من جنود جيش الاحتلال، وأصيبوا عقلياً، لم يعودوا إلى حياتهم الطبيعيّة، بل أصبحوا غير مرئيين أمام باقي الإسرائيليّين، بحسب مواقع إخباريّة.
ثمنٌ باهظ
بعد الفضائح التي كشفها الضابط الصهيونيّ الذي شارك في حرب "الجرف الصامد" في غزة عام 2014 ضمن كتيبة الهندسة، "أودي تينا"، في مقالة له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل عن عضو الكنيست "أوفير سوفير"، وهو ضابط سابق في فوج المظليّين، أنّه كشف في إحدى المقابلات عما عاشه كجنديّ وقائد في تلك الحرب، وفتح نافذة على عالم المقاتلين الذين عادوا من حرب غزة، لكنهم لم يعودوا منها حقاً، أيّ أنهم ما زالوا يعيشون مرحلة "ما بعد صدمة القتال والمعركة".
وفي هذا السياق، أشار تينا إلى أنّ هؤلاء الجنود والضباط عاشوا في السنوات الأخيرة معاناة لم تلق أيّ اهتمام أو انتباه عام بين الإسرائيليّين، ولم تحصل بعد على الاعتراف الاجتماعيّ المناسب، رغم أنهم عانوا الكثير من الصدمات الأخرى، وليس فقط عندما ارتدوا الزيّ العسكريّ.
وأوضح الضابط الصهيونيّ أنّ جنود وضباط العدو الإسرائيليّ واجهوا هجمات مسلحة لا تطاق خلال حرب غزة، بالإضافة إلى عمليات إطلاق نار غزير على الجبهة الداخليّة للكيان الصهيونيّ، وشهدوا ظروف صعبة عصيّة على الاستيعاب في تلك الحرب والأنشطة الأمنيّة التي رافقتها.
قبل الحرب ليس كما بعدها
بيّن الضابط المشارك في حرب "الجرف الصامد" في غزة أنّ الجنود الصهاينة رغم كل محاولاتهم، لا يستطيعون العودة للمسار الطبيعي في حياتهم ويجدون صعوبة في ذلك، لاسيما الجنود الذين عاشوا أصعب الليالي في القتال التي تخللها سقوط عشرات القتلى من قوات الاحتلال الغاصب في فترة زمنية قصيرة جداً.
وعلاوة على ما تقدّم، قال أنّ العديد من الجرحى الصهاينة في المعركة فشلوا في العودة إلى روتين حياتهم الطبيعيّ، حيث ما زالوا يحملون مشاهد الحروب في كل لحظة، لافتاً إلى أن أولئك الجنود الذين أصيبت عقولهم بكدمات دون إعطاء إشارة، تبدو مهمة إعادتهم للحياة الطبيعيّة صعبة وعسيرة، رغم أنّ جيش العدو الصهيونيّ بدأ عمليّة إعادة اختبار لهؤلاء المقاتلين، لكن ما أسماه "المجتمع الإسرائيليّ" لم يظهر بعد الوعي والحساسيّة تجاههم.
واعتبر الضابط في جيش العدو أنّ التعاطي مع الجنود المشاركين في حرب غزة، يمكن وصفه بـ "التقصير المجتمعيّ" داخل الكيان، خاصة وأنّ أولئك الجنود قد تم إرسالهم بصحة بدنيّة وعقليّة لحماية الكيان الغاشم، أما الآن فيجدون صعوبة في العودة إلى ما كانوا عليه قبل حربهم الهمجيّة على قطاع غزة.
خلاصة القول؛ يدرك العدو الصهيونيّ مدى شجاعة الفلسطينيّين وتمسكهم بأرضهم مهما تمادى في ظلمه وعدوانه، وإنّ محاولات حجب الشمس بغربال لم تنفعه يوماً، حيث أنّ شهادات ضباطه وتسريبات وسائل إعلامه تُطلعنا كل يوم على مدى هشاشة هذا الكيان المجرم، رغم كل محاولاته الفاشلة في إظهار نفسه بأنّه القوة التي لا تهزم، وإنّ أحاديث من كان حظه جيداً من جنوده وعاد سالماً من المعركة ضد أبطال المقاومة، يُظهر بكل واقعيّة الفرق بين قتال المحتل، وقتال صاحب الأرض.