الوقت- بعد ان تسببت مأساة الطفل السوري اللاجئ الغريق "آيلان" بجرح مشاعر سكان العالم وتحركت عدة دول وجماعات حقوقية لدعم قضية المهاجرين الهاربين من الحروب نحو اوروبا عرض الملياردير المصري نجيب ساويرس شراء جزيرة في إيطاليا أو اليونان لاسكان مئات الآلاف من اللاجئين الذين يهربون من سوريا ومن دول أخرى تشهد نزاعات.
وخاطب ساويرس اليونان أو إيطاليا قائلا "بيعوا لي جزيرة وسوف أعلن استقلالها واستقبل اللاجئين وأوفر وظائف لهم إذ سيقومون ببناء بلدهم الجديد" وتابع "ستكون هناك مساكن مؤقتة لإيواء الناس ثم نبدأ تشغيل الناس في بناء منازل ومدارس وجامعات ومستشفيات". معتبرا أن ذلك "يوفر فرص عمل أثناء البناء وفرص عمل في المستقبل".
ولم يخف ساويرس المشكلات التي تواجهها خطة كهذه ومن بينها "إقناع إيطاليا أو اليونان ببيع جزيرة وكيفية تحديد السلطة المسؤولة في هذه الجزيرة ووضع قوانين جمركية".
لقد جلب حادث غرق الطفل آيلان وعائلته انتباه مواطني الدول الاوروبية نحو مأساة المشردين والهاربين من الحروب وقد اعلنت عدة دول مثل ايطاليا والمانيا وفرنسا وحتى البرازيل وشيلي استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين كما ان الصحف والمجلات ووسائل الاعلام الغربية والاوروبية قد وصفت مأساة اللاجئين بأنها تحدث الصدمة وتوقظ الضمائر وقالت بعض المصادر الاعلامية ان المسؤولين في الدول الاوروبية يبحثون بسرعة تخصيص الميزانيات من اجل استقبال هؤلاء اللاجئين، لكن الامر الملفت للنظر هو محاولات بعض الانتهازيين لاستغلال مأساة اللاجئين السوريين والاصطياد في الماء العكر ومن جملة هؤلاء اكبر اثرياء مصر ساويرس الذي يريد ركوب الموجة التي احدثتها المأساة المؤلمة للطفل السوري للوصول الى اهدافه الشخصية.
خلفيات اقتراح ساويرس
يقول هذا الثري العلماني والليبرالي المصري انه في حال باعت اليونان او ايطاليا جزيرة له فانه سيعلن استقلالها ويستقبل فيها اللاجئين ويوفر لهم فرص العمل ليبنوا مستقبل بلادهم الجديدة لكن هذا المقترح الذي يبدو مقترحا انسانيا في الظاهر يتعارض مع ماضي هذا الرجل ويبدو انه يريد الاستفادة من هذه القضية لخدمة مصالحه السياسية وحتى الاقتصادية.
والمعروف ان ساويرس هو رجل اعمال مصري أسس في عام 1998 شركة غلوبال تلكوم كما انه يرأس شركة اوراكسام ويملك اسهما في شبكة يورونيوز الخبرية ويملك قناة "اون تي في" التلفزيونية في مصر ويشتهر بأنه "روبرت مردوخ" المصري، وقد اقدم ساويرس على ارتكاب عدة افعال حتى الان لمواجهة الاسلاميين في مصر وقد نشر عددا من الصور المسيئة على صفحة تويتر الخاصة به كما أهان مقدسات المسلمين في برامج تلفزيونية.
وتعاون هذا الملياردير المسيحي مع العمل العسكري الذي حصل في مصر للإطاحة بحكم الاخوان المسلمين وهدد الاسلاميين بتنظيم مظاهرات معادية لهم وممارسة العنف ضدهم، وكان ساويرس قد أسس حزب المصريين الاحرار بعد سقوط حكم حسني مبارك وكان من الاعضاء الرئيسيين لائتلاف المصريين في الانتخابات ويتبنى حزبه عقيدة علمانية وليبرالية وينافس الاسلاميين.
ولساويرس مواقف معادية ايضا لايران وقد اعلن عنها مرارا وتكرارا وحاول اخافة الآخرين من "البعبع الايراني" في مقابلاته الصحفية كما حاول ساويرس بقوة الوصول الى مناصب حكومية وهناك ادلة تثبت سعيه للوصول الى منصب رئاسة الوزراء عبر التحالف مع بعض القوى السياسية.
ويظهر
ماضي ساويرس ان اقتراحه بشراء جزيرة لاسكان اللاجئين السوريين يخفي وراءه غايات
أخرى وانه ينوي انشاء هذه الدولة الجديدة لأغراض ليست انسانية بحتة بل انه يريد
الاستفادة من أيدٍ عاملة رخيصة جدا وطاقات وتخصصات بأقل كلفة ممكنة كما يحاول
ساويرس ايجاد شعبية له في اوساط المصريين من اجل الوصول الى مناصب سياسية في مصر.