الوقت- جميع دول العالم أصبحت تعلم جيدا وخاصة تلك التي تتواجد على الأراضي السورية أو كانت فيها، أن الجيش السوري وحلفائه أصبحت لهم اليد العليا في هذه الحرب، وخروج ما تبقى من مجموعات ارهابية وجيوش اجنبية هو مسألة وقت، وربما هدأت "الكورونا" وانتشارها من اقدام الجيش السوري على تحرير ما تبقى من مناطق لكن الموضوع مسألة وقت فقط، وخلال هذه "الهدنة" المفروضة بدأت تتوالى أخبار ومعلومات عن انشقاق 28 مسلحا من "جيش مغاوير الثورة" في منطقة التنف التي تخضع لحماية القوات الامريكية حيث تتواجد قاعدة أمريكية هناك، وتسليم انفسهم للجيش السوري لتسوية اوضاعهم.
وأفادت معلومات بأن الأجهزة الأمنية السورية تمكنت من تأمين انشقاق مجموعة مسلحة من مقاتلي "جيش مغاوير الثورة" في منطقة التنف، وتسوية أوضاعهم، وتسليم كامل سلاحهم، خلال الاسبوع الماضي.
وأكدت المعلومات أن "تنفيذ هروب المجموعة المسلحة من منطقة التنف تطلب عملاً أمنياً استغرق عدة أشهر"، مشيرة إلى أنها "تشكل ضربة أمنية للقاعدة الأميركية في التنف، وخرقاً لكل التحصينات وأجهزة الرصد والمراقبة الأميركية في المنطقة".
وتضم المجموعة أكثر من 27 مسلحاً، وجرت عملية تغطية لخروجها من منطقة الـ55 كم، مع تعرضها لاشتباك مع مسلحين من فصيل مغاوير الثورة المكلف من الأميركيين بحراسة محيط قاعدتها.
وتمّ نقل المسلحين، ومعهم 8 سيارات دفع رباعي، و5 رشاشات، وأجهزة إشارة، وقواذف "آر بي جي"، وقناصات، وقنابل متنوعة، ومناظير ليلية.
وأقرت تنسيقيات المسلحين بفرار المجموعة، بزعامة غنام الخضير، من منطقة التنف، متهمة إياه "بالتورط بعمليات تهريب مخدرات".
من جانبه ، كشف مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية في منطقة التنف عن أن "عملية الانشقاق تمت بعد منتصف ليل الثلاثاء بقيادة غنام سمير الخضير والمعروف بـ"ابو حمزة" قائد إحدي المجموعات في جيش مغاوير الثورة ومعه تسعة عناصر ، وتسعة اشخاص مدنيين من منطقة الـ ( 55 كم ) قرب قاعدة التنف".
وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لــ ( د. ب. أ ) أن "جيش مغاوير الثورة اشتبك من العناصر المنشقة لمدة 10 دقائق وتوقف الاشتباك بسبب وجود أطفال ونساء بين المنشقين".
وأضاف المصدر أن عدد مقاتلي جيش مغاوير الثورة في منطقة التنف حوالي 500 مقاتل إضافة إلى 300 آخرين من القوات الرديفة لحماية قاعدة التحالف في التنف من هجمات تنظيم داعش والقوات الايرانية المتواجدة في المنطقة .
ووفق المصدر ، ليست هذه المرة الأولى التي ينشق فيها عناصر من القوات المتواجد في المنطقة .
وتقدم قوات التحالف الدعم لجيش مغاوير الثورة إضافة الى جيش العشائر الذي كان يقاتل في ريف السويداء الشمالي الشرقي ضد تنظيم داعش القوات الجيش العربي السوري وبعد اتفاق بين الروس والقوات الأمريكية خرج مقاتلي جيش العشائر الى منطقة التنف.
ويوجد بجانب قاعدة التحالف الدولي في التنف منطقة الـ 55 كم ومخيم الركبان الذي يعيش فيه حالية حوالي تسعة آلاف شخص وهذه المنطقة شملت بقرار خفض التصعيد بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.
دلالات الانشقاق
أولاً: انتصارات الجيش السوري على مختلف الأصعدة وفي جميع الميادين أحدثت خللاً واضحا في منظومة المسلحين، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال الى حدوث خلافات واختلافات بين المجموعات المسلحة أو داخل المجموعة المسلحة الواحدة، وتكرر هذا الامر في كل من ادلب ودير الزرو وحلب وعدة مناطق أخرى، وبالتالي فإن هذا الانشقاق الأخير هو نتيجة لمعرفة المسلحين المسبقة بأن ورقتهم احترقت، لذلك يسعى البعض منهم للالتحاق بالجيش السوري قبل فوات الآوان.
ولفت مصدر من المجموعة التي انشقت مؤخرا، إلى أن هناك الكثير من المجموعات المسلحة الأخرى في منطقة التنف لديها الرغبة بالعودة لكنهم ينتظرون الظرف المناسب، مبينا أنهم تعرضوا لهجوم أثناء خروجهم قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى عناصر الجيش العربي السوري، فضلا عن وجود عدة مجموعات مجهزة بأسلحة متطورة وطيران مسير تتدرب بإشراف قوات أمريكية في منطقة التنف ومكلفة بمهاجمة نقاط الجيش السوري وحقول النفط والغاز وضرب البنية التحتية لهذه المواقع.
ثانياً: هذه الانشقاقات سوف تتكرر في الايام المقبلة، وقد نشهد ذلك في جبهة ادلب، لأن التوترات هناك لاتزال قائمة بين المسلحين ولايزال هؤلاء يتبادلون الاتهامات فيمابينهم، وهذا الامر سيمهد لخروج القوات الامريكية الغير مستعدة لمزيد من الخسائر في الارواح والعتاد، خاصة وان الانتخابات الامريكية على الابواب، فضلا عن تفشي فيروس "كورونا" في عموم البلاد، وبالتالي الرأي العام الامريكي لن يتقبل أي صدمة جديدة، لذلك سيكون الامر معقد جدا بالنسبة للأمريكيين الذي حاولا مؤخرا التغطية على عملية الانشقاق الاخيرة التي حصلت، اندفعت امريكا لتعزيز سيطرتها على حقول النفط شرق الفرات، خوفا من اي طارئ قد يحصل في هذا الاتجاه، وهناك أخبار تفيد بأنّ وكالة المُخابرات الأمريكيّة (CIA) فتحت مكاتب التّسجيل والتّدريب لتجنيد بعض العناصر من تنظيم قوّات سورية الديمقراطيّة (قسد) مُقابل 350 دولارًا كراتبٍ شهريٍّ للعُنصر لتَكليفهم بحِراسة آبار النّفط السوريّة وحماية حامِلات النّفط التي تقوم بعمليّة تهريبها إلى دول الجِوار، وخاصّةً إقليم كردستان العِراق وبعض السّماسرة الآخرين، بِما في ذلك مُمثِّلون لشركاتٍ إسرائيليّة.