الوقت - أعلن وزير الحرب الصهيوني السابق "أفيغدور ليبرمان" يوم السبت عن زيارة مسؤولي الأمن في هذا الکيان إلى قطر.
ووفقًا لليبرمان، ترأس هذه الزيارة التي تمت قبل أسبوعين، رئيس الموساد "يوسي كوهين" علی رأس وفد، وبناءً على طلب من رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكر موقع "والا" الإسرائيلي أيضًا أن كوهين التقى خلال الزيارة برئيس وكالة الأمن القومي ومستشار الأمن القومي لأمير قطر.
الإنتخابات الصهيونية ودعم ليبرمان لغانتس
لقد استقال وزير الحرب الصهيوني السابق أفيغدور ليبرمان العام الماضي، احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار بين الکيان الإسرائيلي وحماس.
وکان قد صرح بأن مثل هذه الاتفاقيات تعني الاعتراف بحماس، وأن حل المشكلات الأمنية الحالية للکيان الصهيوني في مواجهة حماس، هو عملية عسكرية ضخمة ضد الحرکة الفلسطينية.
في اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي بين الکيان الإسرائيلي وحماس، كان أحد شروط حماس لقبول وقف إطلاق النار، هو توفير الوقود لمحطة كهرباء غزة ودفع مبالغ مالية إلى سلطات غزة لتوزيعها على الموظفين في هذا الجزء من فلسطين، وقد دفعت الحكومة القطرية جزءاً من هذا المبلغ من خلال سفيرها في الضفة الغربية.
يبدو الآن أن ليبرمان ومن خلال إثارة زيارة كوهين إلى قطر، وبناءً على طلب بنيامين نتنياهو، وأنه خلال الزيارة طُلب من السلطات القطرية مواصلة ضخ الأموال إلى حماس، يسعى للتأثير على العملية الانتخابية لصالح تحالف "أزرق أبيض" بقيادة "بيني غانتس" منافس نتنياهو، لأن أي تنازلات لحماس مرفوضة بشدة من قبل الرأي العام في المناطق المحتلة، وهذا يمكن أن ينقل جزءًا من أصوات حزب الليكود إلی حزب أزرق أبيض.
إستمرار الضغط على حماس، نتيجةً لزيارة هنية إلى طهران
على الرغم من أن جزءًا من أسباب سفر مسؤولي الأمن الصهيونيين إلى قطر يمكن وصفه بأنه جهود نتنياهو للنجاح في الانتخابات الصهيونية المقبلة، إلا أن سفر مسؤولي الأمن الإسرائيليين إلى الدوحة يبدو أنه يحمل زوايا أخرى.
بعد زيارة "إسماعيل هنية" الأخيرة لطهران واجتماعه مع كبار المسؤولين الإيرانيين، لم تأذن الحكومة المصرية لهنية بالعودة إلى غزة، مما أدى إلى إقامة هنية المؤقتة في الدوحة.
وفي وقت سابق، أعلن إسماعيل هنية أنه من المحتمل أن يقيم في قطر لعدة أشهر في ظل الظروف الحالية.
من ناحية أخرى، عقد كبار مسؤولي حماس مؤخرًا اجتماعات مع فصائل المقاومة اللبنانية القريبة من محور المقاومة، لإيصال رسالة إلى القاهرة وتل أبيب مفادها أنه إذا استمر الضغط الحالي، فسيكونون أقرب إلى محور المقاومة أکثر فأکثر.
ليس من المستبعد إذن أن تکون الزيارة الأخيرة لمسؤولي الأمن الصهاينة إلى قطر في سياق استمرار الضغط على حماس، وبالنظر إلى دور قطر البارز في رعاية حماس مالياً وإقامة هنية في الدوحة، فقد قررت تل أبيب ممارسة جولة جديدة من الضغط على حماس، عبر الضغط على المسؤولين القطريين.
محاولة تل أبيب لمرافقة الدوحة مع ما يسمى بصفقة القرن
بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين قادة حماس والحكومة القطرية، ودور قطر القوي في المعادلات بين حماس والکيان الإسرائيلي على مدار السنوات الماضية، يبدو أن تل أبيب وفي سياق مرافقة بعض الدول العربية لإقناع حماس بالخضوع لصفقة القرن من خلال الضغط الشامل، تسعی إلى جلب الدوحة إلی جانبها في هذا الصدد.
وعلى الرغم من أن قطر قد أعلنت من قبل دعمها للحوار بين الکيان الإسرائيلي والفلسطينيين قبل الكشف رسمياً عن خطة صفقة القرن، ولكن يبدو أن مواقف الدوحة هذه لم تنل استحسان تل أبيب، بل يريد الکيان الإسرائيلي أن تعمل قطر بكل الوسائل المتاحة علی إقناع حماس بقبول صفقة القرن، وهذا الأمر خاصةً عشية الانتخابات الصهيونية، حتى لو شهد تقدماً ضئيلاً، بالتأكيد سيمنح نتنياهو ورقةً رابحةً كبيرةً.