الوقت- بدأ منتدى الدوحة يوم السبت واستمر لمدة يومين وفي هذا الاجتماع الذي افتتح بكلمة من امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني و رئيس الوزراء الماليزي ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقرر أن يتم بحث وتبادل وجهات النظر بشأن الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب مع التركيز على السلام - التنمية الاقتصادية - والوساطة والاتجاهات.
بدأ منتدى الدوحة أعماله منذ عام 2000 والهدف من اطلاقه هو إقامة حوار عالمي حول التحديات المهمة التي تواجه العالم. اذ ان ما جعل وسائل الإعلام مهتمة بهذا المنتدى أكثر من أي وقت مضى، ليس النص بل الهامش الأكثر أهمية منه.
ففي أول حدث هامشي لهذا المنتدى، تم افتتاح مقر القيادة العسكرية المشتركة لتركيا وقطر بحضور كبار المسؤولين العسكريين في الدوحة.
يحدث هذا الأمر بمدة قصيرة جداً من اختتام اجتماع مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وبالطبع يحمل هذا الأمر رسائل مهمة.
أظهرت الدوحة عبر هذا الاجراء أنها في المفاوضات الحالية مع السعودية، ليس لديها نية للتفاوض من موقف ضعف بأي شكل من الأشكال، بل إنها تسعى للحصول على تنازلات من الدول الأربع من خلال تعزيز تعاونها مع تركيا. لتخرج بشكل من الأشكال جميع الشروط الـ13 للدول الأربعة من جدول الأعمال.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الخارجية القطري يوم السبت أن موقف الدوحة من الأزمة في العلاقات مع الدول العربية الأربع لم يتغير وتؤكد على الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
يضيف وزير خارجية قطر، إن قطر لا تجري محادثات مع الإمارات، في الوقت الحالي، لإنهاء الأزمة الخليجية، لكن هذا الحوار قد ينطلق في المستقبل المنظور. وصرح آل ثاني في مقابلة أجراها معه تلفزيون "بلومبرغ"، السبت، أن مشاورات تجري بين قطر والسعودية، مشيرا إلى أن إحراز تقدم في سبيل تخفيف المأزق الأصلي أتاح للدولتين إقامة خط اتصال مباشر.
تأتي تصريحات محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بينما يلتقي رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا فايز السراج، خلال زيارة قطر، مع وزيري الدفاع والخارجية التركيين في الدوحة.
كما تأتي استضافة قطر لهذا اللقاء ودعوة فايز السراج لحضور منتدى الدوحة في وقت تحاول فيه الحكومتين المصرية والإماراتية للإطاحة بحكومة فايز السراج من خلال دعم خليفة حفتر.
والملاحظة الأخرى التي تستحق الوقوف عندها بشأن زيارة فايز السراج إلى الدوحة هي أنها تتزامن مع بدء القوات التابعة للجنرال خليفة حفتر عمليات جديدة للهجوم على طرابلس واسقاط حكومة فايز السراج المدعومة من تركيا وتصاعد وتيرة التوترات بين مصر وتركيا في الشرق الأوسط. لذلك فإن نتيجة هذه الأحداث إلى جانب المواقف الأخيرة للمسؤولين القطريين ، تشير إلى أن قطر لا تسعى حاليًا إلى مفاوضات مباشرة مع الإمارات العربية المتحدة ومصر ، على الرغم من المفاوضات مع السعودية، وتخطط بعد ايصال مفاوضاتها مع السعودية الى نقطة مناسبة، اجراء مفاوضات، انطلاقاً من موقف القوي، مع الدول العربية الأربع الأخرى، أي أن قطر تفضل إجراء مفاوضات تدريجية ومنفردة على مفاوضات متعددة الجوانب.
وفي هذا الصدد، قال السفير المصري السابق في قطر محمد المنيسي ، "إن الحكومة القطرية تسعى إلى الحفاظ على حكومتها من خلال القوات التركية المتمركزة في الدوحة ، وطالما كانت وجهة النظر هذه متوفرة لدى الحكام القطريين، فإن العلاقات بين أنقرة والدوحة سوف تستمر على هذا النحو وستؤدي الى تصرف الحكومة القطرية بما يتعارض مع مواقف ومصالح الدول العربية الأخرى".
في المحصلة، إذا وضعنا الاتفاقات والتعاون المتزايد بين تركيا وقطر، لا سيما في المجال العسكري ، إلى جانب لقاء قائد البحرية القطرية الأسبوع الماضي مع قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني والذي أدى إلى اتفاق حول اجراء مناورات شمال المحيط الهندي قبل نهاية العام الجاري، فإننا يمكن أن نستنتج أن الحكومة القطرية تبحث عن ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة وتصر عليها ، وأن تصرفات قطر لا تحدث في اطار تكتيك بل تُحدد في اطار استراتيجية، لذلك فإن حل الأزمة في علاقات قطر مع الدول العربية الأربع تبدو صعبة للغاية بل وأصعب بشأن علاقات قطر مع مصر والإمارات.