الوقت- يستغل "الكيان الاسرائيلي" خلال هذه المرحلة الدعم الأمريكي اللامحدود له وكذلك صمت المجتمع الدولي عن جرائمه، ليقوم بقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من خلال استمرار السيطرة على الأملاك والعقارات الفلسطينية، وتحويلها لمستوطنات يهودية.
وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت، صادق على بناء حي استيطاني للاسرائيليين في سوق الجملة، وبتدشين الحي الاستيطاني الجديد، يرتفع عدد الأحياء داخل البلدة القديمة إلى خمسة، ففي البلدة القديمة 4 مستوطنات (أحياء صغيرة) وهي: بيت هداسا، إبراهيم افينو، بيت رومانو، تل الرميدة.، بالإضافة إلى مستوطنة "كريات أربع" على أطراف البلدة.
الواقع الحالي في الخليل
ويسكن الخليل القديمة 600 مستوطن، و200 طالب بمدراس دينية طالب يحرسهم ألف و500 جندي إسرائيلي، يقابلهم 10 آلاف فلسطيني، و43% من المنازل في البلدة القديمة من الخليل فارغة، و77 %من المحال التجارية مغلقة، بواقع 1829محلا تجاريا، منها 512 محلا بقرار عسكري إسرائيل ، وتقيم إسرائيل 22حاجزا، و105 عائق حركة، ومنذ عام 1994 يُقسّم الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين (45٪)، وآخر باليهود (55٪)، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 مسلما أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
و تقع الخليل القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية وفق برتوكول الخليل الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1997
مع تنامي اطماع "اسرائيل" في محافظة الخليل، والاقدام على خطوات خطيرة لتهويد المدينة ومصادرة اراضي الفلسطينيين لصالح البناء والتوسع الاستيطاني، واستباحة الحرم الابراهيمي الشريف شهدت محافظة الخليل امس الاثنين، إضرابًا شاملًا في أنحاء المدينة تنديدًا بالهجمة الاستيطانية التي تستهدف المدينة وبلدتها القديمة، وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، إن مناطق جنوب محافظة الخليل تتحول يوما بعد آخر الى مسرح عمليات استيطانية واسعة. واضاف ان مناطق الاغوار والخليل تحولت الى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية و محط أطماع مخططات الضم والتوسع الاسرائيلية.
شلّ الإضراب العام، الإثنين، كافة مناحي الحياة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تنديدا بالاستيطان الإسرائيلي في البلدة القديمة من الخليل.
وتخلل اضراب الخليل مواجهات بالحجارة مع الجيش النازي الصهيوني، الذي اصاب عدداً من الفلسطينيين بالرصاص, ويبدو ان الخليل تؤسس لانتفاضة جديدة في وجه الاحتلال الصهيوني، فما تشهده اليوم من توسع استيطاني وبناء مستوطنات، ستشهده كل المدن الفلسطينية في الضفة، حيث صرح رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو الأحد الماضي، إنه "يجب فرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن وشرعنة كافة المستوطنات"، وأنه "تم طرح هذا الموضوع خلال اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، رغم أن الخارجية الأميركية نفت طرح هذا الموضوع خلال لقاء بومبيو ونتنياهو. واعتبر نتنياهو أنه "مثلما أردت اعترافا أميركيا بسيادتنا في هضبة الجولان، أريد اعترافا أميركيا بسيادتنا في غور الأردن. وحان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن".
وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، قد دعت، إلى الإضراب الشامل الإثنين، رفضا للاستيطان الإسرائيلي الذي يستهدف البلدة القديمة في الخليل، عقب مصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت، على البدء بالتخطيط لبناء حي استيطاني يهودي في سوق الجملة (سوق الخضار) بالخليل.
وتقع منطقة السوق في شارع الشهداء بالخليل، الذي كان شارعا نابضا يؤدي لموقع مقدس يعتقد أن النبي إبراهيم دُفن فيه، لكنّ الشارع بات الآن مغلقا في وجه الفلسطينيين الذين طالبوا مرارا بفتحه أمام حركة المرور، في حين تشكل المدينة نقطة ساخنة للاشتباكات بين الطرفين.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" على موقعها الإلكتروني أنه سيتم هدم مباني السوق، في إطار أعمال إقامة الحي الجديد، كما سيتم بناء متاجر جديدة، رغم أنه من المفترض الإبقاء على حقوق ملكية الفلسطينيين للممتلكات الموجودة بالطوابق الأرضية.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد اقتحم الخليل في الرابع من ايلول الماضي وادلى بتصريحات تؤكد اطماع اسرائيل في الخليل والسعي لتهويدها بشكل كامل، حيث قال "جئنا إلى الخليل من أجل إعلان الانتصار". وأضاف "لقد اعتقدوا أنهم سيقتلعونا، لكنهم أخطأوا خطأ مريراً، عدنا إلى الخليل، عدنا إلى الكنس والمدارسة الدينية، عدنا إلى الحرم الإبراهيمي.. هذا انتصارنا". وتابع "أنا فخور بأن حكومتي صادقت على خطة الحي اليهودي في الخليل، نحن لم نطرد أحد، ولكن لا أحداً يطردنا، سنبقى في الخليل للأبد".
لقد اسس اقتحام نتنياهو للخليل والدخول الى الحرم الابراهيمي الشريف لمرحلة جديدة من خطة تهويد الخليل وطرد اهلها منها, وقد اعطى بذلك الضوء الاخضر لتغول المستوطنين على الاهالي وسرقة اراضيهم, وبناء المزيد من المستوطنات, وقد أقام المستوطنون ست بؤر استيطانية جديدة على أراضٍ فلسطينية في المنطقة خلال الأعوام 2017- 2019 على بعد مئات الأمتار من مستوطنات كبرى مقامة منذ سنوات سابقة, وأقيمت تلك البؤر على أطراف المحافظة من جهات الشرق والغرب والجنوب، حيث بدأ المستوطنون بإقامة معظم هذه البؤر من خلال جلب شاحنات مغلقة وإسكان عائلة أو اثنتين من المستوطنين فيها. ويتم وضع الشاحنة والإقامة فيها لمدة من الزمن، كما يتم إيقافها على إحدى التلال القريبة من مستوطنة قائمة، وخارج مخططها الهيكلي وما إن تقوم السلطة المحلية في المستوطنة بتزويد الشاحنة بالخدمات، حتى تجلب أسرة المستوطنين مباني جاهزة ( كرفانات ) ، لتصبح هذه البؤرة شيئًا فشيئًا أمرًا واقعًا على الأرض". وقد أقامت "اسرائيل" 18 بؤرة استيطانية منذ تولي دونالد ترامب الحكم عام 2017م, بسبب موقفه المؤيد للاستيطان في الضفة.
لكن يجب ان تدرك السلطة الفلسطينية امام هذا التحول الخطير في تعامل اسرائيل مع الضفة المحتلة، ان السبيل الوحيد لوقف هذه الاطماع هو تحريك الشارع الفلسطيني، والانفجار في وجه الاحتلال، والا فإن السلطة ستفيق على كارثة حقيقية تعمل اسرائيل على فرضها بالقوة على السلطة, التي تريدها مجرد ادارة مدنية تدير اوضاع الناس بعيدا عن أي سيادة على الارض.