الوقت- نظراً لوجود العديد من التهديدات، مثل الجماعات الإرهابية التي تنتشر بكثرة في المناطق الحدودية والمجهّزة تجهيزاً جيداً من قبل الأعداء الاقليميين والدوليين، فقد أصبحت الحاجة إلى استخدام العربات المدرعة لحماية أرواح الجنود أكثر إلحاجاً، وذلك لأن حماية أرواح القوات المسلحة العاملة في أي قوة عسكرية واحدة من أهم المبادئ العسكرية.
وتشمل هذه الحماية مستويات مختلفة بدءاً من البنادق الهجومية ووصولاً إلى المدرعات القتالية المضادة للرصاص والقذائف، وفي هذا السياق ونظراً لوجود العديد من الخلايا النائمة التابعة لبعض الجماعات الإرهابية المتطرفة في العديد من المناطق الحدودية لإيران، فلقد قامت وحدة الصناعات العسكرية الإيرانية خلال السنوات الماضية بإنتاج وتطوير العديد من المعدات العسكرية الضرورية لحماية أفراد القوات المسلحة وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء أكثر على أهم وأبرز المدرعات العسكرية التي تمكنت طهران خلال الفترة الماضية من إنتاجها وتطويرها.
ناقلة الجنود "يوز"
هي مركبة مدرعة قتالية، قام المتخصصون في البلاد، بتطويرها حيث سُلحت هذه المدرعة بمدفع عيار 30 ملم نصب في أعلى البرج بدلاً من المدفع الرشاش عيار 73 ملم بهدف الاستفادة من الذخيرة التقليدية وغير التقليدية، ولها قابلية إطلاق ما بين 200 إلى 300 طلقة في الدقيقة أو 500 طلقة في الدقيقة، وقادرة على اختراق أجسام صفائح الدروع ما بين 15 إلى 25 ملم، ويبلغ المدى المؤثر للمدفع نحو 1500م ضد الأهداف المدرعة فيما يبلغ 2500م للأهداف الارضية وإلى نحو3000م ضد الأهداف الجوية، وتحتوي على منظومات كاملة لوقاية طاقمها من الأسلحة الكيمائية والجرثومية والنووية، كما سلّح برج المدرعة برشاش ثقيل عيار 7.62ملم وكذلك بمدفع رشاش، وقد تم تزويد هذه المدرعة البرمائية بنظام إطلاق الدخان المضلل للاستتار في ساحة المعركة، ويبلغ طاقم هذه الناقلة المدرعة 7 أشخاص.
ناقلة الجنود "كاراكال"
إن هذه الناقلات المدرعة ذات الأربعة محاور تمتاز بالتحرك على الطرق المرصوفة بسرعة والتحرك الجيد في المناطق والطرق غير المرصوفة، ومن الخصائص المهمة لمدرعة "كاراكال" أن عدد طاقمها يتكون من 10 عسكريين ومن المزايا الأخرى لهذه المدرعة، أنها مجّهزة بأسلحة آلية بعيارات مختلفة مثل مدفع رشاش عيار 12.7ملم، نصب على برج المدرعة والقادرة على توفير الحماية للرامي، كما تستطيع هذه المركبات المدرعة حمل أسلحة آلية أخرى، ويستطيع الأفراد داخل المدرعة استطلاع الأماكن المحيطة بهم لمدة عشرة أيام بصورة دقيقة والترجل لتنفيذ المهام وإطلاق النار عند الحاجة.
كما إن "كاراكال" توفر مجالاً سهلاً للركوب والترجّل السريع لأفراد المشاة عن طريق باب خلفي وبابين جانبين، وتحتوي على منظومات كاملة للوقاية من الأسلحة الكيمائية والجرثومية والنووية، حيث تقوم منظومات الوقاية بدور فلترة الهواء المحيط وذلك في حال وجود مواد كيمائية أو جرثومية أو نووية، كما وتمتلك هذه المدرعة نظاماً آلياً لتكييف الهواء الداخلي.
إن مدرعة "كاراكال" المحلية، مصنّعة من طبقات متعددة من الصفائح المدرعة المختلفة المصنوعة من الفولاذ والسيراميك المقاوم والمواد المركبة لحمايتها من إطلاقات عيار 12.3ملم و14.5ملم بصورة كاملة.
المدرعة الإيرانية "روينتن"
مدرّعة "روينتن" هي مدرعة صحراوية لها إمكانية كبيرة على توفير الحماية المناسبة لأفراد طاقمها، وتتمتع بقابلية كبيرة التحرك والانتقال السريع وعبور العقبات والعوائق والتحصينات والخنادق، والمناطق والمسارات غير المستوية بسرعة عالية مع قابلية عالية على المناورة الثقيلة، ويبلغ سمك سبيكة الدرع لهذه الناقلة من 5 إلى 19ملم وميزاتها المطاطية تمنحها حرية الحركة في المناطق الرملية بسهولة، وهي مجهزة بأنظمة ملاحة واتصالات ذات مدى 40كم، ويبلغ طاقم هذه الناقلة المدرعة 10 أشخاص بالإضافة إلى السائق والرامي.
والمدرعة "بروينتن" مزودة بمحرك ديزل ذي 8 إسطوانات وقدرته 330 حصاناً، يبرّد بالهواء، ويبلغ وزنها 13 طناً، والمدرعة مجهّزة بشاحن توربيني، وتبلغ سرعتها نحو 65.5كم في الساعة الواحدة، وإن المدى الأقصى لحركتها على الأرض 625كم، وإن السلاح الرئيس لهذه المدرعة هو مدفع رشاش عيار 12.7ملم يمكنه إطلاق 600 طلقة في الدقيقة الواحدة.
ناقلة الجنود "طوفان"
هي ناقلة جنود مدرعة إيرانية الصنع مضادة للألغام ومحمية ضد الكمائن، وتَسع عربات طوفان رباعية الدفع لنقل 10 أفراد وتم الكشف عنها يوم الثلاثاء، 20 نوفمبر، 2018م خلال حفل رسمي. إن عربات طوفان الإيرانية العسكرية والتي يصل سعرها في الأسواق العالمية إلى 500 ألف دولار تتمتع بعدة ميزات أهمها أنها عربات ناقلة للجند مضادة للألغام والمصائد الانفجارية بقوة عدة كيلوغرامات (تي ان تي) كما وأنها مزوّدة بطبقات من الحماية ضد الرصاصات الخارقة للفولاذ المختلفة وتم تصنيع عربات طوفان رباعية الدفع بوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية وذلك لاستخدامها لتنفيذ مهمات الدعم القتالي والتحرك في المناطق الحربية والعملانية.
حيث إنها مزودة بعجلات تمكّنها من مواصلة تنفيذ العمليات رغم تمزق الإطارات وإمكانية التحرك لمسافة 50 كيلو متراً لمغادرة مكان الاشتباك، والعبور من الحواجز والقنوات المائية بعمق 1.5 متر والعبور من الحواجز العمودية بارتفاع نصف متر، وقد بدأت جمهورية إيران في إنتاج العربة المدرّعة التي تتميز بحماية محسّنة ضد الألغام، حيث تم تقديم النموذج الأولي منها في معرض (IPAS 2016) وقام خبراء عسكريون وتقنيون إيرانيون في السنوات الأخيرة بخطوات كبيرة في تصنيع مجموعة واسعة من المعدات الأصلية، ما جعل القوات المسلحة مكتفية ذاتياً في مجال الأسلحة.
ناقلة الجنود "رعد"
لقد اعتمد تصميم وتصنيع "رعد" على احتياجات القوات المسلحة الإيرانية للحصول على منتج عالي السرعة، والتحرك فوق الطرق شديدة الانحدار وعبور الحواجز الصعبة.
ومركبة "رعد" تم تصميمها على أساس منصة 6 في 6 للقيام بمهام الأمن وسلامة طاقمها من الألغام والفخاخ المتفجرة والقنابل المزروعة على الطريق، وهي أيضاً مصممة خصيصاً للظروف الجوية في البلاد وعلى أساس ناقلة جنود بشكل متكامل وأرضية بشكل "V" وتفتقد لهيكل قاعدي "شاسيه".
إن هذه المركبة المدرعة شديدة المقاومة لاختراق الرصاص الصلب، وشظايا وانفجار الألغام المضادة للدبابات.
وهذه المركبة هي من طراز المركبات المضادة للألغام والكمائن، وبالإضافة إلى حماية طاقمها فإنه يتم حماية جميع المكونات والمجموعات الأساسية في ناقلة الجنود باستثناء نظام التعليق في مواجهة إطلاق الرصاص والشظايا والانفجار، كما أن مركبة "رعد" المدرعة المتطورة المضادة للألغام والكمائن هي أنموذج محدّث وأكثر تطورّاً للجيل السابق "العاصفة"، حيث أصبح نظام المحرك، ونقل القدرة، ووزنها خلال العمليات، والمدى العملياتي، والسرعة، وقابلية نقل الأسلحة، والقدرة على نقل الأفراد والعتاد، ونظام الحماية من الانفجارات، ومستوى الحماية الباليستية للهيكل في مركبة "رعد" أكثر حداثة وأقوى بكثير.