الوقت- أقر مجلس شورى القضاء المركزي في إقليم كردستان العراق الإثنين، تمديد فترة رئاسة مسعود البرزاني، وأعطى المجلس البرزاني صلاحياتٍ كاملة إلى حين إجراء انتخابات والتوافق بشأن قانون الرئاسة، وأكد المتحدث الرسمي باسم مجلس الشورى القضائي نارمان طالِب أن "هذا القرار قد اتُّخِذ تفادياً لدخول الإقليم في فراغ قانوني، جراء عدم وصول الأطراف السياسية إلى توافق بشأن قضية قانون الرئاسة".
تمديد رئاسة البرزاني تأتي مع تأكيد سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، محمد حاج محمود، في مقابلة أجراها مع شبكة رووداو الاعلامية، أن من الضروري جداً تمديد ولاية رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني لعامين إضافيين، وحذر "محمود" من أن عودة الإدارتين في الإقليم قد يسهل دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى كردستان، يتفق مع هذا الموقف التركمان وما يقارب 56 نائباً من النواب المسيحيين، في حين أن "يوسف محمد"، رئيس برلمان إقليم كردستان والقيادي البارز في حركة التغيير، أكد أن القرار الذي أصدره مجلس الشورى غير ملزم للبرلمان ولايحظى بأي شرعية قانونية، واعتبر محمد "أن مجلس الشورى هو جزء من وزارة العدل وبالتالي هو جزء من السلطة التنفيذية التي لايجوز لها فرض إرادتها على السلطة التشريعية في الإقليم ولايجوز تمديد فترة رئاسة الإقليم بالتحايل على الشرعية أو الحيل القانونية".
العديد من الأحزاب الكردية لم تعلن عن موقفها بعد التمديد واكتفت بمواقفها السابقة، ففي شهر يوليو/تموز الفائت كشفت صحيفة "هاولاتي" الكردية أن الأحزاب الكردية أبدت موقفاً موحداً في رفضها مطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بتمديد ولاية رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني لمدة سنتين إضافيتين، وأصرت الأحزاب على تعديل قانون رئاسة الإقليم، وقالت الصحيفة إن "الاتحاد الوطني الكردستاني وكتلة التغيير والجماعة الإسلامية الكردية رفضوا مطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بتمديد ولاية البرزاني لمدة سنتين"، مشيرةً إلى أن "الأحزاب أبدت إصرارها على تعديل قانون رئاسة الإقليم".
بعض المواقف المعارضة للتمديد أصبحت أكثر مرونة، ففي الحادي عشر من الشهر الجاري أعلن المكتب السياسي "للاتحاد الوطني الكردستاني" موافقته على تمديد ولاية مسعود البرزاني لسنتين بشروط، مجدداً رفضه لفكرة تحويل كردستان إلى إدارتين، وقال المتحدث باسم المكتب "عماد أحمد" خلال مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء اجتماع المكتب السياسي للاتحاد في كركوك إن "المكتب وافق على مشروع نائب الامين العام برهم صالح بشأن ولاية رئيس الإقليم مسعود البرزاني بغالبية الاصوات".
أما على الساحة الدولية فإن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي اعتبر أن التمديد للبرزاني هو شأن داخلي يخص الأكراد أنفسهم، ويقابل الموقف الأمريكي موقف تركيا الذي وإن لم يظهر للعلن بشكل رسمي إلا أن التحركات تشير إلى موافقة تركية ضمنية على التمديد.
في هذه الأثناء يأمل الأكراد أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الأحزاب السياسية الكردية والتي من المقرر أن تناقش في اجتماعها اليوم والذي دعا إليه مسعود البرزاني موضوع تمديد رئاسة إقليم كردستان، حسب ما أكده صحفي كردي من قناة "سبه دا"، وكشف الصحفي الكردي أن الحزب الديمقراطي الكردستاني سيطرح اليوم رؤيته المستقبلية للأحزاب الكردية الأخرى وهذا شيء جديد لأن حزب البرزاني لم يكن يمتلك أي خطة سوى التمديد لرئيس الإقليم، وحسب الصحفي، فإن "الكثير من الاجتماعات ستنعقد اليوم بين القوى السياسية من أجل إيجاد حلٍّ توافقي حول موضوع رئاسة الإقليم كي لا تقع البلاد في مأزق الفراغ السياسي بعد الـ20 من آب أي بعد يومين".
هذه التحولات السياسية التي تجري في كردستان العراق تشكل نقطة مفصلية بالنسبة لأكراد الإقليم، خاصةً وأنّ تنظيم داعش الإرهابي يهدد أمن إقليم كردستان واستقراره، ولهذا فإن الأحزاب الكردية ترغب في حل الأزمة السياسية بشكل يرضي كافة الأطراف، حتى تبقى الوحدة داخل الإقليم سداً منيعاً في وجه التحديات الأمنية المقبلة.