الوقت- أعرب وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن قرب انتهاء قيود فرضها مجلس الأمن الدولي على تسلّح جمهورية إيران الإسلامية، في إطار الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 والذي انسحبت منه أمريكا قبل عام وتضمّنت تغريدة "بومبيو" ساعة رقمية تشير إلى المدة المتبقية على انتهاء مدة حظر تسلّح طهران، أو حظر السفر المفروض على قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء "قاسم سليماني".
وكتب: "الساعة تدق.. هذا الوقت المتبقي قبل انتهاء حظر التسلّح الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران، وحظر السفر على اللواء قاسم سليماني".
وأضاف: "نحضّ حلفاءنا وشركاءنا على تشديد الضغط على النظام الإيراني، كي يوقف سلوكه المزعزع للاستقرار في المنطقة".
ووفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 2231 الذي أعقب إبرام الاتفاق النووي لعام 2015، تم تحديد موعد نهائي لسلسلة من العقوبات تنتهي في 18 أكتوبر 2020 وطلب القرار من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مراعاة عدد من القيود في التعامل مع إيران، بما في ذلك بيع أو نقل الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية الثقيلة والسفن الحربية وقطع الغيار ذات الصلة، كما تمّ تضمين القرار عمليات التدريب والخدمات المالية التي تهدف إلى تسهيل نقل الأسلحة.
تغريدة وزيرة الخارجية الأمريكي حول عقوبات الأسلحة المفروضة على إيران
ما الذي تخافه أمريكا؟
في مارس عام 2007، تبنّى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1747، الذي يحظر فرض عقوبات على جميع عمليات تصدير للأسلحة والخدمات ذات الصلة من إيران إلى الخارج وفي عام 2010 تبنّى مجلس الأمن أيضاً القرار رقم 1929، الذي حظر تصدير الأسلحة التقليدية إلى إيران، ومن المثير للاهتمام في هذا القرار، أنه تم حثّ الدول الأخرى على الامتناع عن تصدير سلع مثل الأسلحة الخفيفة الفردية والصواريخ المضادة للطائرات التي لا تخضع عادة للعقوبات إلى إيران.
يذكر أنه تم فرض كل هذه العقوبات ضد إيران بحجة قضية الاتفاق النووي.
للوهلة الأولى، قد نستنتج أن أمريكا قلقة من أن تقوم طهران بشراء كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء حظر الأسلحة المفروض عليها، وهذا الأمر قد يغيّر موازين القوى في المنطقة ولكن العديد من الخبراء السياسيين والعسكريين يرون بأن إيران ليست بحاجة إلى شراء الكثير من الأسلحة وذلك لأنها تملك القدرة الكافية على صناعة الكثير من المعدات العسكرية داخل البلاد وهنا يمكن القول بأنه يبدو أن خوف أمريكا وبعض مؤيديها، يتمثّل في قدرة الجمهورية الإسلامية على تصدير الأسلحة للخارج.
لكن لماذا تشعر أمريكا بالقلق من هذه القدرة ؟، يرى العديد من الخبراء السياسيين بأن أمريكا أصحبت على يقين بأن أبناء الشعب الإيراني قادرون على الصمود أمام التعسفات والضغوط الأمريكية والغربية، خاصة وأن واشنطن بذلت خلال الفترة الماضية الكثير من الجهود لفرض الكثير من العقوبات الاقتصادية على إيران وذلك من أجل تأجيج الشارع الإيراني للخروج في مظاهرات واحتجاجات ضد النظام، إلا أن أحلام قادة البيت الأبيض ذهبت أدراج الرياح بعدما شاهدوا صمود أبناء الشعب الإيراني ووقوفه مع قياداته وحكومته ولهذا فإن واشنطن تشعر في وقتنا الحالي بالكثير من القلق من تنامي القدرة والقوة الإيرانية في المنطقة.
ما هي صادرات إيران إلى الخارج؟
تمكّنت إيران خلال السنوات الماضية من تحقيق نجاح كبير في مجال الاكتفاء الذاتي من الأسلحة الرئيسة التي تعتمد عليها القوات المسلحة الإيرانية، إذ صارت القدرة التسليحية للبلاد أعلى بعشر مرات مما كانت عليه وقت الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، على الرغم من فرض أمريكا للكثير من العقوبات الاقتصادية والعسكرية على طهران، الأمر الذي يؤكده قادة وخبراء عسكريون إيرانيون يتفقون على أهمية صناعة السلاح من أجل رفع مستوى قوة الردع، لحماية منشآت إيران النووية.
ويرى هؤلاء القادة وأولئك الخبراء أن الصواريخ الإيرانية المصنعة محلياً هي التي أجبرت الغرب على الجلوس إلى طاولة التفاوض، التي أسفرت عن الاتفاق النووي، في العام الماضي، والذي وإن كان قد ألغى العقوبات الاقتصادية، لكنه أبقى على حظر شراء وبيع الأسلحة، وهو ما يقف في وجه التصدير العلني للسلاح الإيراني، إذ تنصّ الاتفاقية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني على منع إيران من التجارة بالأسلحة من دون الحصول على إذن مجلس الأمن، حتى أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020.
بندقية صيد إيرانية يستخدمها الجيش العراقي
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن طهران بذلت الكثير من الجهود خلال السنوات الماضية لصناعة وتطوير الكثير من المعدات والأسلحة العسكرية وفي يناير عام 2011 كشفت إيران عن صاروخ "الخليج الفارسي" وهو أول صاروخ بسرعة تفوق الصوت يهاجم أهدافاً بحرية، ويصل مداه إلى 300 كيلومتر، وقادر على حمل 450 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، وبعد ذلك أعلن الحرس الثوري في سبتمبر 2012، عن صاروخ "زلزال" الذي يتمتع بدقة أعلى ويعمل بالوقود الجامد، وتصفه القوات المسلحة بـ"الأكثر تخريباً".
وخلال السنوات القليلة الماضية تمكّنت إيران من صنع الكثير من الصواريخ المتطورة والتي ترغب العديد من دول العالم في شرائها.
وتصنع إيران أيضاً زوارق حربية سريعة، ويمتلك الجيش الإيراني سفناً حربية ثقيلة ومدمرات، على رأسها مدمرة "جمران" المستنسخة عن نموذج بريطاني، وبحسب بعض المصادر الإخبارية، فقد افتتحت إيران خط إنتاج دبابات من طراز "ذو الفقار"، القريبة في تصميمها من دبابة "أم 60" الأمريكية، و"تي 72" السوفييتية.
صاروخ مضاد للدبابات تستخدمه قوات الأمن العراقية
وفي سياق متصل، ركّز المجمّع الصناعي العسكري الإيراني خلال الفترة الماضية بشكل مكثّف على صناعة الطائرات من دون طيار منذ إسقاط طائرة أمريكية من طراز "آر كيو 170" في ديسمبر 2011، وتعمل الطائرة التي اخترقت الأجواء من الحدود الشرقية من دون طيار، ووفقاً لبعض الخبراء العسكريين الإيرانيين، فإن إيران عملت على استنساخ الطائرة وتصنيع عدة نماذج منها في خطة انتهت في 20 مارس/ آذار 2015.
كما صنعت إيران طائرة "أبابيل" القادرة على التجسس ورصد الحدود والتحليق فترة تصل إلى ثماني ساعات متتالية.
ومن هذا المنطلق فإنه يمكن القول هنا بأن طهران قادرة على أن تصبح قطباً مصدراً للسلاح، وهو ما يؤكده عدد من الخبراء العسكريين الذين أكدوا أن البلاد تحاول جاهدة تحقيق اكتفائها الذاتي من جهة، وتصدير السلاح المصنع محلياً، مؤكدين أنه في حال تجاوز العقوبات يمكن لطهران أن تصدّر السلاح رسمياً إلى خمسين بلداً.
الطائرات من دون طيار الإيرانية فوق سوريا من كاميرا الإرهابيين
بوليفيا تعرب عن رغبتها في شراء طائرات إيرانية مسيرة
أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن "بوليفيا" على اعتاب شراء طائرات مسيرة من إيران بعد المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيرانية مع نظيره البوليفي "ديغو باري" ورئيس جمهورية بوليفيا "ايفو موراليس".
ونقلت تلك المصادر عن وزير الخارجية البوليفي، إن البلدين وقّعا على مذكرة تفاهم في مجال التعاون الأكاديمي والتقني وخاصة في مجال التقنية الدفاعية، وستقوم إيران بإنشاء مختبر للأبحاث في مجال تقنية النانو في جامعة "اسكويلا ميليتاردو اينغنيردا".
وأضاف "باري": "في الأشهر المقبلة، ستعقد اجتماعات بين وزراء البلدين، لتمكين بوليفيا من الحصول على طائرات مسيرة والغرض الرئيس استخدامها في مكافحة تهريب المخدرات".