الوقت- شنّت قوات مشتركة قوامها ستة آلاف فرد من الجيش والشرطة واللجان الشعبية العراقية، عملية عسكرية واسعة خلال الأيام الماضية من أجل القضاء كلياً على الخلايا الإرهابية النائمة الموجودة بالقرب من بلدة "الطارمية" شمالي العاصمة بغداد.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الميدانية بأن قوات من الجيش تابعة لقيادة عمليات بغداد، ترافقها قوات من الشرطة، وبإسناد من الطائرات المروحية الهجومية، شنّت عملية عسكرية واسعة ضمن مناطق تقع شمال مدينة بغداد تابعة لقضاء "الطارمية"، وشرق محافظة الأنبار وجنوب محافظة صلاح الدين، ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضحت تلك المصادر الميدانية، أن القوات الأمنية العراقية كان لديها معلومات عن سعي مسلحي داعش لإعادة تشكيل مجاميع لمهاجمة القوات الأمنية، والإخلال بالأمن الداخلي لقضاء الطارمية ومناطق شمالي العاصمة.
من جهته، كشف مصدر أمني عراقي يوم الاثنين الماضي، عن اتفاق مع أهالي الطارمية على ضرورة وجود قوة من أبنائها بالقضاء.
وأعرب ذلك المصدر أنه في المرحلة الأولى من العملية التي استمرت حتى نهاية يوليو، نجحت القوات المسلحة العراقية باستعادة الأمن والأمان إلى أكثر من خمسة مناطق شمال محافظة بغداد، وجنوب محافظة صلاح الدين، وشمال وشرق محافظة الأنبار.
وفي سياق متصل، قال الفريق الركن "محمد مهدي" في بيان، إنه "تم عقد اجتماع مع وفد من أهالي الطارمية بحضوري، وتم التوصل إلى عدة أمور بشأن القضاء".
وأضاف أنه "تم الاتفاق على ضرورة وجود قوة أمنية من أبناء القضاء للتعاون مع القطعات الأمنية، والسماح للمزارعين باستغلال أراضيهم، وإعادة النظر في فتح مراكز الشرطة بالطارمية".
وفي مدينة الأنبار، قال مصدر عسكري عراقي، الاثنين، إن قوات الأمن عثرت على منشورات تعود لتنظيم "داعش" الإرهابي في منطقتين جنوب وغرب المحافظة.
وأوضح الملازم في الجيش العراقي ضمن قيادة عمليات البصرة، "محمد خلف نايف"، أن "قوات الأمن عثرت، اليوم، على منشورات في عدة أسواق غربي المحافظة، تعود لتنظيم داعش الإرهابي".
وتابع "نايف"، أن "المنشورات تضمّنت تأييد ما يعرف بولاية الأنبار في تنظيم داعش".
ووفقاً لبعض المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد تمكّنت القوات العراقية من اكتشاف وتدمير الكثير من الأنفاق والمخازن التي كانت تستخدمها تلك الجماعات الإرهابية لتخزين وإخفاء معداتهم وأسلحتهم.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن المرحلة الثانية من عمليات القوات المسلحة العراقية في محافظة شمال بغداد، والمناطق الشرقية من محافظة الأنبار وجنوب محافظة صلاح الدين، قد بدأت في أوائل شهر أغسطس من هذا العام، ولفتت تلك المصادر إلى أن القوات العراقية تمكنت من تطهير مساحة تبلغ حوالي 1600 كيلومتر مربع من تلك المناطق.
مشيرة إلى أنه في المرحلة الثانية، تمكّنت القوات العراقية من تحديد وتطهير أكثر من 110 مناطق، إلى جانب 450 منزلاً، و70 مزرعة، 12 مقراً كانت تختبئ فيها عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
وتمكّنت القوات العراقية من تطهير مناطق "جزيرة الكرمة، وجزيرة الخالدية، وناظم القسيم، والثرثار، إلخ" الواقعة بالقرب من المناطق الشرقية لمحافظة الأنبار ومناطق "بني زايد، والزغاريد، والخزرج، والبوعايد، والكصيبة، والزجانية" ومعابر "بني زايد، والناهض، والشيحاوي والسالم" الواقعة جنوب محافظة صلاح الدين.
وأشارت بعض المصادر الميدانية إلى أن القوات العراقية تمكنت خلال العملية الثانية إلى حدّ كبير من تم تطهير منطقة "الطارمية"، التي تُعدّ بوابة الدخول إلى مدينة بغداد من المحور الشمالي، ولفتت تلك المصادر إلى أن هذه العمليات العسكرية أثارت غضب مؤيدي وداعمي تنظيم "داعش" في المنطقة.
وتمكّنت القوات العراقية من الاستيلاء أيضاً على العديد من القوارب والكميات الكبيرة من المتفجرات في هذه العملية، ومكّنت الوحدة الهندسية من نزع فتيل العديد من المصائد المتفجرة على محاور مختلفة.
إن القوات العراقية تسعى إلى استعادة الأمن والأمان بشكل كامل في قلب العراق من خلال تطهير المناطق الشمالية من محافظة بغداد وشرق محافظة الأنبار وجنوب محافظة صلاح الدين ومنع تسلل خلايا "داعش" النائمة إلى العاصمة.