الوقت- بعد استشهاد الرضيع الفلسطيني علي دوابشة الذي كان يبلغ من العمر عاما ونصف حرقا على يد المستوطنين توجهت الانظار مرة اخرى نحو القضية الفلسطينية وقتل وابادة الاطفال الفلسطينيين على يد الكيان الاسرائيلي وقامت وسائل الاعلام العالمية بتغطية اعلامية لهذه الجريمة البشعة التي تظهر وحشية الاسرائيليين، وقد تم طرح تساؤلات حول المشروع والسيناريو الذي يجري في مختلف مناطق الشرق الاوسط ويتم فيها حرق الاطفال وان هذه التساؤلات هي:
- هل ان عمليات الاسرائيليين لقتل الاطفال تستهدف فقط الفلسطينيين وهل ان دوابشة هو الضحية الوحيدة لمثل هذه الجرائم؟
- لماذا لم يتحدث احد عن الخطة والمؤامرة الاكبر التي تستهدف الجيل القادم من المسلمين؟
- هل التفت أحد الى الخطة الاكبر التي تستهدف الجيل القادم من المسلمين في منطقة الشرق الاوسط؟
اذا أمعنا النظر في الحوادث التي جرت خلال السنين الماضية نجد ان دوابشة لم يكن اول طفل يقتل بهذا الشكل الوحشي ولن يكون الاخير بالتاكيد في مسلسل الاجرام الاسرائيلي الذي يستهدف المنطقة لكن هناك الكثير من وسائل الاعلام الغربية وحتى العربية التي تسعى الى اظهار هذه الجريمة كجريمة قام بها بعض المستوطنين فقط بهدف اخفاء الجرائم الكبرى الأخرى التي تقف خلف هذه الجريمة.
واذا نظرنا ايضا في الاحداث التي تشهدها المنطقة نرى ان هذه الجرائم لاتتكرر فقط في فلسطين بل انها تستنسخ ايضا في المناطق التي تشهد اضطرابات في العالم الاسلامي دون ان يلتفت اليها وسائل الاعلام.
وقد رأينا كيف احرق الاسرائيليون الطفل الفلسطيني محمد ابو خضير حيا في شهر رمضان المبارك من العام الماضي في القدس المحتلة في حين تجاوز عدد الاطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا بفعل نيران الصواريخ الاسرائيلية خلال حرب الـ 51 يوما في العام الماضي في قطاع غزة ألف شهيد، وقد نشرت منظمة اليونيسف تقريرا قبل شهرين من الان تضمن الاشارة الى عملية الابادة الواسعة لاطفال قطاع غزة خلال حرب الـ 51 يوما.
وجاء في هذا التقرير المكون من 22 صفحة والذي كانت القوى الكبرى تريد ابقائه سريا ونشرته وكالة رويترز ان الاطفال كانوا اكبر ضحايا تلك الحرب وهذا ما اماط اللثام عن هذه الخطة الإسرائيلية الكبيرة.
لكن هذا المشروع الوحشي والدموي لم يستهدف فقط الاطفال الفلسطينيين واذا نظرنا الى العدد الكبير لضحايا العدوان السعودي على اليمن وهجمات الطائرات من دون طيار الامريكية على افغانستان وباكستان وهجمات بوكو حرام والشباب في نيجيريا والصومال نرى ان هذا المشروع يتم تنفيذه في اوسع شكل ممكن وان صور الاشلاء المحروقة والممزقة للاطفال اليمنيين الذين تفحموا بفعل الصواريخ السعودية هي خير دليل على ما نقوله.
ان اطفال اليمن قد تحولوا الى اكبر ضحايا العدوان السعودي على هذا البلد والمستمر منذ 26 مارس الماضي وهو عدوان يقول السعوديون انه يهدف الى اعادة حكومة شرعية الى الحكم لكننا نرى ان هذا العدوان يستهدف بالفعل الجيل المقبل في اليمن ويحوله الى الرماد وان هذه القضية قد تم الاشارة اليها في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث باسم اليونيسف في العاشر من يوليو ليعلم الجميع بأن استراتيجية قتل الاطفال وابادتهم والتي نفذت في فلسطين لم تتغير بل ان اسماء المنفذين قد تغيرت فقط.
وفي الشرق ايضا نرى ان الطائرات من دون طيار الامريكية ترسم مصيرا لاطفال افغانستان مماثل لمصير الاطفال الفلسطينيين واليمنيين، وتشير التقارير العديدة التي نشرتها الوسائل الاعلامية منذ عام 2001 الى الان ان اكثر من ألف طفل ويافع افغاني قد قتلوا في العمليات التي نفذتها القوات الامريكية والاجنبية في افغانستان بذريعة محاربة الارهاب وان ولايات قندهار وهلمند وكونار وقندوز قد شهدت اكثر هذه العمليات الوحشية لكن هذه الجرائم لم يتم انتشار أنبائها الا في سطور قليلة من قبل بعض وكالات الانباء.
وهناك ضلع آخر لهذا المشروع الاجرامي وهم الجماعات التكفيرية التي تنتشر اخبار جرائمها ضد اطفال سوريا والعراق والصومال ونيجيريا وهي جرائم راح ضحيتها الآلاف من الاطفال، ان جرائم التكفيريين من داعش الى بوكو حرام استهدفت الاطفال بشكل كبير وهم الجيل الذي تحاول وسائل الاعلام المأجورة التعتيم على مظلوميته وفنائه وإخفاء هذه الاخبار والانباء خلف الضجيج الاعلامي حتى جاء استشهاد الطفل الفلسطيني علي دوابشة ليسلط الضوء مرة أخرى على ابعاد وخفايا المشاريع الاجرامية التي تستهدف اطفال المسلمين والجيل القادم حتى اذا تغير مرتكبوها وكانوا يوما من الإسرائيليين ويوما آخر من الامريكان ويوما من آل سعود ويوما آخر من التكفيريين.