الوقت- شنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية هجوماً لاذعاً على ولي العهد السعودي، مؤكدة أن محمد بن سلمان على استعداد لبيع دينه والتخلي عن مسلمي العالم من أجل تحقيق أهدافه الشخصية.
وأضافت الصحيفة الامريكية أن الامير المتهور من الممكن أن يبيع دينه من اجل تحقيق مصالحه، موضحة أن موقفه من قضية المسلمين الإيغور الذي عبر عنه خلال زيارته للصين مؤخراً أكبر دليل على ذلك، معتبرة أن زيارة “ابن سلمان” للصين جاءت متزامنة مع عمليات القمع والاضطهاد الذي تمارسه بكين بحق أكثر من مليون مسلم صيني.
وقالت الصحيفة: “قد يكون الله عظيماً بالنسبة لمحمد بن سلمان، ولكن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على الأقل أكثر فائدة بالنسبة له”، بحسب تعبيره.ا
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاقيات التي وقعها “ابن سلمان” مع الجانب الصيني والتي تجاوزت الـ30 مليار دولار وكذلك بناء مصفاة في ميناء جوادر الباكستاني، من أجل تسهيل نقل النفط السعودي إلى أوراسيا، ومنها إلى الصين، التي سوف تستعمله في نقل المحتجزين المسلمين إلى معسكرات الاعتقال.
وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي من التقارب السعودي-الصيني، قال الكاتب إن السياسة الخارجية لأمريكا مزيج من التفاعل بين البيت الأبيض والكونغرس، بالإضافة إلى مصالح مختلفة ترسخت من خلال السلطة التنفيذية.
ورأى أنه بعد نحو عقدين من هجمات 11 سبتمبر، فإن أمريكا ما زالت تفتقر إلى سياسة واستراتيجية شرق أوسطية، فاستراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران تختلف عن استراتيجية ترامب، الذي تختلف سياسته مع السعودية و"إسرائيل" عن سياسة سلفه.
واختتم الكاتب مقاله بتأكيد أن الاستنتاج الذي لا مفر منه هو أن إبن سلمان على استعداد، ليس لشطب الإيغور ومعاناتهم من قاموسه، وإنما حتى لو اضطر إلى أن يشطب الولايات المتحدة في سبيل تحقيق مصالحه، ومن هنا لا بد من استراتيجية أمريكية واضحة في الشرق الأوسط.
وكانت السلطات الصينية قد اعتقلت أكثر من مليون أويغوري في معسكرات لمكافحة الإرهاب وذلك من أجل غسل أدمغتهم وإعادة تأهيلهم حسب ما تقول السلطات الصينية، حيث تزعم الصين أن مسلمي الأويغور يمارسون التطرف والإرهاب، وأطلقت "برنامج التعليم والتدريب المهني "من أجل التخلص" ممَّا وصفه بالبيئة التي تغذي "الإرهاب والتطرف الديني".
وفي هذا السياق، كانت لجنة معنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد أعربت أكثر من مرة عن قلقها بعد ورود تقارير عن اعتقالات جماعية للأويغور، داعية لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات "مكافحة الإرهاب". مؤكدة تلقيها كثيراً من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون فرد من أقلية "الأويغور" المسلمة في الصين في "مراكز لمكافحة التطرف".
يذكر أن الأويغوريون هم مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية، وتبلغ نسبتهم نحو 45 في المئة من سكان شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40%، فيما تشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود 30 مليون مواطن مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من "الأويغور"، في حين تؤكد تقارير أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.