الوقت-للانتصارات على العدو الإسرائيلي كلمة سرّ اسمها "عماد"، وهو القائد الكبير لحزب الله الذي كان له بصمة كبيرة في كل الإنجازات والانتصارات التي حققتها المقاومة على العدو الإسرائيلي قبل وحتى بعد استشهاده.
سنوات مرّت على استشهاده وبقي اسمه هو الأكثر حضوراً في وجدان رفاقه المقاومين وظلت الأسئلة الكثيرة حوله في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية. الحاج عماد الرجل الذي عاش في الظل، المكان الأنسب والأحبّ إليه ومن مكانه ذاك كانت عيناه متجهة نحو فلسطين، نحو تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، فكان العقل المدبّر لعمليات عديدة أهمها أسر الجنديين الإسرائيليين عام 2006.
وتخليداً لذكرى الشهيد القائد قام قسم الإعلام الحربي التابع بإعداد تسجيل للشهيد القائد ولم يكتفِ بذلك بل قامت وحدة المعلومات والاتصالات باختراق أجهزة القادة الصهاينة وأرسلت لهم تسجيلاً للقائد الكبير يذكّرهم بمصيرهم الذي وعدهم به الحاج رضوان. وبحسب مصادر في المقاومة فقد أنشأت المقاومة مجموعة على تطبيق “واتساب” العالمي، ضمّنها أسماء عشرات المسؤولين الإسرائيليين، بأرقام هواتفهم، وأغلبيتهم مستشارون ومسؤولون في الجهاز السياسي، ونشر الحزب الفيلم الوثائقي الذي أعدته قناة المنار اللبنانية عن الشهيد عماد مغنية، يتضمن مشاهد تعرض للمرة الأولى للحاج رضوان يظهر فيه وهو يتجوّل على الحدود مع إسرائيل، ويقول لأحد أصدقائه: "هنا بلدة شلومي ". ولم تكتف المقاومة بذلك بل قامت أيضاً بإرسال اقتباس لعماد مغنية الذي غيّر المعادلات مع إسرائيل وقاد التصدي الناجح لقواتهم في حرب تموز 2006 باللغات العربية، العبرية والانجليزية، يقول فيه: "الانتقام أمر لا مفرّ منه... الهدف واضح، محدد ودقيق، إزالة إسرائيل من الوجود".
وكما جرت العادة وقفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مكتوفة الأيدي لا تعلم من أين حصلت المقاومة على أرقام قادتها بل إنها اكتفت باستقبال شكاوى عدد كبير من القادة والمتنفذين الإسرائيليين عن فتح المجموعة وضم المسؤولين الإسرائيليين إليها دون علمهم.
هذا الإنجاز الأمني الذي يحسب اليوم لحزب الله سبقه إليه مجاهدو المقاومة الفلسطينية حماس حينما نفذوا عمليات التجسس على هواتف الجنود الصهاينة من خلال تقمّصهم لشخصيات نساء إسرائيليات أو يهوديات خططن للهجرة إلى إسرائيل. وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقد أجرت هؤلاء النساء اتصالات مع جنود، الذين كان أغلبيتهم يخدمون في وحدات قتالية، وأقمن معهم علاقة حميمة افتراضية، بداية من خلال فيسبوك، ولاحقاً من خلال تطبيق طوّرته حماس وسمحت بإنزاله من حانوت التطبيقات التي طوّرتها حماس بنفسها وأضافت إليها تطبيقات معروفة وساذجة من أجل تعزيز الانطباع حيال مصداقيتها.
وبحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، فإنه بمجرد أن يوافق الجندي الانتقال إلى تطبيق المحادثات (تشات) الذي طوّرته حماس، يصبح هاتفه في اللحظة نفسها تحت سيطرة نشطاء حماس بشكل مطلق. وبذلك، على سبيل المثال، أصبح بإمكان نشطاء حماس تفعيل الكاميرا في هاتف الجندي الإسرائيلي المحمول في أي وقت، والتنصت من خلال هذا الهاتف والحصول على كل جهات الاتصال والصور والأفلام في هاتفه المحمول، إضافة إلى سحب محادثات "واتس أب" ورسائل نصية ورسائل على البريد الالكتروني، وكل ذلك من دون أن يلاحظ الجندي الإسرائيلي أي شيء مما يحدث في هاتفه.
هذه الإنجازات الأمنية للمقاومة بشكل عام يمكن ربطها كلّها إلى عقلها المدبّر الشهيد القائد عماد مغنية "الحاج رضوان" وإلى كمين أنصارية حين استطاع القائد اختراق شبكة الأمان للطائرات التجسس الإسرائيلية واستطاع بحنكته وذكائه كشف مخطط الإسرائيليين الإرهابي لاغتيال أحد قادة المقاومة آنذاك، فأعدّ لهم العدة وكمن لهم هو ومجاهدو المقاومة وأنزلوا بالجيش الإسرائيلي واحدة من أقسى الهزائم العسكرية في تاريخه والتي تجري في إطار المواجهة والتحام المباشر، ولا سيما أن الهزيمة لحقت بإحدى أهم وأقوى الوحدات العسكرية المنظّمة فيما كان يعرف بأفضل الجيوش في العالم. وفي التفاصيل، أن قوة كوماندوس الإسرائيلية (الشييطت 13) قامت بعملية إبرار بعد منتصف الليل في خراج بلدة انصارية الساحلية جنوب لبنان، واكتشفها مجاهدو المقاومة الاسلامية الذين كانوا بانتظارها.
ختاماً...إن ميراث الحاج رضوان لم يمت، بل إنه قائم ومنتشر ويحقق انتصارات، فبعد الانتصارات التي حققها محور المقاومة في كل من سوريا والعراق وفلسطين واليمن أصبحت المقاومة أكثر قوة وقادرة على ضرب العدو في مقتل وبات هذا الأمر هاجساً يربك الكيان الصهيوني، بل يرعبه فهو يكتشف يوماً بعد يوم أن اغتيال مغنية لم ينهِ المقاومة ولم يضعفها.