الوقت-أكدت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن السعودية والإمارات تموّل الجماعات الإرهابية في اليمن مطالبة كلّاً من الرياض وأبوظبي بالعمل بجدّ لإنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني.
وانتقدت الصحيفة الأمريكية غارات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، وآخرها الغارة الجوية بداية الشهر الحالي التي استهدفت حافلة مملوءة بالأطفال شمالي اليمن، ما أسفر عن مقتل العشرات منهم.
وأثارت هذه الحادثة احتجاجات المجتمع الدولي، ورفعت المخاوف بشأن العدوان على اليمن ونتائجه.
وبالتزامن مع هذا القصف المروّع الذي راح ضحيته 44 طفلاً، نشرت وكالة أسوشيتد برس تقريراً كشف أن السعودية والإمارات انشغلتا بعقد صفقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن من خلال دفع الأموال لهم مقابل الانسحاب من مدن ومناطق مهمة، والسماح لأولئك المقاتلين بالتراجع برفقة معداتهم العسكرية والأموال المنهوبة، كما جُنّد المئات منهم للقتال إلى جانب التحالف.
ومن المثير للسخرية فعلاً أنه في الوقت الذي تتعامل فيه الإمارات مع القاعدة في اليمن، تشيطن بلا هوادة دولة قطر -وهي حليفة أمريكا التي تضم أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط- وتتهمها بدعم الجماعات الإرهابية.
وتابعت الصحيفة أنه بينما تسعى أبوظبي إلى تحقيق طموحها التوسعي في اليمن والقرن الأفريقي على حساب الأمن الإقليمي، كانت قطر منطلقاً لمئات الطلعات الجوية من قاعدة العديد لاستهداف تنظيمي القاعدة و"داعش" وجماعات أخرى تهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ودعا كاتب المقال إلى الانخراط في إيجاد حل سياسي في اليمن، وأضاف "لكنه وعوض ذلك اختار جيراننا إدارة ظهورهم للمنطقة، بالسماح للمتشددين بالازدهار في دولة هشة"، وأضاف "هدفنا الجماعي في منطقة الشرق الأوسط هو مكافحة الإرهاب، لكن لجيراننا أولويات أخرى".
وطرح الكاتب في نهاية المقال أسئلة ملحّة على الإمارات والسعودية: كيف يمكن لهم بحسن النية منح أسلحة وتوفير الممرات الآمنة وتمويل الإرهابيين؟ ماذا ستفعل الجماعات الإرهابية بكل هذا السلاح والتمويل؟ ما الخطوات التي ستتخذها السعودية والإمارات لضمان أنه لن يٌتخذ المزيد من تلك الخطوات غير القانونية مستقبلاً؟ ما الذي سيتم اتخاذه لإزالة التهديدات التي خلقوها بفعل ذلك؟ وإلى أي مدى يمكن لجيراننا الاستمرار والمضي قدماً في المسار المعاكس؟
والأكثر أهمية من ذلك كله -يضيف الكاتب-: ما الذي ستفعله الرياض وأبوظبي لإنهاء الأزمة الإنسانية التي صنعاها في اليمن حتى لا يولد جيل جديد من المتطرفين الإرهابيين.