الوقت- بعد أكثر من عام على فرض الإقامة الجبرية عليه، نُقل آية الله الشيخ عيسى قاسم اليوم الاثنين بواسطة سيارة إسعاف من مستشفى ابن النفيس التخصصي إلى مطار البحرين الدولي استعداداً لمغادرة البلاد إلى لندن لتلقي العلاج.
وأقام المواطنون في البحرين مجالس الدعاء لطلب شفاء الشيخ قاسم في ظل مشاعر الخشية والقلق من أن تكون مغادرته تنفيذاً لقرار ترحيله من البلاد بعد أن أسقطت السلطات جنسيته في حزيران ٢٠١٦ واستهدفته بالملاحقة القضائية وفرض الإقامة الجبرية عليه منذ شهر أيار من العام ٢٠١٧.
ويعتبر الشعب البحريني الشيخ قاسم الرمز الأكبر في البلاد وهو يمثل بالإضافة إلى الشيخ علي سلمان المعتقل في سجون النظام البحريني عنوان ثورة فبراير، ولطالما أكد الشيخ قاسم أن له موقفاً مبدئياً في رفض الخروج من البحرين طواعية، وتحت أي ذريعة أو ظرف، ومنذ إقدام الحاكم الخليفي حمد عيسى على نزع الجنسية عنه، وإصدار أمره بقتل المعتصمين حول منزله واعتقال المئات منهم، تقدّم النظام البحريني بالعديد من العروض إلى الشيخ للخروج من البلاد إلا أن آية الله الشيخ عيسى قاسم كان واضحاً في رفض ذلك.
وقال القيادي البارز بالمعارضة البحرينية سعيد الشهابي في تصريحات تابعتها /المعلومة/، إن "زيارة الشيخ المرتقبة هي الثانية إلى لندن بعد زيارته الأولى في ربيع العام ١٩٧٧ حيث كان ضيفاً مدعوّاً للمؤتمر السنوي لرابطة الشباب المسلم".
وأضاف الشهابي: "شتان بين الرحلتين: في الأولى كان له جسد شاب، أما اليوم فجسده أنهكته جراح الحياة، لكن روحه كبيرة"، وكرّر الشهابي إدانته للحاكم الخليفي حمد عيسى الذي "عذب (الشيخ قاسم) وأهانه ووجّه أبواقه لشتمه".
واعتبر من يوجه الشكر للأخير بزعم السماح للشيخ بالسفر للعلاج ودفع تكاليفه، بأنه "إما مغفّل أو انتهازي أو متسلق أو منافق"، مشيراً إلي أن حمد استغلّ "مرض الشيخ لخلق أجواء عاطفية تجعل منه إنسانياً".
في المقابل، شدّد الشهابي على أن نفي الشيخ بهذا الإخراج السيء والمضلل، سيرتدّ على مخططيه والمشاركين في تنفيذه، معتبراً أن هؤلاء ارتكبوا واحدة من أبشع الجرائم بحق الوطن والشعب والثورة والشهداء لكونهم سعوا إلى قتل شخصية الشيخ عيسى التاريخية بنفيه وإظهاره قابلاً بمكرمة من اليد التي قتلت خمسة من أطهر المدافعين عنه.
إلى ذلك استنكر تيار الوفاء الإسلامي البحريني المعارض الاستهداف اللاإنساني للنظام الخليفي لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، ومحاولة الخداع والتزوير الذي تقوم به السلطات الحاكمة ومحاولة ظهورها بالمظهر الإنساني، مؤكداً تحميل حمد والنظام الحاكم مسؤولية ما وصل إليه سماحة الشيخ من وضع صحي قاهر ومتدهور.
وقال تيار الوفاء في بيان له إن ادّعاء حمد بالجانب الإنساني والسماح بسفر الشيخ قاسم لتلقي العلاج في الخارج هو ادعاء فارغ وكاذب ومخادع، حيث يدرك أبناء الشعب بأن سماحته كان ضحية الاستهداف والحصار من قبل النظام الخليفي، والذي لا يمكن له وبأيّ حال من الأحوال أن يتملص من جريمته بحق سماحة الشيخ وعموم الجرائم ضدَّ الرموز الدينية في البلد.
وشدد على أن نتائج الاستهداف والحصار لبلدة الدراز وما وصل إليه سماحة الشيخ عيسى قاسم من أوضاع صحية ونفسية سيئة يتحمل مسؤوليتها النظام الخليفي وحده.
بدوره اعتبر الممثل السابق لآية الله الشيخ عيسى قاسم، جلال فيروز، "أن نقل سماحته إلى لندن للعلاج دليل على ارتباك نظام آل خليفة، محذّراً من التداعيات السياسية الكبرى المترتبة على وفاة الزعيم الديني البحريني والتي ستطول حكومة المنامة.
وأكد فيروز أن نظام آل خليفة واجه ضغوطاً كبيرة من جميع أنحاء العالم إثر تدهور الوضح الصحي لآية الله عيسى قاسم نظراً لتحذير الأطباء من احتمال وفاته في حال عدم تلقيه العلاج، مشيراً إلى محاصرة منزل الزعيم الديني البارز لأكثر من شهر بواسطة نظام آل خليفة، مؤكداً أن الموافقة على نقل آية الله عيسى قاسم إلى بريطانيا تشير إلى ارتباك النظام البحريني، غير أنه يحاول التغطية على الحقيقة ليدّعي بأن الزيارة إلى لندن "جاءت بقرار مباشر من جانب الملك بهدف تقديم العلاج إلى الشيخ عيسى قاسم".
وفنّد فيروز ادّعاء نظام آل خليفة بشأن تسديد نفقات علاج الشيخ عيسى قاسم في لندن، مؤكداً أنها عارية عن الصحة تماماً، وقال إن بعض المواطنين سيتولّون مسؤولية النفقات، وحول تاريخ الزيارة، قال الممثل السابق للشيخ عيسى قاسم إن سماحته سيغادر اليوم الاثنين إلى لندن دون أن يتطرق إلى تفاصيل أخرى في هذا الخصوص.