الوقت- بالتزامن مع مرور مئة يوم على العدوان السعودي على اليمن أعلنت الأمم المتحدة، الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، في هذا البلد نتيجة ما يشهده من مآسٍ وهجمات جراء هذا الاعتداء.
وطلبت الأمم المتحدة في هذا الاعلان من الرياض تخفيف الحصار البحري المفروض على موانئ اليمن للسماح لمزيد من السفن التجارية بتموين البلاد متناسية ما تقوم به الطائرات الحربية السعودية من ضرب للبنى التحتية في هذا البلد الفقير اصلا وحرق مخازن الماكولات والمحروقات فيه.
وقد اعلنت كل من الجمهورية الاسلامية الايرانية وسلطنة عمان عن قلقهما تجاه الوضع الانساني في اليمن جراء العدوان السعودي المستمر على هذا الشعب الاعزل.
بدورها دانت اوساط سياسية واجتماعية عربية واسلامية استمرار هذا العدوان الهمجي وسكوت العالم على الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني التي ادت الى كوارث بشرية وانسانية وجرائم يندى لها الجبين.
وهي جرائم بدأت قبل اكثر من مئة يوم في اطار هجمات جوية قامت بها طائرات سعودية وما عرف بالتحالف العربي اضافة الى فرض حصار اقتصادي – بري وبحري وجوي – استكمالاً لمخطط العدوان، يمنع خلاله دخول الشاحنات والسفن والطائرات المحملة بالمواد الغذائية ومواد الإغاثة الطبية والإنسانية والوقود، وتقصف جميع المخازن وناقلات الغذاء والنفط والغاز وشركات الدواء ومصانع ومحطات تحلية الماء وأبراج الكهرباء، وتمنع المنظمات الإنسانية من الوصول بمساعداتها الغذائية والطبية الى هذا الشعب ومن بينها ما قامت الطائرات الحربية السعودية من تهديد طائرة المساعدات الايرانية ومنع سفينة مساعدات ايرانية من الرسو في إحدى موانئ اليمن مما اجبرها الى الذهاب إلى إحدى موانئ جيبوتي لتفريغ حمولتها من المساعدات الطبية.
وحسب ما نقلت مصادر اعلامية يمنية عن مدير إدارة التموين الصحي في المستشفى الجمهوري بصنعاء فان مستشفيات هذه المدينة تعاني نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية الخاصة بالحالات الإسعافية الطارئة وكذلك في أدوية التخدير والأدوية الخاصة بالحروق وبعض الأجهزة الطبية المهمة بسبب الحصار الذي يفرضه العدوان.
وأضاف: المشكلة هناك حالات حرجة وتستدعي حالتها السفر إلى الخارج وهذا غير ممكن بسبب الحصار أيضا لذا نحذر من كارثة إنسانية ومعها نناشد المنظمات الدولية المختصة المساعدة في هذا المجال قبل أن تحل الكارثة وإنقاذ حياة الأبرياء.
وتساءل بمرارة: إذا كان هذا حال العاصمة صنعاء فكيف ببقية المستشفيات في المدن الأخرى وهي بلا ماء أو كهرباء أو دواء؟ وما هي مبررات العدوان الغاشم ليتعامل بهذا الشكل مع الإنسان اليمني؟
فحسب وزارة الصحة اليمنية، إن العدوان السعودي استهدف أكثر من 13 مستشفى ومركزاً صحياً في محافظة صعدة فقط لتتحول المراكز الطبية الى هدف لطياري هذا العدوان.
كل هذا وتدعي السعودية حسب منشورات تقذف مع قنابل الابادة الجماعية على رؤوس المواطنين اليمنيين: نحن نقتلكم وندمر وطنكم ونحاصركم من أجل مصلحتكم؛ وتطلب التعاون معها للاستمرار في هذه الاعمال الاجرامية، إنه تناقض عجيب غريب لعدوان يستخدم سياسة الأرض المحروقة ويحاصر ما تبقى من حياة للمدنيين انتقاما لعقدة نقص تعانيه امام شعوب اختارت ان تكون حرة.
وقد طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" تحالف العدوان العسكري على اليمن، تجنيب المدنيين ويلات القصف الجوي والذي طال مؤخراً منازل المدنيين في جميع انحاء اليمن تقريبا داعية في نفس الوقت الى احترام حيادية المستشفيات والطواقم الطبية.
وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية وتشارك فيه أمريکا يحكم بالموت على 20 مليون يمني، وأكدت أن الحصار أثر بشكل خطير على الأوضاع المعيشية في اليمن، فنحو 80% يعانون نقصاً حاداً في إمدادات مياه الشرب والأدوية.
وأعلنت وزارة الصحة العامة والسكان أن اجمالي عدد الشهداء في جميع محافظات الجمهورية جراء العدوان السعودي وصل الى أكثر من 2554 شهيدا و8621 جريحا وطبقا للتقارير فإن بين الشهداء 449 طفلاً و352 امرأة ومن بين الجرحى 778 طفلاً و619 امرأة.
فبعد اليوم الـ 100 من العدوان السعودي المتواصل على الشعب اليمني تستمر الرياض امعانا في جرائمها ضد هذا الشعب فيما اثبت الشعب اليمني عزمَه على الصمود، وقدرتَه على إدارةِ الميدان رغم الحصار المفروض عليه من قبل نظام آل سعود المعتدي والذي قد ينذر بكارثة إنسانية حسب تصريح ممثل الأمم المتحدة الذي أعلن اليمن في الحالة الثالثة من مراحل الطوارئ.
وحدها ثلاث دول أخرى في هذه الدرجة القصوى ذاتها هي العراق وجنوب السودان وسوريا، وفي اثنتين منها لعبت السعودية دورا رئيسا واضحا لايصال هذه الشعوب الى هذه الدرجة من البؤس فيا ترى اي انتقام تريد الوهابية السعودية اخذه من شعوب هذه المنطقة ؟