الوقت- وسط الخلافات والتباين في المواقف الكثيرة داخل حكومة نتنياهو بشكل عام، وتهم الفساد التي تلاحق الأخير بشكل خاص، أتى قانون تجنيد الحريديم ليعمّق الخلاف بين الأطراف السياسية الإسرائيلية لتهدد الائتلاف الحكومي والكنيست الإسرائيلي حيث ترجّح التقديرات إلى تقريب موعد الانتخابات في الكينيست إلى حزيران/يونيو القادم في حال لم يتم تجاوز واحتواء أزمة قانون تجنيد "الحريديم".
ما هو قانون تجنيد الحريديم؟
يوم الاثنين الماضي قدّمت الأحزاب اليهودية المتشددة والمعروفة بالحريديم مشروعي قانون حول التجنيد العسكري حيث يعترف الأول بأن دراسة اللاهوت على المدى الطويل خدمة رسمية للدولة مساوية للخدمة العسكرية، أما القانون الثاني يجبر وزارة الدفاع على منح الإعفاء لطلاب كليات اللاهوت اليهودي.
ردود أفعال على القانون
تعتبر الخدمة العسكرية في الكيان الإسرائيلي من أكثر القضايا إثارة للجدل في إسرائيل خاصة عندما يتعلق الموضوع بالأحزاب الإسرائيلية الدينية المتشددة، حيث يبدي كثيرون من اليهود العلمانيين والتقليديين امتعاضهم من استخدام اليهود المتشددين لبرامج الرعاية الاجتماعية دون الخدمة في الجيش.
وفي هذا السياق، هدّد كحلون زعيم حزب كولانو (الذي يُعتبر حزبه بمقاعده العشرة ضرورياً لحفاظ الائتلاف على أغلبيته)، خلال محادثات له مع نتنياهو بتفكيك الحكومة والانسحاب من الائتلاف والذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكّرة، إذا لم تتم المصادقة على قانون الحريديم إضافة إلى عدم المصادقة على ميزانية 2019 متوعداً، بالمحاربة حتى النهاية على الميزانية.
وفي هذا الصدد قال النائب في الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي، يئير لبيد إن الأحزاب الدينية "الحريدية" تستغل ضعف نتنياهو والانشغال بالتحقيقات لتمرير قوانينها العنصرية.
أما وزير وزارة الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قال بأن المتشددين يلجؤون إلى الابتزاز بواسطة التهديد في تغريدة له على تويتر مرفقاً التغريدة بشريط فكاهي بعنوان "عيد المساخر" الإسرائيلي.
وطالبت وزير التعليم نفتالي بينت أمس، الجميع بالهدوء داعية إلى أنه يجب الحفاظ على الحكومة ومؤكدة أنه على كلا الجانبين إظهار المسؤولية، وتجنب ألعاب الأنا غير الضرورية.
أما حزب الليكود فيقول على لسان نائبة وزير الخارجية تسيبي حاطوفيلي، إن حزب "الليكود" لا يخشى إجراء انتخابات مبكرة، إلا أنه يفضّل رؤية الحكومة تنهي ولايتها.
وكما تقول القناة الثانية: "حتى رئيس الحكومة لا يريد ذلك، وإنه سيبذل جهوداً لمنع ذلك، ولكن من جهته ووفقاً للتقديرات، إذا تقرّر إجراء الانتخابات، فمن الأفضل أن تجري في أقرب وقت ممكن".
على الطرف المقابل
أما على الطرف المقابل فتتواصل ردود الأفعال الغاضبة على عدم إقرار قانون التجنيد الإسرائيلي الخاص بالحريديم، وفي هذا السياق طالبت أحزاب "الحريديم" حزب "شاس" وحزب "يهدوت هتوراة"، تأجيل التصويت على مشروع قانون الميزانية، إلى حين المصادقة على مشروع قانون الإعفاء من التنجيد وضمان مكانة طلاب المعاهد الدينية اليهودية.
كما تظاهر نشطاء من حزب "يش عتيد" وعلى رأسهم رئيس الحزب صباح اليوم أمام مبنى الكنيست، مطالبين بإسقاط قانون التجنيد
وفي هذا السياق قال مسؤول كبير في حزب يهدوت هتوراة الإسرائيلي المتشدد: "دخلنا الحكومة وفق شروط واضحة جداً، بعد أن ثبت أن الائتلاف يضطهد الحريديم ولا يسمح للمؤمنين بدراسة التوراة، نحن لا نريد إجراء انتخابات، ولا حاجة إلى إجراء انتخابات، ولكن هناك قيم لا نستطيع التخلي عنها، صياغة نص قانوني معدّل لمسألة التجنيد هو ضمان لمستقبل الحكومة وسلامة الائتلاف، ومن المهم أن نتذكر أن لدينا ضغوطاً داخلية وحاخامات يطلبون منا إجابات".
وفي أعقاب تهديدات كحلون بتفكيك الائتلاف الحكومي، توجّه قادة الأحزاب الدينية "الحريديم" إلى الحاخامات، أصحاب القرار الفعلي في مثل هذه الأحزاب، لعكس التوتر الحاصل في الائتلاف ولكسب المعركة إلا أنه لا نتيجة حتى الساعة.
هذا واعتقلت الشرطة نحو 30 شخصاً في مواجهات اندلعت، عصر اليوم الأحد، بين قوات الشرطة ومئات من المتظاهرين "الحريديم" خلال مظاهرة في مدينة القدس، أغلقوا فيها شوارع رئيسة وعرقلوا حركة القطار الخفيف، رفضاً للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي ولعدم إقرار قانون التجنيد الخاص بهم.
وتأتي هذه الخلافات في وقت سيىء لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتم التحقيق معه في قضايا فساد جديدة حيث خضع قبل توجهه إلى أمريكا من جديد للتحقيق لدى الشرطة في شبهة فساد، شملت هذه المرة زوجته سارة.