الوقت- قال موقع "وورلد سوشاليست" الامريكي اليوم على لسان الكاتب "بيل فان أوكين" إن هناك دلائل متزايدة على أن البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية يمضيان قدما في الإستعدادات لـ "الحرب الاستباقية" ضد كوريا الشمالية، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية.
وأكد الموقع أنه قد وردت تقارير متعددة في وسائل الإعلام الأمريكية عن مناقشات وراء الكواليس بين الجيش الأمريكي وجهاز المخابرات وإدارة ترامب لجدوى ما يسمى بـ "العنف الدموي" الذي يقوم على شن ضربات جوية أمريكية لاستهداف الأسلحة النووية الكورية الشمالية - التي لا أساس لها – حيث من المتوقع أن تثير الضربات الأمريكية أثراً كبيراً على كل المنطقة.
وفي خطاب نادر لمدير وكالة المخابرات المركزية "مايك بومبيو" أشار بشكل غير مباشر إلى هذه الخطط وقال بومبيو في حديثه أمام معهد المشروعات الامريكي: إن بيونغ يانغ تمكنت من تحقيق التقدم في المجال العملي لشن هجوم نووي على الأراضي الأمريكية، وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، (سي آي ايه) ان واشنطن "ستلغي هذا الخطر" و "ستقوم بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية بشكل دائم".
وفي الوقت الذي أكد فيه أن إدارة ترامب ملتزمة "بالحل من خلال الوسائل الدبلوماسية" – أكد بومبيو ان وكالة المخابرات المركزية تعمل مع البنتاغون "لاعداد سلسلة من الخيارات للتأكد من انهم قادرون على تقديم مجموعة من الامور حتى يكون للرئيس سلسلة كاملة من الاحتمالات، واضاف انه "سيترك الى الاخرين معالجة قدرة او حكمة الضربة الاستباقية".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت القوات الجوية الامريكية ست قاذفات ستراتوفورترس من طراز بي - 52 اتش و300 من الطيارين في قاعدة باركسديل الجوية في لويزيانا غوام لتحل محل ستة مفجرين من طراز بي - 1 بي، وهي طائرات قادرة على حمل الأسلحة النووية، الامر الذي يعد بالفعل تصعيدا كبيراً.
وقالت القوات الجوية في بيان لها "ان عودة بي - 52 اتش الى منطقة المحيط الهادىء هو بهدف قيادة الولايات المتحدة في المحيط الهادىء وحلفائها وشركائها الاقليميين منصة اسقاطية استراتيجية و"إن الطائرة B-52 قادرة على التحليق بسرعة عالية تخرق جدار الصوت على ارتفاعات تصل إلى 50،000 قدم ويمكن أن تحمل الذخائر التقليدية النووية ذات الدقة الموجهة مع القدرة على الملاحة بشكل دقيق في جميع أنحاء العالم.
وقبل اسبوع من ذلك، نشرت البنتاغون ثلاث قاذفات شبح من طراز بي - 2 قادرة على حمل الأسلحة النووية بقاعدة جوام الجوية. وتجدر الاشارة الى ان عمليات الانتشار هي الاولى منذ حوالي عامين ونصف العام والتي يتم فيها تجميع جميع القاذفات الثلاثة - وهي بي - 52 و بي - 2 و بي - 1 بى - معا في جوام على بعد 2200 ميل فقط من الأهداف في كوريا الشمالية.
وذكرت وكالة انباء بلومبرغ ان القوات الجوية الامريكية "نشرت نسخة مطورة من اكبر قنبلة غير نووية في الولايات المتحدة ولا يمكن حملها سوى من قبل قاذفات القنابل شبح من طراز بي - غوام .
وتعمل حاملة الطائرات من طراز أوس واسب، وهي حاملة طائرات مصغرة بحجم 40 ألف طن، طائرات F-35B والطائرات الحربية الأكثر تطورا في البنتاغون والتي يمكنها حمل قنابل الجاذبية النووية B61، والتي تستخدم ضد المنشآت تحت الأرض.
وبالاضافة الى كل هذا الاستعداد الامريكي النووي، تقوم القوات الامريكية بإجراء مناورات تحاكي تعرضها لهجوم واسع على كامل أراضيها، بينما تم استدعاء 1000 جندي احتياطي للقيام بواجب فعال في "مراكز التعبئة" التي تستخدم في التحرك السريع للقوات ما وراء البحار.
وتجرى هذه الاستعدادات العسكرية حيث اقنعت كوريا الجنوبية واشنطن باستئناف المناورات العسكرية المشتركة المخطط لها في شبه الجزيرة الكورية نفسها التي نددت بها بيونغ يانغ واعتبرتها استفزازا وتحضيرا لشنّ هجوم عليها.
بدوره قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي كانغ كيونغ-وا في مؤتمر صحفي ان "القضية النووية يجب ان تحل من خلال المفاوضات والمساعي الدبلوماسية، وان فكرة الحل العسكري غير مقبولة ".