الوقت- ردا على جميع الاقاويل التي تثار هنا وهناك عن مشروعية قوات الحشد الشعبي ونظام المحاصصة في العراق اجرى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مقابلة صحفية مع صحيفة " عكاظ السعودية" حيث وضح عدد من الامور.
حيث انتقد الجعفري بشدة مبدأ المحاصصة المعمول به في النظام السياسي الحالي، واصفا إياه بـ"السرطان"، مبيناً أنه ليس في العراق ميليشيات مسلحة، مشيراً إلى أنه يحق للحشد الشعبي خوض الانتخابات لأنه جزء من القوات المسلحة التي تملك هذا الحق بموجب القانون.
وقال الجعفري: لا شك أن قضية التقسيم شكلت عقبة أساسية جثمت على صدر العراق، وهذه القضية أثارت هواجس العراقيين، كما أثارت هواجس الدول المجاورة ذات المكونات الكردية فعدوى الفيدرالية والانفصال سرعان ما تنتقل من بلد إلى آخر، ولا نقول أننا أنهينا تماماً على هواجس التقسيم، ولكن القضية أصبحت مطمئنة في الوقت الحاضر إلى حد كبير.
وأضاف الجعفري: من المؤكد أننا اندفعنا أكثر وأكثر باتجاه وحدة الصف وجمع الكلمة وتحقيق نظام يُرسى على قاعدة الديموقراطية من جانب والفيدرالية من الجانب الآخر، ونحن لا ندعي اليوم أن النظام في العراق ديموقراطي مئة في المئة ولا حتى فيدرالي، ولكننا مارسنا الفيدرالي، المحاصصة أسوأ شيء، وهي السرطان الذي أثر في البلد، ومبدأ المحاصصة يجب أن يلغى غير مأسوف عليه وإلى غير رجعة، يجب الانفتاح على النماذج الممتازة في المجتمع واحتضانها، وهذه النماذج في حد ذاتها ستؤدي إلى التنوع، أما الاستغراق في التنوع - سني وشيعي ومسيحي ومسلم وإيزيدي- لا يؤدي إلى التنوع. فأنا أؤمن بأن تقديم النماذج الكفوءة في حد ذاته سينشر ظل التنوع، لماذا؟ لأن النماذج الممتازة ليست محصورة في طائفة واحدة أو دين واحد ولا منطقة واحدة، والتركيز على هذه النماذج سيؤدي إلى التنوع المتوازن.
وعن الحشد الشعبي قال الجعفري: الحالة العسكرية في العراق ليست ميليشيات، فهناك فرق بين مفهوم الميليشيات ومفهوم المقاومة. البلد عندما يتعرض للاحتلال يقاوم، وعندما يتعرض للإرهاب يقاوم، والعراق لا توجد فيه ميليشيات، والآن الكيانات التي تسمى بالميليشيات كالحشد الشعبي جاء من رحم انتخابات وأقره البرلمان وصوت عليه، وأقرت له الساحة بأنه يمتلك قدرة على التضحية بعيداً عن قضايا كسب المصالح وما شابه ذلك.
وقال الجعفري: متى يحدث التنازع السياسي؟ يحدث عندما تكون الثقافة ضيقة تدفع الإنسان إلى الغرق في النرجسيات، أما الثقافة الوطنية فتدفع المواطن إلى تقديم الأحسن منه إذا كان من مذهب آخر وقومية أخرى ومنطقة أخرى، فالعراق ينفتح على حالة جديدة ويبحث عن الأكفاء، والنموذج الذي يتحلى بالكفاءة يعمم الفائدة ويزيد من عطائه للجميع وليس عندنا تكالب إلا أن من باب المحاصصة، واعتقادي أن المحاصصة حاولت أن تنخر بالعراق.
واستطرد الجعفري: الدولة العراقية وهذه الكيانات ليست ميليشيات، وهي اليوم مقررة في الدستور، بمعنى أنها كيانات عسكرية تستظل بالدستور العراقي والبرلمان العراقي، وتأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة وهو رئيس الوزراء. ومن المعلوم أن رئيس الوزراء لديه مهمتان هما: رئاسة مجلس الوزراء وقيادة القوات المسلحة، ولا تفرض أي قوى سياسية على سلطة رئيس الوزراء، فالآن حركة أي قوة عسكرية داخل العراق تجري تحت إمرة رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة.
واختتم الجعفري بالقول: القانون العراقي سيطبق على الحشد الشعبي وإذا كان لهم حقوق سيمارسونها، وإذا لم يكن لهم لن يمارسوها، والانتخاب حق للقوات المسلحة العراقية وهم جزء منها، وإذا امتنعوا عن الممارسة فلن يجبرهم أحد، والدستور العراقي لم يحرم على أبناء القوات المسحلة الدخول في الانتخابات.