الوقت- أربعة أيام مضت على بدء زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى سوريا برفقة عدد من الضباط الإيرانيين، تخلل الزيارة عدة لقاءات كان أبرزها مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي استقبل اللواء باقري يوم الخميس الماضي وكذلك لقاء مع العماد علي عبد الله أيوب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، وزار یوم أمس الجمعة اللواء باقري خط مواجهة قرب مدينة حلب شمال سوريا.
وتكللت هذه الزيارة التي حملت معها الكثير من المعاني والدلالات بتوقيع مذكرة تفاهم لتطوير التعاون والتنسيق بين الجيشين السوری والایراني في مختلف المجالات لاسيما في التدريب وتبادل الخبرات القتالية الميدانية بين البلدين، وفق بيان وزارة الدفاع السورية.
تفاصيل مذكرة التفاهم الجديدة
نشرت وزارة الدفاع السورية على موقعها الالكتروني اليوم بيانا حول مذكرة التفاهم الجديدة التي وقعها الجانبين السوري والايراني، وقالت الوزارة إن العماد علي عبد الله أيوب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية عقد جلسة مباحثات ختامية مع اللواء محمد باقري رئيس أركان الجيش الإيراني والوفد المرافق، تمّ فيها توقيع مذكرة تفاهم مشترك، والاتفاق على تطوير التعاون والتنسيق بين الجيشين الصديقين في مختلف المجالات لاسيما التدريب وتبادل الخبرات القتالية الميدانية، والمعلومات الاستخبارية والتكنولوجية العسكرية، وكل ما يتعلق بتعزيز قدرة البلدين على محاربة الإرهاب والوقوف في وجه المخططات الصهيو ـ أميركية.
وأشارت الوزارة إلى أن الجانبين أكدا خلال المباحثات أن زيارة اللواء كانت "ناجحة ومثمرة لما فيه مصلحة سورية وإيران جيشا وشعبا وبما يسهم في توطيد الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".
وحضر اللقاء من الجانب السوري عدداً من ضباط القيادة العامة.
اللواء باقري في حلب
قام اللواء باقري يوم أمس الجمعة بزيارة إلى مواقع مواجهة للجماعات الارهابية المسلحة قرب مدينة حلب شمال سوريا، وأشار الإعلام الحربي إلى أن باقري قام برفقة عدد من الضباط الإيرانيين بزيارة إحدى جبهات ريف حلب.
وحول تفاصيل الزيارة نشر اليوم الاعلام الحربي صوراً خاصة من زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري برفقة عدد من الضباط الإيرانيين وضباط الجيش السوري لأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية في حلب، وقلعة حلب الأثرية.
وفی تصریح له قال اللواء باقري أن "عمر المجموعات الإرهابية قد وصل إلى نهايته". وبحسب الإعلام الإيراني فإنّ باقري تفقد مناطق العمليات العسكرية في محافظة حلب وعدد من المناطق الأخرى، و"أشاد بالنجاحات التي يحققها محور المقاومة والمقاتلون المدافعون عن المقامات المقدسة"، مرجعاً ذلك إلى "الانسجام والتنسيق بين الجميع والإيمان بالنصر الإلهي والثقة بالنفس والهمّة العالية".
وشدد باقري على "مواصلة الانسجام بين قوات الجيش السوري والقوات الرديفة معتبراً انسجامها مضرب مثل".
وجاءت زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى سوريا يوم الأربعاء الماضي تلبية لدعوة من العماد أيوب، ولهذه الزيارة معاني كثيرة وفقا لمراقبين خاصة أن الزيارة جاءت على مستوى عسكري رفيع من الجانب الايراني لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية.
باقري في ضيافة الرئيس الأسد
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الخميس الماضی رئيس هيئة أركان القوات المسلّحة الإيرانية في دمشق وأكد أن النجاح في القضاء على الإرهاب في سوريا يشكل ضربة قاسية للمشاريع الغربية المرسومة للمنطقة.
من جانبه بارك باقري للأسد انتصارات الجيش السوري، معرباً عن أمله بأن يزول الإرهاب عن الأراضي السورية في أسرع وقت ممكن.
وسلّم اللواء باقري الرئيس السوري رسالة تهنئة من المرشد الأعلى للثورة السيد علي خامنئي، مشدداً على إيران ستستمرّ في دعم الشعب والحكومة السورية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا.
وكان قد بدأ اللواء باقري زيارته إلى دمشق يوم الأربعاء الماضي والتقى فور وصوله مع نظيره السوري العماد علي عبد الله أيوب ، وقال باقري "إنّ إيران تتواجد في دمشق للتأكيد والتنسيق والتعاون لمواجهة الأعداء المشتركين من الصهاينة والإرهابيين".
بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري على أن العلاقات التي تربط بين الجيشين السوري والإيراني "راسخة ومتينة وتعمّدت بدماء الشهداء في مواجهة الإرهاب".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تزامنت مع تقدم كبير للجيش السوري في محافظة دير الزور وسيطرته على مقار ومواقع داعش في مدينتي الميادين ودير الزور وأريافهما، هذا وعرضت غرفة عمليات حلفاء سوريا في محور المقاومة مشاهد من كاميرا الحرس الثوري تظهر أسلحة ثقيلة وخفيفة، وآليات مدرعة، ودبابات ومدافع، وطائرات استطلاع.