الوقت- نشر تنظيم "داعش" الارهابي صوراً تظهر رؤوسا مقطوعة لمن وصفهم بالصحوات بعد سيطرته على مدينة صوران في ريف حلب الشمالي بسوريا.
وقال ناشطون لشبكة "سوريا مباشر" بأن الصور هي لمسلحين ينتمون لما يسمى "الجيش الحر" تم قطع رؤوسهم على يد عناصر "داعش" بعد سيطرته على صوران، إضافة لإعدامات ميدانية قام بها عناصر التنظيم ضد مسلحين مما يسمى "الكتائب الإسلامية".
وأشار هؤلاء الناشطون إلى اعتقال نساء وأطفال في نفس المنطقة وهم عائلات مسلحين في "الجيش الحر" و"الكتائب الإسلامية" التي حاولت التصدي للتنظيم.
بدورهم نشر موالون لـ "داعش" أسماء المناطق التي سيطر عليها التنظيم خلال تقدمه في ريف حلب، وهي "مدينة صوران وقرية البل وقرية أم حوش وأم القرى والحصية وغرناطة وقرامل".
وأكد مصدر ميداني أن اشتباكات لاتزال مستمرة بين فصائل مسلحة في المنطقة وعناصر "داعش" بعد سيطرتهم على صوران، فيما ذكر سكان في شرق حلب أن أعداداً من المسلحين تتوجه إلى مناطق في ريف صوران في محاولة لصد "داعش".
وتعد صوران بوابة للوصول والسيطرة على معبر باب السلامة الحدودي بين محافظة حلب السورية ومدينة كلس التركية. ويرى محللون أن هدف "داعش" المقبل قد يكون بلدة أعزاز التي تقع على مسافة 10 كيلومترات الى الشمال الشرقي من المدينة.
وتمثل خسارة صوران ضربة للجماعات المسلحة التي تجمعت تحت مظلة ما يعرف باسم "تحالف الجبهة الشامية" لأن المنطقة تقع على ممر إمدادات مهم لنقل الأسلحة إلى حلب. وتشكلت "الجبهة الشامية" في حلب في ديسمبر كانون الأول الماضي من فصائل مسلحة مدعومة من الغرب وهي كثيراً ما تتقاتل فيما بينها الأمر الذي من شأنه أن يقوض المعارضة المسلحة ضد الحكومة السورية.
وفي وقت سابق حاول تنظيم "داعش" الإرهابي استعادة معبر باب الهوى الحدودي في أعزاز من "الجبهة الاسلامية" ما أدى الى اشتباكات عنيفة بين التنظيمين، في وقت شنّ فيه مئات المسلّحين هجوماً جديداً على سجن حلب المركزي، سرعان ما باء بالفشل. كما فشل هجوم "داعش" على مدينة تل رفعت التي تسيطر عليها "الجبهة".
وفي حريتان أفاد مصدر أمني أنّه تم الكشف عن مقبرة جماعية فيها سبع عشرة جثة لمخطوفين من "الجبهة الاسلامية" كانوا قد قتلوا على يد "داعش".
وفي دير الزور استقدم "داعش" أعداداً من مقاتليه الى الريف الغربي لمؤازرة قواته في معاركها ضد مسلحي الفصائل الأخرى. وسيطر "داعش" على قرية جزعة وتقدم باتجاه طريق عام دير الزور الحسكة، كما سيطر على قريتي خربة جدوع وتل سطيح.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو: لماذا تتقاتل الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة السورية فيما بينها ؟ واذا كانت هذه الجماعات غير قادرة على تحمل بعضها البعض، فكيف يمكن الاطمئنان لمزاعمها في انها تسعى الى انقاذ الشعب السوري ولا تسعى لتحقيق مكاسب ضيقة على حساب هذا الشعب حتى ولو اقتضى الأمر قتل أبنائه وتدمير ممتلكاته بوسائل واساليب اقل ما يقال عنها انها وحشية ودموية.
للاجابة عن هذه التساؤلات وغيرها لابد من العودة الى ظروف تشكيل هذه الجماعات ومعرفة اهداف الدول التي تقف وراءها وتدعمها وفي مقدمتها الدول الغربية وعلى رأسها امريكا والأنظمة الحليفة لها في المنطقة لاسيما السعودية وقطر وتركيا والأردن. فهذه الجماعات تشكلت في الأساس على أسس طائفية ومبتنيات تكفيرية غذتها الافكار الوهابية والسلفية التي تبيح دم كل من يختلف معها ويقف في طريقها من خلال الفتاوى المحرفة التي يطلقها الوهابيون والسلفيون باسم الدين لتبرير الجرائم الشنيعة التي ترتكبها هذه الجماعات سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو اي مكان آخر في المنطقة.
ومن جانب آخر فإن الدول والاطراف التي تدعم هذه الجماعات تسعى لتحقيق اهدافها على مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" فغاية هذه الدول الاستحواذ على مقدرات المنطقة وتمزيق دولها وشعوبها، ولهذا فهي لا تتورع عن تقديم مختلف أنواع الدعم للجماعات الإرهابية والتكفيرية للوصول إلى هذه الغاية، وتفسح المجال في الوقت ذاته لهذه الجماعات أو تحرضها للتقاتل فيما بينها بأساليب دموية ولا يهمها كم يسقط من القتلى والجرحى من عناصر هذه الجماعات طالما ان الهدف هو بث الفوضى واشاعة القتل والدمار في دول المنطقة وتمهيد الارضية لسيطرة المشروع الأمريكي الإسرائيلي على مقدراتها ونهب ثرواتها والتحكم بمصيرها.