الوقت- نقل موقع غلوبل ريسيرش (Global Research)، بتاريخ 15 كانون أول 2014، تقريراً للبروفسور ميشيل شوسودوفسكي، وهو مدير "مركز أبحاث العولمة" وأستاذ العلوم الإقتصادية في جامعة أوتاوا، يتحدث فيه عن حقائق لا تريد إدراة الرئيس الأمريكي أوباما لأحد معرفتها، هدف من خلاله الى تسليط الضوء على الدور الأمريكي والإسرائيلي في مسألة دعم الإرهاب وتحديداً في سوريا والعراق. فما هي النقاط التي أشار لها الكاتب والتي تتعلق بمسألة دعم الإرهاب في سوريا؟
بحسب المصدر إن تنظيم داعش الإرهابي هو في الأساس جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تم صنعها من قبل الإستخبارات الأمريكية بدعم من الإستخبارات البريطانية والموساد الإسرائيلي وأجهزة أخرى لا سيما الإستخبارات السعودية. وقد ساهمت هذه المجموعات في التحرك الذي جرى في سوريا ضد حكومة الرئيس بشار الأسد بدعمٍ من أمريكا وحلف الناتو. ثم أضاف الكاتب ليقول إن مصادر الموساد أكدت أنه وخلال آذار 2011، قام حلف الناتو والقيادة التركية بالعمل على تجنيد ما يسمى بمرتزقة، لصالح تنظيمي داعش والنصرة، من خلال حملة، هدفت لتطويع آلاف المسلمين، في بلدان الشرق الأوسط والعالم، للقتال الى جانب المتمردين في سوريا. حيث كان الجيش التركي يؤوي هؤلاء المتطوعين ويدربهم ويشرف على نقلهم إلى سوريا.
بعدها أشار الكاتب الى أن خبراء عسكريين غربيين يعملون بالتعاقد مع البنتاغون هم من دربوا الإرهابيين في سوريا، على استخدام الأسلحة الكيميائية. مؤكداً أن مسؤولاً أمريكياً ودبلوماسيين أمريكيين، صرحوا لـ (CNN) يوم الأحد بتاريخ 7 كانون أول 2014، أن أمريكا تستخدم مقاولين على صلة بوزارة الدفاع بهدف تعليم المتمردين السوريين كيفية صيانة مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا. وفي حديثه عن كيفية اختيار الإرهابيين وتجنيدهم، أكد الكاتب أن عدداً كبيراً من المرتزقة العاملين في صفوف تنظيم داعش والمجندين من قبل أمريكا، هم مجرمون صدرت بحقهم أحكام جرمية، لكنهم أطلقوا من السجون السعودية بشرط الإنضمام إلى التنظيم الإرهابي.
وفي حديثه عن الدور الإسرائيلي، أوضح الكاتب أن الكيان الإسرائيلي قدم الدعم لتنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في هضبة الجولان. والتقى جهاديو الجماعتين، بضباط إسرائيليين من الموساد وبرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. فقد ظهرت صور لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ولوزير الدفاع موشي يعالون، وهما يزوران، في 18 شباط 2014، أحد الجرحى في المستشفى العسكري الميداني الإسرائيلي في الجولان المحتل.
بعد ذلك أشار الكاتب الى الهدف من بناء التنظيمات الإرهابية، والذي من أجله عملت أمريكا والكيان الإسرائيلي. فهذه التنظيمات على الرغم من أن أمريكا تدعي ومن خلال التحالف على أنها تقوم بقصف مواقعها للقضاء عليها، إلا أنها في الحقيقة ما تزال تدعم سرياً هذه الجماعات، وتقدم لها المعونة العسكرية. فالقصف الذي يقوم به التحالف الدولي، لا يستهدف التنظيمات الإرهابية على قدر ما يضرب البنى التحتية الإقتصادية في سوريا كما في العراق، ومنها أيضاً المصانع ومصافي النفط. كما أن مشروع ما يسمى "دولة الخلافة" هو جزء من برنامج تم وضعه منذ فترة طويلة على مستوى السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية، هدفه تقسيم العراق وسوريا إلى كيانين متمايزين، من أجل بناء خلافة إسلامية سنية، وجمهورية شيعية عربية، وجمهورية أخرى في كردستان.
يبدو جلياً من خلال ما أشار له الكاتب الأمريكي حجم الإفتراء والتضليل الذي مارسته واشنطن وما زالت، مستخدمةً في ذلك وسائل إعلامها لتشويه الحقائق وتزويرها. ولا يمكن فصل الدور الإسرائيلي عن الأمريكي، في وقتٍ لا يوجد فيه من يحاسب الطرفين، رغم تجلي الحقائق.