الوقت- لا يزال المشهد اليمني يُرخي بظلاله على المشهد الدولي. وما يزال عدّاد الشهداء آخذا بالتزايد على وقع الضربات الجوية السعودية الأمريكية، في كل هذة الضوضاء يبقى الوضع السياسي يراوح مكانه دون افق محدد ينهي هذة الأزمة والتي تمتد منذ قرابة الشهرين، مع انعاكاساتها السلبية على الوضع الإنساني، لكن ماهي ابرز التطورات الميدانية الاخيرة؟ وماهو المستجد في المشهد السياسي؟
انسانيا:
يُعد الوضع الإنساني في اليمن مأساوي جدا ًحتى في ظل استمرار تدفق المساعدات الدولية، وتواصل الجهورية الإسلامية الإيرانية تقديم المساعدت حيث أعلن الهلال الأحمر الإيراني انه في الوقت الحاضر يقوم بعملية شحن لثاني سفينة للمساعدات الإنسانية الإيرانية لليمن في ميناء الإمام الخميني، فقد رست السفينة "آرزو" لشحن ثاني شحنة من المساعدات التي تشمل مواد غذائية لليمن. وبعد ان تتم عملية الشحن لهذه السفينة بمساعدات انسانية بزنة 10 الاف طن ستبحر عبر المياه الدولية الى مقصدها.
في الوقت نفسه قال مساعد جمعية الهلال الأحمر الإيراني في الشؤون الدولية والانسانية محمد شهاب الدين محمدي عراقي انه لم يصدر ترخيص بهبوط طائرة ايرانية كانت تحمل 20 طنا ً من المساعدات الإنسانية للشعب اليمني في جيبوتي.
وأشار محمد شهاب الدين محمدي عراقي السبت الماضي أن هذه الطائرة التي كانت تحمل 20 طنا من المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المظلوم قامت برحلة الي جيبوتي الأسبوع الماضي مضيفا ً انه بالرغم من التنسيق المسبق مع الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي لهبوط هذه الطائرة فان الترخيص اللازم لم يصدر. وقال أن هذه الطائرة عادت الي ميناء جابهار جنوب البلاد كي تجري وزارة الخارجية مشاوراتها مجددا من أجل اصدار ترخيص للهبوط في جيبوتي.
من جهة أخرى لم تتوقف التحذيرات من خطورة الوضع الإنساني في اليمن والمنذر بكارثة صحية وإنسانية جراء تعطل وصول إمدادات الغذاء وتواصل انعدام المشتقات النفطية. في حين يزداد عدد الشهداء حيث استشهد 3 اطفال في غارات شنتها المقاتلات السعودية على منطقة الحديدة واصابة 6 بينهم امرأة. في حين تأكد وصول أكثر من 576 من اليمنيين العالقين في مصر إلى صنعاء، على متن ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
المشهد الميداني:
رغم إستمرار الضربات الجوية السعودية الأمريكية إستمر تقدم جماعة انصار الله بواكبة الجيش اليمني حيث أعلنت حركة انصار الله انها أسرت 5 جنود سعوديين على الأقل في عمليات قاموا بها مؤخرا على الحدود اليمنية السعودية. وأفادت مصادر يمنية عليمة بإن قناة “المسيرة” التابعة لحركة أنصار الله وقناة “اليمن اليوم” سجلتا فيديوهات مع الجنود الأسرى بهدف بثها على الهواء.
فيما قام الجيش اليمني بمساندة اللجان الشعبية بقصف المناطق المقابلة لمحافظتيْ صعدة وحجّة الحدوديّتين.
وبحسب مصادر مؤكدة، طال قصف الجيش اليمني بأكثر من ثمانين صاروخاً مبنى حرس الحدود السعودي بالطوال في جيزان وموقع سقام العسكريّ السعوديّ، ما أدّى الى تدمير دبابتين وآلية عسكرية. من جهة مقابلة شنت طائرات العدوان السعودي 10 غارات على لواء المجد ومعسكر القرش وقلعة باجل شرق الحديدة وعلى مدينة صعدة وجبل ضين في عمران. واستهدفت مدفعية الجيش السعودي فجر الأحد مقر قوّات الأمن الخاصة ومبنى الجمارك والجوازات في حرض بحجة غرب اليمن.
كذلك شنّت طائرات التحالف السعوديّ ثلاث غارات على قرية القحوم في عمران شمال البلاد واستهدفت مقبرة ومسجدا وأحد الأحياء السكنية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وأضرار مادّية. في الوقت الذي انتقلت السعودية الى مرحلة جديدة بعد الفشل وتتلخص بإنشاء جيش في حضرموت بقيادة اللواء محمد علي المقدشي، يُدار من داخل الأراضي السعودية وافادت معلومات بأن جنسيات عناصره ستكون، إلى جانب اليمنية، سنغالية ونيجيرية.
المشهد السياسي:
لم يكن المشهد السياسي مختلفا" عن التعنت السعودي الذي وبسحب مصادر الامم المتحدة جأت شروطها بما يتعلق بمؤتمر جنيف تعجيزية. ومن النوع الذي أحست به الأمم المتحدة بالإهانة، حيث وضعت السعودية شروط فاقت كل التصورات وذلك أثناء زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، حيث طلبت اختيار المشاركين وإدارة المؤتمر وتوجيه دفّته وتحديد نتائجه قبل انعقاده، هذا التعنت السعودي ارغم الامم المتحدة على ارجاء المؤتمر، وهكذا بات مؤتمر جنيف في حكم المؤجل، بعد إيقاف الفريق المعني بتنظيمه، من السفر إلى جنيف. الفريق كان سيسافر ليل الأحد، وألغى حجوزاته في اللحظة الأخيرة. في ظل موافقة انصار الله على المشاركة برعاية دولية وحوار يمني_يمني، مضيفة ً ان مشاركتها تكون انطلاقاً من شروطها ومرجعياتها المتمثلة بإتفاق السلام والشراكة وليس بمقررات مؤتمر الرياض وعلى قاعدة ان اليمنيين يحددون مستقبلهم وشكل دولتهم وجيشهم.