وقال السيد نصرالله في كلمته الاحد بمناسبة ذكرى عيد المقاومة والتحرير، الذي يصادف غدا 25 مايو/ أيار: اليوم التاريخ يعيد نفسه بعناوين جديدة، المشروع الذي يتهدد دول المنطقة ومجتمعاتها وجيوشها هو هذا المشروع التكفيري المتوحش، لو أخذنا نعرض نموذجا لهذا المشروع وهي داعش، نحن الآن أمام مشروع يتحرك على الأرض ولا نتحدث عن نوايا، يسفك الدماء ويقتل ويذبح وينهب ويعبر عن وحشية تجاه كل ما هو حضاري أو انساني، وداعش ليست مجموعة صغيرة بل هي تمتد، هي موجودة على مساحة من سوريا وعلى العراق وفي سيناء وفي اليمن وأفغانستان وباكستان وليبيا وشامل افريقيا ونيجريا، وأول من أمس عبرت عن وجودها الميداني في السعودية، ويمكن أن تعبر عن وجودها في كل مكان.
داعش والنصرة ابناء منهج ارهابي واحد
وأوضح السيد نصر الله ان "النصرة" مثل "داعش" لكنها فصيل شامي، ويعمل على اعطاء اسم جديد هو جيش الفتح، جيش الفتح هو النصرة أي القاعدة ولا أحد يضيع بالاسماء .وأضاف: "نحن أمام خطر لا مثيل له في التاريخ، ماذا فعلت داعش في العراق وسوريا، مع كل الناس، حتى داخل أبناء المنهج الواحد، بدل أن يتوحدوا تقاتلوا وذبحوا بعضهم البعض".
وانتقد السيد نصرالله موقف البعض، وقال: بناء على كل التجربة السابقة، للأسف ما زال هناك من يدس رأسه بالتراب ويقول إنه ليس هناك خطر وهناك من يقف على الحياد وهناك من يساند ويراهن ويرى في هذه الجماعات الإرهابية صديقا وحليفا ويقدم لها الدعم والمساندة.
ودعا السيد حسن نصر الله الجميع في لبنان والمنطقة إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذا الخطر والخروج من الحياد، وقال: البعض في 14 آذار في سوريا هو بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعش والنصرة، وأقول لهؤلاء يجب أن تخافوا من انتصار النصرة وداعش، وأنا أقول إنه اذا انتصر النظام في سوريا نحن نشكل ضمانة لهؤلاء، لكن لو انتصرت داعش والنصرة هل تشكلون ضمانة لأنفسكم قبل أن تشكلوا ضمانة لكل اللبنانيين؟
واعتبر السيد نصر الله انه من الخطأ تقديم المعركة مع تلك الجماعات عند الحدود اللبنانية أنها معركة الحزب الذي يريد أن يورط الجيش فيها، هذه معركة الدولة اللبنانية التي ندعوها أن تتحمل مسؤولياتها، مؤكدا ان "معركة الجرود في القلمون مستمرة حتى نتمكن من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية، ومن جهة أخرى يبقى ملف بلدة عرسال وجرود بلدة عرسال."
داعش ينتقل من بين سوريا والعراق تحت العيون الامريكية
وشدد السيد نصر الله على ضرورة المبادرة والبحث عن خيارات المواجهة مع هذه المجموعات المسلحة، منبها الى ان داعش "ينتقل من مدينة إلى أخرى ومن سوريا إلى الراق تحت عين الولايات المتحدة الأمريكية، ومن يراهن على أمريكا في أي مكان لن ترجع الموصل بل تضيع الرمادي."
ونوه الى ان "العراقيين الذين لم ينتظروا الأمريكيين استطاعوا أن يستعيدوا ديالى والجزء الأكبر من محافظة صلاح الدين وأن يقفوا ويمنعوا هذا التقدم، وان الحل هو أن تعتمد شعوب المنطقة على نفسها وأن تثق بقدراتها وأن تتعاون وأن تبحث عن الأصدقاء الحقيقيين ليقدموا لهم المساعدة وفي مقدمة هؤلاء إيران، هم ليسوا أقوى من اسرائيل وأمريكا وحركات المقاومة الحقت الهزيمة بأمريكا."
دعوة لوقف العدوان السعودي الجائر على اليمن
وفي تطورات المشهد اليمني أكد السيد حسن نصر الله ان "هذا العدوان الكبير على اليمن لم يستطع أن يحقق أياً من أهدافه لأن من يواجهه هو الجيش اليمني والمقاومة والشعب"، ودعا السعودية إلى وقف عدوانها على اليمن وتسهيل الحوار السياسي في جنيف بعد أيام وفتح المجال أمام حل سياسي ينهي هذه المأساة.
كما دعا السيد نصر الله الحكومة البحرينية إلى "وقف الرهان على يأس الشعب البحريني وأن تطلق سراح السجناء وتتوقف عن المحاكمات الصورية وأن تتصالح مع شعبها لأن داعش في أحضانكم جميعا."
وتابع: أحد أسباب قوة الاسرائيلي على مدى عقود هو تجزئة المعركة، والخطر التكفيري لا يقل عن الخطر الاسرائيلي، وندعو إلى توحيد الجبهات في مواجهة الخطر التكفيري، لو منعت داعش من السيطرة على المناطق في سوريا لما حصل ما حصل في العراق، كل الذين سكتوا عن داعش في سوريا يتحملون المسؤولية عن الذي حصل في العراق أما الذين قاتلوها لا يتحملون مسؤولية.
سنحارب في كل منطقة من سوريا
وحول الموضوع السوري أكد السيد نصر الله على ان مشاركة مجاهدي المقاومة في سوريا تجاوزت مرحلة التدريج، مضيفاً: "اليوم انطلاقا من هذه الرؤية نحن نقاتل إلى جانب إخواننا السوريين، إلى جانب الجيش والمقاومة والشعب السوري، في كل المناطق إنطلاقا من هذه الرؤية ونعتبر أن هذا دفاع عن الجميع عن سوريا ولبنان والعراق واليمن."
ونوه سماحته إلي تزايد حضور المقاومة في سوريا كلما اقتصت المسؤولية، واعتبر السيد نصر الله أن وجود الحزب في سوريا ينطلق من هذه الرؤية الفكرية الاستراتيجية ومن هذا المنطق الصحيح، ولذلك فمجاهدو المقاومة موجودون في أماكن كثيرة وسنتواجد في كل مكان تقتضيه المعركة، مؤكداً أن المقاومة بالتعاون مع الجيش والشعب السوري قادرة على صناعة الانتصار.
الى ذلك أكد السيد نصر الله ان الاحداث التي تجري في المنطقة لا تبعد عيون المقاومة عن الكيان الاسرائيلي في المعركة الأساسية، وأضاف: في الجبهة مع الاسرائيلي نواصل العمل ونحافظ على جهوزيتنا ولا تشغلنا الهموم الأخرى، واعلموا أن هذه المقاومة في أعلى جهوزيتها وأن العدو يعرف ما أقول لكم أكثر من اللبنانيين ولذلك هو يخشى المقاومة ويواصل حروبه النفسية التي لا تخيفنا.